كتابات وآراء


29 ديسمبر, 2014 05:36:00 م

كُتب بواسطة : عبد السلام بن عاطف جابر - ارشيف الكاتب


عندما يتحقق الفشل الذي حذرت منه ، ويقول لك قائل  ((أنت مريض بالعظمة وتريد تسيرنا على مزاجك ، والله لانسمع لك كلمة)) ! ! ! .. هذا الرد يكفيك لتتيقن أنَّ القيادات الفاشلة وأزلامهم  استطاعوا تثبيت أوتاد الاستحمار . 
 
وفي هذه الحالة  قل رأيك مباشرةً ؛ لست في حاجة  للاقتباس من ثورات الشعوب ؛ ولانقل أقوال الفلاسفة وعباقرة الثورات ؛ ولا نقل تجارب وخطط  أعظم ماريشالات الأرض منذ "هنيبعل القرطاجي" . . . ولست في حاجة لتحليل كل ذلك واسقاطه  على الثورة الجنوبية حتى تقنع القوم بصواب رأيك ، فلم ولن يقتنعوا...!!

 
ولاتضع التوعية ونشر المعرفة هدفك  ؛ فهدفك اليوم هو توثيق للأحداث للأجيال القادمة ""حتى لايقعوا فيما وقعنا فيه"" . . . والهدف الثاني إرسال رسالة  للدول الإقليمية مفادها [أنَّ الشعب الجنوبي فيه عقول ترفض الاستحمار ، وقادرة على قهر الاستعمار ، وتحرير الجنوب بطرق تضمن مصالحكم ولا تشكل خطراً عليها ، لكنَّكم رفضتم ذلك] فتحملوا نتيجة قراراتكم الخاطئة . 
وعلى قاعدة "الرأي المباشر" نبدأ بتعريف مختصر ومباشر لمصطلح الاستبقار الظاهر في العنوان .
الاستبقار هو ؛ أن تصبح كالبقرة يحلبك آخرون عندما تدفع لهم أموالك دون أن يكون لك رأي أين تنفق . . . . أو هو ؛ أن تكون وسيلة لآخرين يُسخِّرون جهدك وتضحياتك ونضالك للكسب المادي المصلحي من أطراف مجهولة . . . ولذلك أنا غضبت منذ بداية الاعتصام أن يستبقر قومي أحد وكان مقالي "يافع ليست بطاقة صرَّاف يابن شعيب" صرخة أطلقتها أرفض فيها الاستبقار .
ولم ينتهي الاستبقار بل تم تطويره وتحديث أساليبه كي يطال الجنوب بكامله ؛ سؤال عندما تعلن عصياناً مدنياً من النوع الذي يحدث في عدن هل يتضرر الاستعمار...؟ 
الجواب في رأيي "لا يتضرر" .. ونضع الميناء مثال توضيحي ؛ المستعمر لديه ميناء الحديدة - ميناء المخا - ميناء الصليف ؛ وكلها تعمل ؛ وكلها في يد الحوثي . . . فعندما يتم  تعطيل ميناء عدن المتضرر  هو الجنوب . . . فالتاجر  الجنوبي يضطر للاستيراد عبر مينائي  "الحديدة والمخا" فترتفع تكاليفه ؛ وقد يضطر للشراء من تاجر شمالي ويخسر مصادره .  
و يخسر سائق الشاحة الجنوبية ، ويكسب سائق الشاحنة الشمالي الذي ينقل من الحديدة والمخا إلى عدن . . . ويخسر  المواطن العادي الذي يكسب رزقه من محيط الميناء ،  سواءً سائق تكسي أو بقالة أو قهوة أو غير ذلك  .
وتخسر الثورة الجنوبية ؛ لأنَّ احتياطي الشعب الجنوبي  من الأغذية يصبح دخوله البلاد وتقنينه في يد المستعمر ؛ فشركات الملاحة لن تقبل بعد ذلك نقل بضائع إلى ميناء غير آمن ؛ وتتضاعف بوليصة التأمين .
وتكسب مافيا الموانئ الذين عقدوا صفقة مع دولة معينة  لتدمير ميناء عدن ؛ فبعد أن ألغيت اتفاقية الادارة  مع موانئ دبي بفعل ثورة التغيير اليمنية وبدأ الميناء يسترد عافيته أوقفته أيدي جنوبية ثورية ، بدون ثمن ،  بينما في السابق كانت تدفع مليارات ثمناً  لتوقيفه.!!!
أمَّا الفعل الثوري الصحيح في رأيي فقد كتبته في خطة  كاملة في آخر أكتوبر . وقرأتها على شخصيات كبيرة في اللجنة الإشرافية في الأسبوع الأول من نوفمبر ؛  وعندما تبين لي أنَّهم فقط طلبوا الاستشارة  للتلاعب بنا ،  أحجمت عن الاستمرار ؛ وأخذت أوراقي وقذفتها في أقرب برميل زبالة قابلني . . . وفي ٢٤ نوفمبر عندما ظهر عجز اللجنة الإشرافية والقيادات الفاشلة عن وضع رؤية  للتصعيد كتبت عناوين رؤيتي للتصعيد في مقالي "التصعيد الثوري يبدأ بالشطرنج وينتهي بالبندقية"
وهنا اتذكر من تلك الرؤية  فيما يخص الميناء  ؛ بدلاً  من  تعطيل  الميناء الوحيد  الذي  يسيطر  عليه  الرئيس  هادي  ،  فيستفيد  الحوثي  من  عملية  التعطيل  ،  دون  أن نجني  أي  مكسب  للثورة  الجنوبية  ؛ الأفضل  أن  نحاصر الميناء بالحشود الشعبية السلمية ؛  ونطرد  منه  كل  الموظفين  الشماليين ؛  ونفرض  تعيين  موظفين  جنوبيين  بدلاً  عنهم  من صفوف الثورة  . . . وبهذه  الطريقة  نستطيع أن نستورد عبر مينائنا كل ما يريده شعبنا . . . بمافي ذلك استيراد "شنابل صينية" نستخدمها في ثورتنا التحررية ، أو العاب نارية نستخدمها في احتفالتنا ، أو مسدسات ماء يلعب بها أطفالنا في ساحة الاعتصام ، أو أي شيء آخر . 
   
هذا رأيي و اتمنى أن أكون مخطأ .