كتابات وآراء


08 ديسمبر, 2014 04:10:00 م

كُتب بواسطة : عبد السلام بن عاطف جابر - ارشيف الكاتب


قبل  أيام سألني  بعض  الشباب  من  يتحمل  مسؤولية  تجميد  الاعتصام  داخل  الخيام ، وإدخال المعتصمين في حالة من التيه والتخبط بين الأولويات ، بل ودفع  البعض  لمغادرة  الاعتصام...؟ وكان جوابي ؛ أن اللجنة الاشرافية تتحمل الأخطاء كاملة ، فهي التي تشكر إذا نجح  وتلام إذا فشل  "هي المسئول أمام الله والشعب عن مآل الاعتصام" ومايرصده الناس اليوم من إخفاقات  -صغيرة أو كبيرة-  هي ناتجة عن  قيادة الاعتصام  إلى طريق لاتوجد فيه علامات يُهتدئ بها.
فقال الشباب : نريد تحديد أكثر دقة حتى لاتكون المسؤلية عائمة...؟  فقلت : تتركز المسؤلية في هذه الحالة على الذي قام باختيار اللجنة الإشرافية الفاشلة ؛ سواءً كان الذي اختارها مكونات أو أشخاص . . . فإذا كان الذي اختارهم جهة غير معلومة ، فالمسؤلية تقع حينها على كاهل شخص واحد وهو رئيس اللجنة "الشيخ بن شعيب" ؛ بوصفه رئيسها ، ورئيس اللجنة المالية ، الذي يدير ويموَّل فشلها ويدعم بقائها .
فالرئيس كما تعلَّمنا في علم الإدارة ؛ هو المسؤل عن وضع الخطط  ؛  وهو الذي يشرف على تنفيذها ؛ وعلى رقابتها ؛ والمسئول عن تعديل أي انحراف يصيبها خلال مراحل التنفيذ . . . والعنوان الشامل لهذه المسئوليات هو  "الرئيس أو القائد هو المسئول عن نجاح المشروع أو فشله" . فلا يغضب البعض ويعتقد أن هناك مبررات شخصية لانتقادي اللجنة الإشرافية .
قد تكون قيادة التجهيل في الشارع الجنوبي نجحت في جعل البعض  غير قادر على  فهم  المعنى  السامي للانتقاد وخلطت بينه وبين الذم . . . وقد تكون نجحت  في كتم كل صوت يسعى إلى نقل صوت المعتصمين إلى كل الشعب الجنوبي وإلى كل العرب في كل مكان ، ولكن ذلك لايعني نهاية الطريق ؛ سوف تستمر معركة الخير والشر حتى ينتصر الخير . . . هكذا هي سنة الحياة . . . وشعبنا العظيم يستحق الخير ؛ فهو شعب قاسى عشرات السنين العجاف ، وبعدها لابدَّ من  الفرج . فالله لم يجمع بين عسرين .
 
كما أن حبل الكذب قصير ؛ وكلما صمد شعبنا في ساحة الاعتصام كلما تساقط الكاذبون ؛ أكانوا أفراد أو مكونات . . . وبذلك تصبح الساحة السياسية مهيأة  لتدخل  النخبة الصامته  ، وتفعيل دورها ، بل تصبح هي المسئولة عن النجاح والفشل ، لأنَّها تكون حينها  "ملزمة بالحديث والحركة" ، فاللوم يقع على العقلاء وليس على السفهاء . فالعقلاء  هم الأقدر على قيادة الشعوب نحو التحرير والاستقلال . 
 
و النخبة  الصامتة  جزء  من كتلة  الشعب  الصامتة  التي  تشكل  أغلبية الشعب . . . فالشعب  الجنوبي  عدده  ملايين ، وليس فقط الآلاف التي تشارك  في  الاعتصام  وفي  الحراك الثوري . وحتى تتضح  الصورة  للقارئ نكرر  تحديد  بعض عناصر النخبة الصامتة في حالتنا الجنوبية  ؛ شيوخ القبائل الحقيقيين ، ورجال الأعمال ، وأساتذة الجامعات . . .  وقد بدأ بعض هؤلاء يظهرون من وراء الكواليس خلف الاعتصام وداخل خيامه .
و لكي  تتحرك  الكتلة  الأعظم  من  شعبنا ؛ يجب الحفاظ على ساحة الاعتصام  ؛ والحفاظ على الاعتصام يستوجب  تحرّي الدقة في رصد الأخطاء ؛ والكتابة فيها بقوة ؛ ووضع الحلول المناسبة القابلة للتنفيذ . . . ولذلك سوف استمر في الانتقاد ، وفي المستقبل  القريب سيأتي يوم  يفهم فيه المؤيدون للمخطئين مالم يفهموه اليوم .
ختاماً  أقول ؛ لابدَّ  من  نجاح الاعتصام  في  خورمكسر  مهما كان الثمن ؛ لأنَّه في رأيي  الأمل الأخير في المدى المنظور ، الذي  ينقذ الثورة  الجنوبية  ويصحح مسارها ويضبط إيقاعها  . . . وواجب إنقاذه  من المتلاعبين واجبٌ مقدس ، لايسقط عن أحد ، فهو كما أُكرر دائماً معسكر الحشد الشعبي للانطلاق نحو إنفاذ إرادته وتحقيق الاستقلال الناجز  أو حتى تحقيق  الأهداف الفرعية التي  ستكون في المستقبل هي  الأدوات الأساسية لتحقيق الاستقلال  بأي  وسيلة  كانت "سلماً أو حرباً" .  
والله من وراء القصد .
طيَّب الله أيامكم أيُّها المعتصمون .