كتابات وآراء


28 أغسطس, 2014 07:52:00 م

كُتب بواسطة : عبد السلام بن عاطف جابر - ارشيف الكاتب


 

 

عندما كتبت مقالي السابق (العمل في جهازالدولة لخدمة المواطن شرف) كنت أُدرك مدى تأثيره الإيجابي على الناس ؛ فهم قد ملَّوامن السير في المجهول ، بدون رؤية ، ولا خطة ، ولاقيادة ، ولا حتى تنظيم سياسي متماسكيمكنهم التعويل عليه في المستقبل المنظور . . . وفي مثل هذا الواقع أصبح الناس متعطشينلرؤية جديدة تحرك المياه الراكدة وتنقلهم من ساحات المسيرات "الموسمية" وترديدالشعارات بدون عمل نافع للحراك -الثورة- الجنوبي إلى تفاعل مع الواقع يخوضه شباب الجنوبالمتعلم وغير المتعلم  ، والعمل في خدمة الناسوحياتهم اليومية ، وتقديم وجه جديد لقوى الاستقلال والتحرير عنوانه [إنقاذ ثورة الشعبمن مرض الإحباط واليأس وتحريك الطاقات الكامنة -المعطَّلة- في شباب الجنوب ، والدفعبهم نحو العمل التنفيذي بدل الخمول وانتظار أي فعل للقيادات التي ثبت فشلها وقِلَّةحيلتها ، والإمساك ببعض خيوط اللعبة عملياً على الأرض]  . . .

 

 

 

ولذلك كنت على يقين من تقبُّل الناس لاستراتيجيةالمزاوجة بين النضال في الساحات وخدمة الشعب في أجهزة الدولة والمشاركة في التنميةوحماية الجنوب من السقوط بيد الوجه الآخر للمستعمر "التنظيمات الإرهابية". . .

 

 

 

وقد فاجأني بعض الشخصيات ذات الشأن الرفيعفي الشارع الجنوبي بالجزم بعدمية هذه الرؤية ، ليس لخطأها ، بل لعجز الرئيس هادي عنتنفيذها ، خصوصاً بعد إفشال مخرجات الحوار على يد رموز سلطة الاحتلال المخلوعة"الاصلاح والمؤتمر وصقورهما" ولم يتخذ المجتمع الدولي ضدهم أي إجراءات عقابية...!  .. كما أن حركة الحوثي بوصفها الجديد "منقذالحكم الزيدي لليمن" قد جذبت إليها آلاف الضباط والصف والجنود في تحركها الأخيرضد الأقاليم والرئيس هادي تحت ستار "ثورة ضد الجرعة" وهذا يعني بداية بناءسلطة الاحتلال بشكل جديد وسقوط حكم الجنوبيين المؤقت للدولة ، ولم يعد بمقدور الرئيسالتفكير في تأهيل شباب الحراك واسناد الوظائف إليهم لأنَّه أصبح منشغلاً بحياته وأمنهالخاص وتطورات الأحداث في صنعاء وماحولها

 

 

 

وقد أثبت بعضهم صواب هذا الرأي  "عجز الرئيس" بقولهم : أنَّهم سبق أناتفقوا مع بعض المحافظين وقادة المناطق على المشاركة في تشكيل اللجان الشعبية من شبابالحراك الجنوبي والقيام بالمهام الأمنية ومحاربة الارهاب ، لكنَّ سلطة الرئيس هاديلم تلتزم بالاتفاق ولم تصرف لهم إلَّا راتب واحد...!  في حين أنَّها استمرت في دعم وتمويل اللجان الشعبيةالتي ينتمي عناصرها لحزبي الاصلاح والمؤتمر ، بل حتى العناصر التي كانت جزء من تنظيمانصار الشريعة وانضموا بعد هزيمة التنظيم وطرده من أبين إلى اللجان الشعبية مازالوايحصلون على الدعم والتمويل .

 

 

 

 وقال آخرون أن انضمام عناصر الحراكإلى الخدمة في جهاز الدولة ماهو إلَّا فخ لقتل الجنوبيين فقط ، فالضابط القائد الذييعود إلى العمل في الجيش أو الأمن لايحصل على الحد الأدنى من الأمتيازات التي تستوجبهاالوظيفة وطبيعة العمل ، وبذلك يصبح هدف سهل لقتله والتخلص منه . . . وهذا حدث فعلاً. . . وبالنسبة للذين شاركوا في تشكيل اللجان الشعبية فقد أوقعوهم في مواجهة مع شبابالحراك الذين اتهموهم بالإستيلاء على رواتبهم ، ولم يصدِّقوا أن حكومة الرئيس هاديهي التي قطعت الرواتب عنهم .

 

 

 

 عموماً ؛ لست هنا لأفتي بصواب أوخطأ الرئيس هادي ، أو أثبت أو أنفي مانقلناه عن آخرين بخصوص تلاعب سلطة الرئيس هاديبالحراك . . . هذا ليس دوري ، ولايهمني . . . مايهمني فقط  هو الثناء على تجاوب شبابالحراك واستعدادهم للعمل التنفيذي في سلطة هادي لخدمة المواطنين . . . ويهمني التأكيدعلى أنَّهم بتجاوبهم قد أعطوا الشعب الجنوبي الحق في إقامة الحجة على الرئيس هادي أمامالله والمجتمع الدولي إذا رفض أو تلكأ أو عطَّل التعاون مع شباب الجنوب في القيام بواجبهمفي خدمة الشعب عبر أجهزة الدولة الرسمية .

 

ويهمني كذلك الإشارة إلى أن المبعوث الدولي-جمال بن عمر- والدول العشر قد نصحوا الرئيس هادي أكثر من مرَّة بأهمية اسناد مهامإدارية وأمنية في الجنوب لشباب ونشطاء الحراك الجنوبي، باعتبار ذلك جزء من استراتيجيةحلحلت مشاكل البلاد . . . لكنَّ ذلك لم يحدث . . .  حتى أصبح المواطن الجنوبي يتسائل؛ هل فعلاً من يحكم البلاد ويقودها اليوم قيادات جنوبية تعمل على إعادة حقوقهم وتصحيحالمعوَّج أم أن المستعمر مازال هو صاحب القرار وهم أدواته...؟  

 

اتمنى أن تكون سلطة جنوبية تعمل مع الحقولاتخاف في الله وفي حقوق الناس لومة لائم .