أخبار الإقليم

02 سبتمبر, 2015 01:01:05 م

إقليم عدن /خاص:
حصلت صحيفة الحقيقة على رسالة هامة وجهة سلطان البركاني للرئيس المخلوع جاء فيها:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الأخ/ الزعيم علي عبدالله صالح المحترم
تحية طيبة وبعد:-
في أكثر من رسالة سابقة بعثتُها إليك جميعها تتضمن موضوعاً واحداً وهماً مشتركاً يقُضُّ مضاجع كثيرٍ من إخوانك وزملائك ومحبيك ورفاق دربك لعقودٍ مضت من سنوات حُكمك بما فيها من النجاحات والإخفاقات .. ذلك الهم هو مصير المؤتمر الشعبي العام حاضنةُ اليمن وملاذها الآمن، وقبلة السياسيين، ووجهة المعجبين والمهتمين ، الباحثين عن مخرجٍ ومآل من سوء الحال، ويجدون في المؤتمر الشعبي العام متكأً يستند الوطن عليه ليعصمهُ من طوفان ومخاطر ما يجري من خراب ودمار وقتل ودماء. كل هذه الهموم التي حملها ومازال يحملها إخوانك ورفاقك، يحملون معها أيضاً هماً يتعلق بشخصك الذي يَرَوْن أن سلامته لا تقلُّ أهميةً عن سلامة المؤتمر المرتبطة أيضاً بسلامة الوطن.
كنتُ قد استخضرتُ في رسالتي السابقة مفردات الوفاء والإخلاص لشخصك ورجوتُكَ أن تقرأ أفكاري كما هى بحسن نية لا يشوبُها شبهة المساومة أو شائبةُ المصلحة الشخصية ، وكان ردُّك مُنكراً وجاحداً في بعض ، ومكابراً أو غامضاً في بعضها الآخر.
لكن ذلك لم يمنعني أبداً عن المُضي في الجهد الذي أرتجي به سلامة الوطن وصوابية مواقف المؤتمر وسلامة رئيسه علي عبدالله صالح.
ومع استمرار جُهدي وبعض إخواني لإقناعك بالإنحناء للعاصفة واتخاذ القرار القيادي بالترجل والنأي بالنفس وترك إخوانك يعيشون المشهد السياسي للوطن الذبيح، ويسهمون في رسم خارطة إدارة المعركة وإيقاف مآسي الحرب والمشاركة في تحديد ملامح خارطة المستقبل السياسي للوطن ، ومكوناته السياسية وعلى رأسها المؤتمر الشعبي العام، وطلبتُ منك (صادقاً ومخلصاً) أن تتعامل بجد ومسؤلية مع العروض التي قدمها أشقاء وأصدقاء لتأمين سلامتك وسلامة أفراد عائلتك وكلٌما يتعلق بك من مصلحة وتأمين ومال، وإتاحة الفرصة لحزبك وقياداته الذين تعرفهم والذين خبروك وخبرتهم وعرفتهم في أحلك الظروف ، وأصعب الأزمات وتمكينهم من استغلال ثقة العالم بالمؤتمر ومراهنته على كفاءته السياسبة با عتباره الحاضنة الدافئة لوطن يتسع للجميع ، بلا تمكين أو ولاية الحق المطلق، وطلبنا منك الاستجابة السريعة كغيرك من زعماء التاريخ الذين صادفوا نفس هذه الظروف، ورجوناك أن تعيد هيكلة تفكيرك بما يستجيب لمقتضيات المعترك الراهن، وأن تستغل عاطفة الطيبين في المؤتمر لحماية نفسك وحمايتهم وتعزيز مكانة مؤتمرهم، لكنك مضيت في عنادك وتجاهلت جهود المخلصين وعروض الأشقاء والأصدقاء والمبادرين ولم تحاول قراءة الواقع بعقلية الزعيم الذي عليه أن يستحضر مسؤليته في حماية حزبه إسهاماً في حماية وطنة.
أمام هذا الموقف الجامد الذي اخترته لنفسك ولحزبك وأمام عجزنا جميعاً عن إثبات براءة أنفسنا أمام أهلنا وأصدقائنا وحلفائنا عن تهم الانقلاب والتمرد على الشرعية واجتياح البلاد وأنهار الدماء وركام الخراب والدمار واستدعاء التدخل الخارجي بعد انهيار منظومة الحوار وانسداد آفاق الحلول على قواعد مرجعيات الشراكة في العملية السياسية، وفي ظل ارتفاع الأصوات - إن على الصعيد الوطني أو في إطار العلاقات التنظيمية داخل المؤتمر الشعبي العام - وتضييق قنوات الحوار الداخلي لتنظيمنا وصد الآراء المعارضة لحالة الجمود المميت داخل التشكيل القيادي الأول للمؤتمر وظهور خطاب التخوين لكل صاحب رأي وإطلاق العنان لخطاب إعلامي تخويني لم نعهده من قبل وبشكل يستدعي الخصومة بين الرفاق داخل الحزب الواحد.
أمام كل هذا وغيره فقد رأيت أن الوفاء لعلي عبدالله صالح لا يعني أن نسير في متاهة الضياع لنخسره ونخسر المؤتمر والوطن بأكمله، أو ندير ظهورنا لما يجري حولنا لنترك خارطة الوطن تتشكل بعيداً عن قواه الفاعله داخل المؤتمر.
- و أن الوفاء لعلي عبدالله صالح لا يعني أن نُقرَّ خطاباً إعلامياً تخوينياً تسفيهياً لم تعهده سماحة المؤتمر وانفتاحه الداخلي على أراء منتسبيه،
- وأن الوفاء لعلي عبدالله صالح لا يعني مطلقاً أن نتركه يختار طريق الهلاك لنفسه وللوطن،
- وأن الوفاء لعلي عبدالله صالح لا يعني أن نضع المؤتمر في قفص الاتهام بالانقلاب والتسبب في كل هذه المآسي ونتركه هدفاً لكل هذه الترسانة الإعلامية تصب لظى جحيمها عليه، وتلصق به ما هو برئ منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب،
- وأن الوفاء لعلي عبدالله صالح لا يعني مطلقاً أن نترك قوى هامشية تستأسد في الميدان وهى أعجز ما يكون على الفعل الخلاق، بينما نترك المؤتمر بقدراته وتراثه وقياداته يتآكل ويغيب عن لحظة استعادة الوطن،
- بل إن الوفاء لعلي عبدالله صالح لابد أن يكون في إطار الحديث الشريف ( أنصر أخاك ظالماً برده عن ظلمه ).
ولأجله أُبلغك تمسكي بما زبرته لك في رسالةٍ سابقة بأن عليك الاستجابة لمصلحة حزبك ووطنك وترك المؤتمر يتعاطى مع الواقع السياسي بحكمة وقدرة بدون قيود أو وصاية، ونبلغك في هذه اللحظة التاريخية أن ما نعدك به فقط هو الوفاء لك بعدم الإساءة إليك شخصياً، وسأمضي مع زملائي في طريق إخراج المؤتمر من محنته بنفس عزيمة الانتماء له ...لا فرق إن كنتَ رئيساً له ، أو مطمئناً لرجالٍ تعرف مهارتهم القيادية وتطمئن إليها .
هذه رسالتي الأخيرة إليك وأرفع عنك عناء الرد إلا إذا كان الاستجابة لما سبق وترك المؤتمر وشأنه.
والله المستعان
سلطان البركاني