أخبار الإقليم

30 يوليه, 2015 02:11:36 ص

 


إقليم عدن/ خاص:


بعد يوم من القرار الذي أصدره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باستيعاب عناصر المقاومة الشعبية في صفوف الجيش الوطني، كشف وزير الداخلية اليمني عبده الحذيفي في حوار مع "الوطن" عن استدعاء نحو سبعة آلاف ضابط وفرد من قوى الأمن، كان الرئيس المخلوع علي صالح قد سرحهم من العمل في وقت سابق، وذلك لدعم الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار في عدن.


وأضاف الحذيفي "التواصل الدائم مع مديري أمن المحافظات أثمر عن عودة كثير من العسكريين إلى الشرعية"، منوها بالدعم الكبير المقدم من قوات التحالف العربي، خاصة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، والذي أسهم كثيرا في القدرة على التصدي للإرهابيين، وعودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي.


كشف وزير الداخلية اليمني العميد الركن عبده الحذيفي وجود اتصالات مع كثير من العناصر الأمنية في صنعاء، مشيرا إلى أن بعض القادة الذين يشغلون مناصب أمنية مهمة أبدوا استعدادهم للانسلاخ عن قوى التمرد والانضمام للشرعية. وأضاف الحذيفي أن هناك إجراءات تتم على أعلى مستوى لتسهيل انضمامهم إلى الجيش الوطني الجديد. مؤكدا أن بوادر الثورة ضد الإرهابيين في عدن تلوح في الأفق، وأن إحداثيات لديهم تؤكد أن المتمردين يسيطرون على العاصمة من الناحية الشكلية فقط، خاصة بعد استدعاء نحو 7 آلاف ضابط وفرد للعودة مجددا إلى العملالعسكري .


وعن الأوضاع الأمنية في عدن، قال الحذيفي إن المدينة تنعم بالاستقرار، وستستقبل في القريب العاجل رموز الشرعية الدستورية، ممثلين في الرئيس عبدربه منصور هادي وأفراد حكومته، بعد اكتمال بعض الأمور الضرورية، موضحا أن السكان يتعاونون مع الأجهزة الأمنية في ضبط عناصر الخلايا الإرهابية النائمة في المدينة.


وأشاد الحذيفي بالدعم الكبير الذي تقدمه قيادة التحالف، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات للمقاومة، مؤكدا أن ذلك كان له الأثر الكبير في الانتصارات التي حققها الثوار على قوى البغي والعدوان خلال الفترة الماضية. مشيرا إلى أن هذا الدعم يتواصل ويستمر لأجل تمكين المقاومة والجيش الموالي للشرعية من فرض الأمن والاستقرار في ربوع المدينة كافة بعد الانتهاء من تحريرها. هذا وغيره تجدونه بين سطور الحوار التالي:


كيف تقيمون الأوضاع الأمنية في عدن؟


الأوضاع في تحسن مستمر بين كل لحظة وأخرى، وسوف تمضي إلى الأمام خلال الفترة المقبلة بفضل الجهود التي تبذلها كل الجهات ذات الصلة، وكذلك تعاون السكان مع السلطات.


ما خططكم المستقبلية لفرض الأمن في المحافظة؟


بدأنا باستدعاء قوى الأمن من أبناء المحافظة، وهؤلاء يزيد عددهم على سبعة آلاف ضابط وفرد، وسنعمل على إعادة المؤسسات الأمنية لعملها السابق الذي حاولت ميليشيات الحوثي وصالح إيقافه، وبالتالي سنعيد الكوادر المؤهلة كافة التي تتمتع بخبرة أمنية عالية، وسوف نستطيع -بإذن الله- فرض الأمن في المحافظة بعد تحريرها.


كيف تتعاملون مع الميليشيات التي ما زالت تختبئ داخل عدن لإثارة الفوضى؟


هؤلاء ينكشف أمرهم بين تارة وأخرى، والمواطنون يتعاونون مع عناصر المقاومة والجيش بكل إيجابية، وكل يوم نلقي القبض على حالات معينة، والتفاعل الإيجابي من المواطنين ومسارعتهم بالإبلاغ عن هؤلاء يطمئننا أكثر بإمكان القضاء على الخلايا النائمة.


الحوثيون وصالح يسيطرون على الوضع الأمني في صنعاء، ما رسالتكم لكل شرائح المجتمع، وهل لديكم خطة لمساعدة المواطنين هناك على التخلص من الوضع الحالي أم أنكم تكتفون بما تحقق في عدن؟


هم يسيطرون على الوضع من الناحية الشكلية فقط، وهنا أؤكد أننا كنا على تواصل مباشر ودائم مع كل مديري أمن المحافظات، ووجدنا أن جميعهم يدينون بالولاء للشرعية وللدولة، بل ويقدمون كل المعلومات عن الممارسات التي يقوم به الحوثيون وصالح، وهذا دليل على أن الجميع يرفض وجود المتمردين، وكثير من هؤلاء انفضوا من التمرد وانضموا للشرعية، والبقية في طريقها لذلك، وسوف تأتي الساعة والوقت المناسبان لمساعدتهم، وهناك تذمر كبير واستذكار الولاء للوطن، وبدأ كثير من قادة التمرد ينفضون من حوله وينضمون للشرعية.


هناك مخاوف من انتشار عناصر القاعدة القادمين من محافظات أخرى من خارج عدن، ما مدى واقعية تلك المخاوف؟


ما زلنا في المعركة مع ميليشيات الحوثي وصالح، ربما تكون هناك عناصر متخفية، وسوف يتم العامل معها وفق النظام، نحن مع الدولة، والشرعية، والنظام، والقانون، ومع دولة المؤسسات التي من أبرز مهماتها الاستقرار الأمني، وسنقف أمامهم بكل قوة وصمود، ولدينا المقدرة على مواجهتهم في مواقع القتال كافة.


هل لديكم إمكانات كافية لفرض الأمن في عدن، بما يمكنكم من فرض الأمن والاستقرار بعد حالة الفوضى التي تسببت فيها ميليشيات الإرهابيين؟


ليس خافيا على أحد أن الإمكانات تكاد تكون صفرا، فقد دمرت الميليشيات العابثة كل مؤسسات الدولة في المدينة، ولكن الدعم الكبير من دول مجلس التعاون الخليجي، وما تقدمه قوات التحالف العربي، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، أسهم كثيرا في قدرتنا على التصدي للإرهابيين، وهذا يجعلنا مطمئنين إلى أن الأمور تسير في الطريق الصحيح.


هل توجد في مطار عدن خطة خاصة لحمايته؟


بالتأكيد هناك خطة عسكرية أمنية كبيرة تتم بالتنسيق مع الإخوة في السعودية والإمارات، وسيكون الأمن شاملا ومتوافرا في كل المناطق والمواقع الحيوية بشكل عام.


ما ضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية؟


من الطبيعي إعادة هيكلتها وإحداث تغيير في بعض التسميات، والمرحلة الحالية تتطلب ذلك.


ما أبرز المعوقات التي ترون أنها تحد من قدرتكم على القيام بواجباتكم في الوقت الراهن؟


أكبر المعوقات تتمثل في ضرورة وجود كادر كبير متمكن من العسكريين والإداريين الذين تم تسريحهم من قبل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في وقت سابق، وأول خطوة قمنا بها في هذا الاتجاه هي إعادة الثقة لهذا الكادر وإحياء روح العمل.


كنت ضمن أول وفد وزاري يعود إلى عدن، هل ترى أن المدينة أصبحت آمنة وجاهزة لاستقبال قيادات الحكومة كافة؟


عدن جاهزة تماما لاستقبال الحكومة الشرعية وخلال أيام قليلة سوف تعود الحياة إلى طبيعتها في أنحاء المدينة كافة، وسنستقبل الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وكل أعضاء حكومته، قريبا بإذن الله بعد استكمال بعض الخطوات الضرورية.


(الوطن)