أخبار الإقليم

11 يونيو, 2015 11:18:46 م

إقليم عدن/ أحمد أبو سالم:


فيما واصلت المقاومة الشعبية في اليمن حصدها لقيادات التمرد في كثير من الجبهات، استأنف طيران التحالف الذي تقوده المملكة غاراته أمس على مواقع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. حيث كثفت غاراتها على تجمعاتهم في كثير من المدن والمحافظات اليمنية. يأتي ذلك فيما واصل الثوار تصديهم لفلول الانقلابيين وألحقوا بهم خسائر فادحة في كثير من المواقع، وأجبروهم على التراجع.


ففي محافظة مأرب، شرق البلاد، تخوض المقاومة معارك عنيفة ضد الميليشيات المتمردة، التي فقدت العشرات من مسلحيها في مواقع بالمحافظة، بينهم القيادي الميداني البارز في ميليشيات الحوثي طارق مبارك المشن، في جبهة المخدرة بصرواح. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المشن وتسعة آخرين، قتلوا في معارك عنيفة. وهو يعد من أبرز القادة الميدانيين في المحافظة، ووالده أحد قادة الجماعة المتمردة في محافظة مأرب. كما أنه ثالث قيادي ميداني للانقلابيين يسقط خلال أقل من 24 ساعة، إذ لقي القيادي الميداني زكريا عسكر مصرعه الثلاثاء مع عدد من مسلحي الجماعة على يد المقاومة في محافظة الضالع، كما لقي القيادي حسين الهبيلي مصرعه في غارة جوية للتحالف العربي استهدفت تجمعًا للحوثيين بمنطقة الغيل بمحافظة الجوف.


تدمير الآليات


وفي عدن، دمرت طائرات التحالف دبابتين ومدفعاً لميليشيا الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في منطقة بئر علي. وأشارت مصادر في المقاومة الشعبية إلى أن قوات التحالف قصفت خلال الساعات الماضية موقعاً كان يتجمع فيه نحو 15 من مسلحي التمرد، مشيرة إلى أن الغارة أسفرت عن مقتل جميع المسلحين. كما قصفت طائرات التحالف عمارة سكنية في منطقة الكِرَاع، كانت تتمركز فيها مجموعة من الإرهابيين.


وأضافت مصادر إعلامية أن غارات التحالف دمرت حاملتين للصواريخ في رأس عمران، وسط اشتباكات عنيفة تجري في منطقة بئر أحمد القريبة.


وفي محافظة حجة، شنت طائرات التحالف العربي صباح أمس سلسلة غارات على مواقع للحوثيين في منطقة حرم. يأتي هذا بعد أنباء عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين الإرهابيين والقوات السعودية على حدود البلدين. كما قصفت مقاتلات التحالف الذي تقوده المملكة، مواقع في منطقة حرب.


أما على صعيد محافظة إب، فقد شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على تجمعات المتمردين، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط المسلحين. كما أغار طيران التحالف على مواقع للتمرد، في محافظة الجوف الحدودية. استهدفت آليات عسكرية في منطقة العقبة وعزة، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من أماكن يتمركز فيها الإرهابيون.


وفي صنعاء، شنت طائرات التحالف غارات على مجمع وزارة الدفاع اليمنية وسط العاصمة صنعاء، الذي يتحصن فيه أفراد من الانقلابيين منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر من العام الماضي.


كما تعرضت محافظة صعدة، معقل الانقلابيين الحوثيين، بدورها إلى قصف مركز، استهدف مواقع للمتمردين في مديرية ساقين وباقم وسحار وبعضها الآخر استهدف منشآت عسكرية وتجمعات، وقد أسفر القصف عن سقوط ضحايا من المتمردين.


مصرع إرهابيين


وعلى صعيد المعارك التي تدور بين مقاتلي المقاومة الشعبية، والمتمردين الحوثيين المدعومين بفلول المخلوع صالح، لقي 20 متمردا مصرعهم في منطقة صرواح، غرب محافظة مأرب، وجرح آخرون. وتمكن الثوار من السيطرة على مواقع للإرهابيين محاذية لجبل مرثد الاستراتيجي. كما تواصلت الاشتباكات بين المسلحين المتمردين والمقاومة الشعبية في كثير من المواقع بالمدينة. ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط الإرهابيين.


وعلى صعيد عدن، تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار والانقلابيين في الأطراف الشمالية والغربية للمدينة، وتركزت الاشتباكات في منطقة بئر أحمد ومزارعها، وسط غارات جوية مكثفة شنتها طائرات التحالف لمنع تقدم الميليشيات في المنطقة، قتل وجرح فيها عدد من المتمردين.


وكانت الاشتباكات قد تجددت في عدن بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي، حيث بث ناشطون صورا قالوا إنها للاشتباكات الدائرة في منطقة خور مكسر وفي جبهة الصولبان. وقالت مصادر ميدانية إن الاشتباكات الأخيرة التي تجددت في منطقة العريش أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر المقاومة، مقابل 24 من المتمردين.


وأضافت المصادر أن الثوار تمكنوا عصر أمس من إحراز تقدم نوعي هام بجبهة مطار عدن الدولي، بعد أن شنوا هجوما واسع النطاق على عدة محاورة، تمكنوا خلاله من السيطرة على أجزاء واسعة من حي النصر، وأجزاء من مطار عدن الدولي. مؤكداً أن المقاومة سوف تواصل تقدمها في المنطقة خلال الساعات القادمة.


كما حققت المقاومة الشعبية تقدماً في تعز ولحج بعد اشتباكاتٍ عنيفة على الجبهات اليمنية. وبينما يصب تركيز ميليشيات الحوثي وصالح قبل ذهابهم إلى جنيف، لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، وكسر شوكة المقاومة في أكثر محافظتين استراتيجيتين تعز ومأرب، إلا أن المقاومة، بدعم من التحالف، تصدت بقوة للميليشيات وأوقفت تقدمهم، كما قتلت العشرات منهم في هجمات وكمائن نوعية.


توحيد الجهود


وفي تطور لافت، اجتمع في تعز المجلس العسكري، وقيادة المقاومة، وقيادة الأحزاب، مع ممثلين عن الفعاليات الشعبية، وشكلوا إطارا موحدا، قالت مصادر يمنية إنه سيقدم الدعم اللوجستي لمسلحي المقاومة وسيقوم بتزويدهم بالمقاتلين، انطلاقا من اتفاقهم على رص الصفوف لتطهير تعز من المتمردين. يأتي هذا في ظل تصاعد المعارك في تعز، وتكثيف التحالف غاراته التي تركزت على المدخل الغربي لتعز ونادي صقر ومكتب الصحة حيث تتمركز الميليشيات.


في المقابل، شن الانقلابيون أعنف هجمات بالمدفعية الثقيلة على جبل جرة والمجمع القضائي شمال المحافظة، في الأثناء، واصلوا إرسال تعزيزاتهم من صنعاء إلى تعز، ولكن تم قصفها في منطقة القاعدة، فيما تصدت المقاومة لها.


كما أشارت المقاومة إلى أن قتالا عنيفا يدور في حوض الأشراف والأربعين وجبل جرة بتعز. مضيفة أن قائد إحدى كتائب اللواء 22 مدرع الموالي للرئيس المخلوع و16 من المتمردين لقوا مصرعهم إثر غارة جوية لقوات التحالف على موقع العرير بمنطقة الجند في تعز.


وعلى صعيد الضالع، استهدفت المقاومة الشعبية آليات تابعة لقوات موالية للمخلوع علي عبدالله صالح في منطقة سناح والقعقبة. وأضافت المصادر أن الثوار تمكنوا من صد محاولة للإرهابيين لاقتحام المدينة التي سبق أن طردوا منها أواخر الشهر الماضي، مشيرة إلى أن المسلحين تركوا وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.


استهداف المدنيين


وفي محافظة أبين الجنوبية، تعرضت منطقة الكود لقصف كثيف شنه الحوثيون والقوات الموالية لصالح، استهدف مناطق وأحياء سكنية. وأسفر القصف عن دمار في المباني السكنية، ونزوح عشرات الأسر منها.


أما في الجوف شمال شرق البلاد، فقد أرغمت المقاومة الشعبية مليشيات التمرد على الانسحاب من منطقة العقبة. وأكد مصدر عسكري أن المقاومة الشعبية عززت جبهاتها في منطقة العقبة بعدما أرغمت الإرهابيين على الانسحاب باتجاه مدينة الحزم مركز المحافظة والمنشآت المدنية والعسكرية.


وفي مدينة رداع، بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، سقط العشرات من القتلى والجرحى وسط المتمردين في هجوم للمقاومة الشعبية على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وقد تزامن ذلك مع هجوم للمقاومة على نقطة تفتيش تابعة لميليشيات الحوثي في منطقة الرماعة مديرية القفر، أسفر عن خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في صفوف المتمردين.


كما نفذت المقاومة الشعبية عدة هجمات ضد ميليشيات التمرد في أكثر من جبهة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط أنباء عن فرار جماعي لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح. كما أكدت مصادر وقوع أربعة انفجارات عنيفة استهدفت مبنى أمن مديرية القريشة مركز تجمع الانقلابيين في رداع. مضيفة أن عشرات القتلى والجرحى من المسلحين سقطوا عقب تفجير سيارة مفخخة استهدفت المركز الصحي بمنطقة العجمة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقالت مصادر خاصة للعربية إن ميليشيات الحوثي حولت المركز الصحي إلى مقر لعناصرها، ويعد أهم وأكبر مقر لهم في رداع.


.. وخلافات الحوثيين في إب تصل مرحلة الاغتيالات


هزت انفجارات عنيفة في وقت متأخر ليل أول من أمس مدينة إب وسط اليمن. ونقلت مصادر إعلامية في المحافظة عن مدير أمن مديرية الظهار، العقيد عبدالله الحنوم، قوله إن سيارة أحد القيادات الحوثية بالمحافظة، ويدعى اللواء حمود عبداللطيف الغرباني تم استهدافها من قبل مجهولين في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس بقذيفة أمام فندق سماء روحان أسفل سوق الظهار.


كما هز انفجار ثان وصف بالعنيف فجر أمس استهدف منزل المدير العام لمكتب التجارة والصناعة محمد السياغي وهو قيادي أيضا في جماعة الحوثي بحسب مصدر أمني. وعرف عن السياغي نشاطه في جمع ما يعرف بالمجهود الحربي للحوثيين من تجار المحافظة عنوة.


وأكد مراقبون أن عمليات تصفية داخلية في أوساط الحوثيين هي السبب في ما حدث، مشيرين إلى وجود خلافات حادة بين المتمردين القادمين من صعدة وعمران، وبين موالين للحوثي من أبناء المحافظة.


وكانت خلافات مماثلة قد نشبت بين قيادات الحوثي الذين يديرون الميليشيات في ذمار، وبين قيادات حوثية من مدينة معبر، حول قضايا تتعلق بممارسات أبو عادل الطاووس، الذي كان الحوثيون قد عينوه – في إجراء يفتقر للشرعية - حاكما لذمار، قامت بعدها قيادات الحوثي التابعة للطاووس باعتقال قيادات حوثية من معبر، من داخل المجلس المحلي لمديرية جهران.


وكشفت المصادر أن المتمردين في محافظة ذمار هددوا بفك الارتباط مع نظرائهم من صعدة، والتوقف عن المشاركة في الأعمال القتالية، مشيرة إلى أن أبناء ذمار يشعرون أن الطاووس ومن معه باتوا يتصرفون في المحافظة كأنها ملك لهم، وأن هناك تمييزا في المعاملة بين أبناء ذمار والوافدين من صعدة، الذين باتوا يستأثرون بكل القرارات.


وأضافت المصادر بالقول إن بعض قيادات الحوثيين تدخلت لتهدئة الأمور بين الطرفين، قبل انفجار الوضع، خصوصاً بعد حدوث خلافات مشابهة في وقت سابق بين الأطراف الحوثية في ذمار، أدت إلى مقتل اثنين من المسلحين الحوثيين في حادثين منفصلين.