أخبار الإقليم

11 يونيو, 2015 11:07:34 م

إقليم عدن/ أحمد أبو سالم:


استهدفت طائرات التحالف العربي، خلال اليومين الماضيين، قادة عسكريين عرف عنهم ولاءهم الشديد، وتقديمهم الدعم الكبير لجماعة الحوثي المتمردة، قبل وبعد انقلابها على الشرعية، مستغلين مناصبهم العسكرية التي تولوها سابقا أو لا يزالون يعملون من خلالها في الوقت الحالي.


وأبرز القادة العسكريين الذين وضعتهم قوات التحالف نصب عينيها لخطورتهم ومساندتهم للانقلاب، ضابطان رفيعا المستوى، هما اللواء عبدالملك السياني، واللواء علي الذفيف، وكلاهما تخليا عن القسم الذي أقسماه بالعمل على خدمة الوطن، وباتا خداما للميليشيات الانقلابية أكثر من غيرها، وفقا لوصف اليمنيين لهما. وتولى اللواء عبدالملك السياني مناصب مختلفة في مؤسسة الجيش اليمني، منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت، وإبان فترة حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى أن وصل إلى أعلى هرم في أهم مؤسسة في البلد، حيث تولى منصب وزير الدفاع.


وحول السنوات التي تولى فيها هذا المنصب المهم قالت مصادر عسكرية لـ"الوطـن" إنه قدم دعما غير محدود لجماعة الحوثي، التي كانت لا تزال في ذلك الوقت تمارس مهماتها بسرية، حيث وظَّف السياني ميزانية الوزارة التي من المفترض أن تقتصر على منتسبي الجيش، لإنشاء هذه الجماعة وتكوين ميليشياتها المسلحة.


وأشارت المصادر إلى ضغوط كبيرة مارسها ضباط ومسؤولون على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعدما اكتشفوا الدور المشبوه للسياني ما أدى إلى إقالته من منصبه، لافتين إلى أن الإقالة تمت بعدما وفر السياني مخزونا ضخما للمتمردين، وأوجد أيادي خفية تابعة لهم في وزارة الدفاع. ولم يقف دوره عند هذا الحد، بل استغل علاقاته التي كسبها قبل عزله من المنصب، لتمويل الحوثيين وإقناع ضباط كبار بمعاونتهم ودعمهم حين انقلبوا على السلطة.


وأكدت المصادر أنه لهذه الخلفية للسياني قصفت قوات التحالف منزله القريب من ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.


ولم يختلف دور اللواء علي الذفيف عن دور اللواء السياني، حيث لفت مصدر عسكري إلى عدد من ممارساته أثناء الحروب الست التي خاضها الجيش اليمني ضد المتمردين الحوثيين خلال العقد الماضي، مشيرا إلى أنه كان يسهم في تسليم مواقع للمتمردين وخذلان أبناء الجيش، وعمل بتخف كجاسوس للحوثي.


وأشار المصدر إلى استنفاد الذفيف لمخزون الدولة من الأسلحة والذخائر والعتاد العسكرية أثناء الحرب، من خلال رفعه احتياجات وطلبات لا توجد حاجة لها، بهدف تسليم غالبيتها بطريقة غير مباشرة كدعم منه للميليشيات الحوثية.


وبحسب المصدر، فقد تولى الذفيف قيادة اللواء التاسع الذي تمركز في محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثيين، وأسهم وجوده هناك في تسهيل التنسيق بينه وبين الحوثيين في عملية الانقلاب على الشرعية، التي قادوها بالتعاون مع حليفهم صالح، ومضى المصدر بالقول "أسوأ موقف لا يمكن أن ينساه اليمنيون هو قبول الذفيف الانتقال إلى مقر اللواء 310 بدلا عن اللواء السابق الذي اقتحمه الحوثيون بالقوة، واستشهد قائده العميد حميد القشيبي، ونهبوا كل معداته على مرأى ومسمع من اللواء الذفيف، كما عمل حاميا لظهر الانقلابيين أثناء دخولهم العاصمة صنعاء، من خلال تمركزه مع قواته في محافظة عمران، البوابة الشمالية للعاصمة.


بدورهم، أفاد سكان محليون "الوطن" بأن غارات عنيفة شنها طيران التحالف على منزل الذفيف في مديرية همدان، فيما قال مراقبون إن قوات التحالف التي تساند الشرعية في اليمن رأت خطورة الدور الذي قام به القياديان العسكريان ولا يزالان يقومان به، فسعت إلى وضع حد له، معتبرين ذلك أمرا إيجابيا يدفع الضباط الذين يسيرون في طريقهم إلى مراجعة حساباتهم.