أخبار الإقليم

29 مارس, 2015 08:49:21 ص


إقليم عدن/ شرم الشيخ :


أيدت مسودة البيان الختامي للقمة العربية عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن، ودعت الجماعة للانسحاب من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية وتسليم سلاحها للسلطات الشرعية.


وحسب مصادر دبلوماسية رفيعة تحدثت لوكالة الأناضول، فإن البيان الختامي المتوقع صدوره في ختام القمة صباح الأحد يتوقع أن يتضمن كذلك مطالبة بضرورة الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر في السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.


كم سيتضمن البيان دعوة إلى إنشاء قوة عربية مشتركة تشارك فيها الدول اختياريا، وتتدخل هذه القوة عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق.


 


وفي هذا الشأن، جدد العراق رفضه أي تدخل عسكري من أي دولة في شؤون أي دولة أخرى، ودعا إلى اعتماد الحوار سبيلا للحل، أما لبنان فشدد على السير بأي موقف يقوم على الإجماع العربي، والنأي عن أي خطوة لا تحظى بالإجماع أو التوافق، وفق مسودة البيان.


 


كما يدعو البيان إلى دعم موازنة دولة فلسطين لمدة عام تبدأ من الأول من أبريل/نيسان المقبل، ودعم قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الداعية لإعادة النظر في العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل بما يجبرها على احترام الاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية.


 


وفي الشأن الليبي، يطالب البيان بتقديم الدعم السياسي والمادي الكامل للحكومة الشرعية في ليبيا بما في ذلك دعم الجيش الوطني، في إشارة إلى الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق والجيش الموالي لها.


 


كما يطالب القادة العرب مجلس الأمن بسرعة رفع الحظر عن واردات السلاح إلى الحكومة الليبية (في إشارة إلى حكومة عبد الله الثني) باعتبارها الجهة الشرعية، وتحمل مسؤولياته في منع تدفق السلاح إلى الجماعات الإرهابية، وفق المصدر نفسه.


 


وشدد البيان على دعم الحكومة الليبية في جهودها لضبط الحدود مع دول الجوار، وهو قرار تحفظت قطر عليه بالكامل، في ما فسرت الجزائر الفقرات المتعلقة برفع الحظر وتسليح الجيش الليبي على أنه يندرج ضمن السياق السياسي للحل.


 


وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، يعتزم القادة العرب التأكيد -في بيانهم الختامي- على ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته الكاملة إزاء التعامل مع مجريات الأزمة السورية، وطالبت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بمواصلة اتصالاته مع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إقرار خطة تحرك مشتركة تضمن إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية، وفقا لمؤتمر جنيف1.


 


كما سيجدد البيان تأكيد القادة العرب المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (جزر طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، المتنازع عليها مع إيران)، داعين الحكومة الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع دولة الإمارات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر.


عاصفة الحزم


وكانت كلمات الجلسة الافتتاحية بالقمة العربية الـ26 المنعقدة بمدينة شرم الشيخ في مصر ركزت على عملية "عاصفة الحزم" التي تتواصل لليوم الثالث باليمن، كما أكد القادة المتحدثون دعمهم شرعية الرئيس هادي، وأجمعوا على أن الحوثيين يمثلون تهديدا للمنطقة، كما جدد البعض التأكيد على الحاجة لإنشاء قوة عربية مشتركة للوقوف في وجه تحديات المنطقة.


وبصفته رئيس القمة السابقة، دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى عقد مؤتمر خاص لتجنيب اليمن الانزلاق نحو حرب أهلية، بينما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -الذي تسلم رئاسة القمة- أن مساعي الحوار في اليمن فشلت فكان محتما أن يكون هناك تحرك عربي حازم، داعيا إلى تأسيس قوة عربية مشتركة تمثل رادعا لكل من يهدد الأمن العربي.


ومن جانبه، أكد ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز أن عاصفة الحزم سوف تستمر إلى أن تحقق أهدافها، موجها الشكر للدول المشاركة والداعمة للعملية، كما انتقد بشدة رفض الحوثيين بحث الأزمة اليمنية في الرياض، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي استجابت لطلب الرئيس اليمني بعقد قمة هناك.


وأضاف في كلمته أن "آفة الإرهاب" تأتي في طليعة التحديات التي تواجه الأمة العربية، داعيا إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء معاناة الشعب السوري.


من جانبه، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى استمرار عاصفة الحزم حتى تحقيق أهدافها واستسلام "العصابة"، في إشارة إلى مسلحي جماعة الحوثي الذين وصفهم بأنهم دمية في يد إيران، واتهمهم بالمراهقة السياسية والسعي للسيطرة على اليمن برمته.


 


أمير قطر يلقي كلمته بافتتاح القمة العربية (الجزيرة)


ملفات مختلفة


وشدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح يتحملون المسؤولية عن التصعيد، داعيا إلى تحرك عربي وأممي لرفع الحصار عن غزة، واعتبر أيضا أن النظام السوري ليس جزءا من حل الأزمة في سوريا.


أما الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي فأشار إلى تفهم بلاده الإجراءات التي اتخذتها دول المنطقة في اليمن، وتحدث عن مواجهة الإرهاب في بلاده، وخطورة ما يحدث في ليبيا عليها. بينما شدد الرئيس العراقي فؤاد معصوم على إرجاع أطراف النزاع في اليمن إلى الحوار، كما دعا "الأشقاء العرب" إلى مساعدة اللاجئين العراقيين.


ومن جهته، عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته عن تأييده عاصفة الحزم، وطالب بضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن العلاقات مع إسرائيل لن تستمر كما كانت عليه.


يذكر أن أعمال القمة العربية انطلقت السبت في دورتها العادية الـ26 بمدينة شرم الشيخ لبحث 11 بندا، أبرزها تقرير الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، وتطوير جامعة الدول العربية، والتطورات في كل من سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن صيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الجماعات التي تُصنف إرهابية ومتطرفة.