أخبار الإقليم

12 فبراير, 2015 07:42:07 م

من عبد اللاه سُميح

يواصل زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، استعطاف الجنوبيين من خلال خطاباته السياسية التي يلقيها من حين لآخر، سعياً للحصول على مكاسب سياسية لجماعته في المحافظات الجنوبية التي تشهد تظاهرات مستمرة تدعو إلى "فك الارتباط" بين جنوب اليمن وشماله والعودة إلى الوضع السابق بين الدولتين.


وكانت العلاقة بين الحراك الجنوبي وجماعة أنصار الله (الحوثيين) قد شهدت تقارباً طفيفاً إبان انعقاد جلسات مؤتمر الحوار الوطني الذي قدّم فيه الحوثيون رؤيتهم لمعالجة القضية الجنوبية عبر إقامة نظام فيدرالي في اليمن مكوّن من إقليمين لفترة انتقالية لا تتعدى 4 سنوات يتم بعدها منح الجنوبيين حق تقرير مصيرهم، إلا أن هذا التقارب لم يدم طويلاً حيث توسعت سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من الشمال لتعود الخطابات إلى مربع "الحفاظ على الوحدة".

وعبّر عبد الملك الحوثي، خلال خطاب ألقاه السبت احتفالا بـ "الإعلان الدستوري" الذي أعلنته جماعته، عن حرصهم "في المرحلة الانتقالية على الالتفات إلى إخواننا الجنوبيين الذين طالما ظلموا من القوى ذاتها التي تسعى للتعطيل ولإثارة الفتن وتخريب المصالح العامة، باعتبارها كانت وراء ظلمهم ومعاناتهم".

وأشار إلى أن أيادي الحوثيين ممدودة "بكل محبة لإخوتنا الجنوبيين لينهضوا بدورهم الوطني بشكل بارز ومتميز وعادل، ونحن داعمون لذلك، وأن نكون معهم بكل محبة، بكل جدّ للخلاص من مظالمهم، وحاضرون أيضاء إلى كل أبناء شعبنا العظيم".

وسبق أن أعلن زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله) في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن تنازل جماعته عن معظم الحقائب الوزارية المحسوبة على الحوثيين في الحكومة اليمنية حينها لصالح الجنوبيين، قبل أن يحاصر الحوثيون رئيس البلاد ورئيس حكومته وعدد من الوزراء المنتمين إلى المحافظات الجنوبية، وظلّ معظمهم قيد الإقامة الجبرية حتى اللحظة.

وقوبلت دعوات عبد الملك الحوثي في المحافظات الجنوبية بالتجاهل واللامبالاة بـ "اعتبارها محاولات يائسة لاستمالة الجنوبيين إلى الجانب الحوثي خشية وقوع الانفصال، ولإحراج القوى السياسية الأخرى"، بحسب ما قاله الناشط أيمن منصور.

وقال القيادي بالمجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي المطالب بفك الارتباط، فؤاد راشد، إن "كل المؤشرات تؤكد أن جماعة الحوثيين كغيرهم من القوى السياسية في الشمال التي تنظر إلى الجنوب باعتباره غنيمة، والحراك الجنوبي لا يثق مطلقاً في أي من الأطراف الشمالية بما في ذلك الحوثيين".

وأكد راشد في حديثه لـ "إرم" أن المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب "في إطار اتصالات جنوبية مع الجميع لتشكيل جبهة جنوبية واحدة، لننتقل جميعاً للبسط على الأرض، ونأمل من دول الخليج مساندتنا في ذلك".