إقليم عدن/خاص:
وقف مجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، في اجتماعه
عبر الاتصال المرئي، اليوم، امام عدد من الملفات والقضايا المتصلة بالأوضاع والمستجدات
الداخلية، والجهود الحكومية المبذولة بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية للتعاطي معها
وفقا للأولويات الملحة، بما في ذلك مواجهة تفشي وباء كورونا وتبعات المنخفض المداري.
وأشاد المجلس بالتنظيم والإعداد الجيد من قبل الأشقاء في المملكة العربية
السعودية، بتوجيهات من قيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن
عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لمؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020م بالشراكة
مع الأمم المتحدة، ومساندتها السخية ودعمها الكبير للشعب اليمني، لتجاوز الظروف الراهنة
التي أفرزتها تداعيات الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية
واشعالها للحرب اواخر العام 2014م، وهي المواقف التي عهدناها منهم في كل الظروف والأحوال
وفي الضراء قبل السراء.. منوها بالالتفاف الكبير للمجتمع الدولي ومساندته للشعب اليمني
في ظل الظروف الصعبة الراهنة نتيجة انتشار جائحة كورونا.
واستعرض مجلس الوزراء، نتائج المؤتمر وما حققه في دعم خطة الاستجابة الإنسانية
لليمن والتي تنفذها الأمم المتحدة ووكالاتها، وضرورة تفعيل الدور التشاركي للحكومة
في اعداد خطط الاحتياجات وفقا للأولويات، وتقليص النفقات التشغيلية للمنظمات وإيصال
المساعدات للمستفيدين بالشكل المناسب، وإيجاد اليات للرقابة والتدقيق عليها وضبط أي
اختلالات في أنشطة المنظمات الدولية... مؤكدا على الوزارات والجهات المختصة تفعيل اليات
التنسيق مع الأمم المتحدة لإيجاد خطة مشتركة، وتبني سياسات مناسبة، لتوظيف المنح والمساعدات
بطريقة فعالة تخفف من معاناة الشعب اليمني وتضمن إيصال الإغاثة إلى مستحقيها، وضمان
عدم نهبها او مصادرتها من قبل مليشيات الحوثي.
وأكد المجلس، دعمه لكل ما ورد في كلمة رئيس الوزراء امام مؤتمر المانحين
وما تضمنته من أفكار ورؤى حول وضع خطة مشتركة بين الحكومة والأمم المتحدة والمنظمات
الدولية لتوظيف المساعدات وإيجاد مقاربة جديدة، سواءً على مستوى التوجهات، أو الآليات
المتبعة، أو الشفافية، تفرضها طبيعة التحديات القائمة، بما فيها الحد من تلاعب وفساد
الحوثيين التي تؤثر على جهود الإغاثة والدعم الإنساني، إضافة إلى التفاهمات التي تم
التوصل اليها مع امين عام الأمم المتحدة عقب المؤتمر، وبينها تفعيل التنسيق مع الوزارات
والجهات الحكومية في اعداد الاحتياجات لخطة الاستجابة الإنسانية.
ووجه مجلس الوزراء، الوزارات والجهات المعنية كلا فيما يخصها بالتنسيق
مع الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها المختلفة لتحديد الأولويات بحسب الاحتياجات الإنسانية
والاغاثية الملحة.
واستمع المجلس من نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا للطوارئ، الدكتور
سالم الخنبشي، إلى تقرير أولى حول المنخفض المداري على محافظات حضرموت والمهرة وشبوة
وعدن ومأرب، والخسائر الأولية المسجلة في محافظتي حضرموت والمهرة، وما تبذله السلطات
المحلية وغرف الطوارئ من جهود للحد من التبعات.. وأكد مجلس الوزراء دعمه الكامل لجهود
السلطات المحلية وغرف الطوارئ للتعاطي مع تبعات المنخفض المداري بما في ذلك الحد من
الخسائر البشرية وفتح الطرقات وتصريف مياه الامطار وعمليات الاصحاح البيئي لمنع انتشار
الأوبئة.
وتطرق رئيس لجنة الطوارئ، إلى مستجدات التعامل مع ملف العالقين في الخارج،
وعمليات الاجلاء التي بدأت من الأردن بموجب البروتوكول المعتمد من مجلس الوزراء.. مشيرا
إلى الجدولة المستمرة لرحلات الاجلاء بالتنسيق مع الخطوط الجوية اليمنية وشركات الطيران
المحلية الأخرى، والسلطات المختصة في الدول التي يتواجد فيها اليمنيين العالقين خاصة
في الأردن والهند ومصر، بما في ذلك الفحوصات للعائدين للتأكد من سلامتهم من وباء كورونا..
لافتا إلى موضوع العالقين في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والإجراءات التي تم
اتخاذها لمحاسبة من يحاول استغلال وابتزاز العالقين بالتنسيق مع السلطات السعودية،
وتم معالجة الموضوع.
وأشاد مجلس الوزراء، بالجهود المبذولة لإنجاح عمليات اجلاء العالقين اليمنيين
في الخارج والتقيد بالبروتوكول المعتمد.. منوها بالكفاءة العالية لإدارة مطار سيئون
والعاملين فيه في تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية للعائدين عبر المطار، والتزامه
بتزويد المطار باحتياجاته من وسائل الوقاية اللازمة وغيرها من الاحتياجات.
كما قدم وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور ناصر باعوم، احاطة حول مستجدات
وباء كورونا بما في ذلك التجهيزات الجديدة التي تم إنجازها لمراكز العزل والحجر الصحي،
والتجهيزات والمعدات التي تم استلامها وتوزيعها على المحافظات.
وأقر مجلس الوزراء تشكيل الوحدة التنفيذية للإشراف على صرف المبالغ المالية
المخصصة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بناءا على العرض المقدم من وزير الصحة العامة
والسكان.
وبموجب القرار تشكل الوحدة برئاسة وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، وعضوية
وكيلي وزارتي المالية والإدارة المحلية.
وكلف المجلس وزارة الصحة العامة والسكان بإصدار قرار بتشكيل لجنة فنية
من المختصين في الوزارة لتحديد الاحتياجات الخاصة بالقطاع الصحي، والعمل على صرف المبالغ
المخصصة من قبل الحكومة لمواجهة فيروس كورونا المستجد وفقاً للاحتياج، على ان تقوم
الوحدة التنفيذية للإشراف على صرف المبالغ المخصصة لمواجهة فيروس كورونا بالإشراف على
عمل اللجنة التنفيذية من حيث تحديد الاحتياج وتخصيص وصرف المبالغ.
وأشاد مجلس الوزراء، بالجهود الفاعلة للكوادر الصحية العاملة التي تتقدم
الصفوف في مواجهة وباء كورونا، والتي تحظى باعتزاز وتقدير من جميع أبناء الشعب اليمني..
مؤكدا ان الحكومة ستواصل دعمها لهم في تأدية واجبهم ورسالتهم الإنسانية وتوفير كل المستلزمات
والوسائل والحوافز التي تساعدهم في هذه المهمة.
وجدد المجلس استنكاره للرفض المستمر من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية
للنداءات العلنية المتكررة من أجل توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، وتبني سياسة
صحية موحدة، بما في ذلك رفض هدنة وقف اطلاق النار المعلنة من الحكومة وتحالف دعم الشرعية..
مشيرا إلى المخاطر الكارثية لاستمرار المليشيات في انتهاج سياسة التكتم على تفشي وباء
كورونا في مناطق سيطرتها وإخضاع الطواقم الطبية للترهيب، وممارسة ترويع للمجتمع وأعمالاً
لا إنسانية بحق المشتبهين بالإصابة وبحق عائلاتهم.
واطلع مجلس الوزراء على تقرير وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي،
حول الوضع الميداني في عدد من الجبهات في ظل استمرار التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي
الانقلابية وعدم استجابتها للهدنة المعلنة من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية
السعودية الشقيقة.. مؤكدا ان الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل مستمرين
في التصدي للهجمات الحوثية وافشالها والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت تسيطر عليها
المليشيات في عدد من الجبهات.
وجدد المجلس دعم الحكومة الكامل للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بكل الإمكانات
المتاحة للقيام بدوره ومهامه من اجل حماية الوطن والمواطنين والحفاظ على النظام الجمهوري
ووحدة الأراضي اليمنية.. مقدما التحية والتقدير والاجلال لأبطال الجيش والمقاومة الشعبية
ورجال القبائل في مختلف المواقع والجبهات، وافشالها لكل خطط التصعيد العسكرية الحوثية
التي ترفض كل الدعوات والنداءات الأممية والدولية لوقف اطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة
وباء كورونا.