إقليم عدن-خاص:
علقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على ما قالت الإمارات إنه عمل تخريبي استهدف أربع سفن شحن دون وقوع أضرار بشرية. وقالت السعودية إن ناقلتي نفط تابعتين لها كانتا ضمن السفن التي تعرضت للتخريب.
وطالب كُتّاب إماراتيون المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية توفير الحماية للملاحة الدولية وإظهار الحزم لإيقاف مثل هذه الأفعال، كون الحادث وقع في المياه الاقتصادية للإمارات.
"تصرفات رعناء"
وتقول منى بوسمرة في صحيفة البيان الإماراتية: "من دون استباق لنتائج التحقيق الذي تجريه السلطات الإماراتية بالتعاون مع الجهات الدولية... فإن للحادث دلالات مهمة وخطيرة تمسّ وتهدد الملاحة التجارية الدولية في ممر ملاحي استراتيجي".
وتضيف أن الحادث "يؤكد من جديد أن ضمان حرية وسلامة الملاحة الدولية مسؤولية المجتمع الدولي الذي تمر تجارته وسفنه من هذا الممر الملاحي الحيوي للتجارة العالمية، وليست مسؤولية الإمارات وحدها، وهو مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بإظهار الحزم الكامل لإيقاف أي تصرفات رعناء تهدد حركة التجارة البحرية العالمية في ظل التوترات الحالية".
وتشير إلى أن "الحادث وقع خارج المياه الإقليمية للدولة، وداخل مياهها الاقتصادية التي تمتد لمسافة 200 ميل بحري وفقاً لقانون البحار الدولي، ما يعني أن ضمان السلامة البحرية في أعالي البحار هي مسؤولية دولية في المقام الأول ضد كل المهددات والتحديات".
ويعلّق عبد الباري عطوان رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية على الحادث، إضافة إلى أنباء عن وقوع انفجارات استهدفت ناقلات نفط في ميناء الفجيرة.
ويتساءل: "تفجيرات ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي هل ستكون الشرارة التي ستشعل فتيل الحرب الأمريكية الإيرانية في المنطقة؟ من هي الجهة التي تقف خلفها؟ وكيف سيكون الرد الأمريكي؟"
ويقول إن هذا التطور "قد يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المبادرة بالبحث عن رقم هاتف الرئيس الإيراني حسن روحاني لدعوته إلى الحوار في مكان محايد لامتصاص الصدمة وتجنب الحرب، أو عقد اجتماع طارئ لقيادته العسكرية لبحث كيفية الرد".
ويضيف أن بيان الخارجية الإماراتي لم يكشف هوية الجهات المتورطة "ولكنه يضفي مصداقية على الأنباء التي تحدثت عن انفجارات قوية هزت ميناء الفجيرة النفطي فجر الأحد، واستهدف سبع ناقلات اشتعلت النيران في معظمها".
ويؤكد الكاتب أنه "لابد من الانتظار قليلا للحصول على معلومات أكثر تحديدا حول طبيعة هذه التفجيرات ونوعها والجهات التي تقف خلفها، فهل هي إيرانية أم يمنية تتبع حركة 'أنصار الله' الحوثية، التي هددت قيادتها أكثر من مرة بقصف أبو ظبي ودبي كرد على تدخل الإمارات في حرب اليمن، أم نفذتها خلايا نائمة في المنطقة جرى تفعيلها في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، أم إسرائيلية تريد الاصطياد في مياه الخليج العكرة هذه الأيام، وتفجير المواجهة العسكرية".
ويرى أن "المنطقة تعيش حالة من الاحتقان غير مسبوقة، وباتت احتمالات الحرب تتقدم على احتمالات التهدئة واللجوء إلى الحوار لتسوية الصراع الأمريكي الإيراني المتفاقم، ولا نستبعد أن تكون هذه التفجيرات 'المجهولة' في ميناء الفجيرة هي الشرارة التي تشعل فتيل الحرب، اللهم إلا إذا ساد العقل والحكمة، وهدأ الثور الترامبي الهائج وتابعه بولتون".
وتؤكد افتتاحية صحيفة "الخليج" الإماراتية أن أمن الملاحة "مسؤولية دولية"، لكنها تنفي وقوع تفجيرات في ميناء الفجيرة.
وتقول: "إن هذا العمل التخريبي يستدعي بالضرورة، قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، لكون ذلك يعتبر تهديداً للأمن والسلامة الدولية".
أما ما يُقال عن تفجيرات استهدفت ميناء الفجيرة، فتقول الصحيفة: "إن ميناء الفجيرة الذي أشاع المرجفون تأثره جراء الحادث يعمل بشكل طبيعي، ففي الأساس لم يحدث ما يعكر صفوه، سواء فيه أو في محيطه".
"صخرة البطاركة"
وفي شأن آخر، علّقت صحف لبنانية على رحيل البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير عن 99 عاما.
يقول صلاح سالم في افتتاحية جريدة "اللواء" إن صفير "لم يكن مرجعا روحيا لأبناء طائفته، بقدر ما كان مناضلا وطنيا من سيادة الوطن وكرامة مواطنيه".
ويضيف: "لم يجلس على كرسي بكركي ليعظ رعاياه من المؤمنين وحسب، بل احتل قلوب اللبنانيين بمواقفه الجريئة ومبادراته الوطنية الشجاعة... لم يعزل تفكيره داخل حلقة الطائفة وامتيازاتها، بقدر ما كانت رؤيته واسعة وتسعى لإنقاذ الوطن من استغلال الطائفيين وحروب السلطويين، والحفاظ على صيغة لبنان الواحد والشعب الواحد والدولة الواحدة".
وتصف نايلة تويني في جريدة "النهار" البطريرك صفير بأنه "محرر لبنان. بطل الاستقلال الثاني. سند الأرزة. رمز الصمود. شعار المقاومة هو. حامي الحمى. المدافع الأول عن حقوق الإنسان اللبناني. راعي المحرومين والمستضعفين. المصالِح عن الآخرين. حافظ الحرية اللبنانية".
ويصف جورج حايك في جريدة "الجمهورية" البطريرك الراحل بأنه كان "صخرة البطاركة".
ويقول نصري الصايغ في "الأخبار" إن دور البطريرك كان مميزا في المعارك التي خاضها وأنه "لم ينكسر ولم ينتصر. ظل كما كان، ثابتاً في موقعه، حتى قيل عنه، إنه الصخرة".
ويضيف: "ترك البطريرك الكرسي، وترك لبنان في أسوأ حال. يدلّ على ذلك ما وصل إليه الكيان من إفلاس وحطام وانعدام. لبنان البطريرك صفير لم يرَ النور".