إقليم عدن-خاص:
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين ، وبعد:
ايماناً بعدالة القضية الجنوبية كقضية محورية صنعتها التحولات السياسية على مدى عقود من الزمن شهد فيها الجنوب دورات متعاقبة من الصراعات والحروب وعانى فيها الشعب من التهميش والاقصاء والتمترس المناطقي وكانت أرضه المعطاءه بما حباها الخالق الكريم من مزايا يندر اجتماعها في أرض مشابهة مسرحا للصراع والعنف والمشاريع القاصرة ، ورغبة في عدم تكرار مآسي الماضي وإعادة انتاجه بنفس أدوات التفرد والاستئثار التي لن تنتج إلا أجيالا أخرى من المآسي والآلآم التي لم يعد بإمكان شعبنا تحملها وإدراكا لهذا الواقع بكل جوانبه واستشعارا لأهمية التعاطي مع القضية الجنوبية بابعادها السياسية والحقوقية بما يحقق المصالح العامة لشعب طال عناءه وفي أجواء من الشعور الوطني بضرورة التعامل المسؤول مع كل تفاصيل المشهد السياسي بكل تفاصيله عقد ( الائتلاف الوطني الجنوبي ) مؤتمره العام الأول في العاصمة المؤقتة عدن تحت شعار ( معاً نحو الدولة الاتحادية لتحقيق الارادة الشعبية لأبناء الجنوب ) بتمثيل من القوى السياسية والمكونات والحركات الشبابية والمرأة والشخصيات السياسية الجنوبية .
وفي أجواء من النقاش المسؤول أقر المؤتمر جدول أعماله ووثائقه وأدبياته وشكّل لجانه وهيئاته القيادية وبعد نقاش مستفيض اتخذ المؤتمر جملة من القرارت وعددا من التوصيات وأكد المؤتمر على الآتي :
1. وقف المؤتمر مطولا أمام قضية الهوية الوطنية الجنوبية باعتبارها عمق القضية الجنوبية وأساسها مؤكدا على أن محاولات العبث بالهوية الوطنية وتزييف الوعي الوطني لخلق صورة مشوهة في ذهن الجماهير بأن شعبنا في جنوب الوطن اليمني هو شعب أبتر فاقد الهوية هو تجاوز فج لكل حقائق التاريخ ومسلمات الواقع ، وأمام هذه القضية يؤكد المؤتمر بوضوح بإن شعبنا قد خاض معارك نضالية في تاريخه الحديث أمام المستعمر الأجنبي وحتى نال استقلاله وبناء دولته المستقلة بهويته الواضحة التي خاض بها حوارات مطولة ودخل شريكا في دولة الوحدة في عام 1990م بها في اطار اتفاقية بين دولتين تمثلان شطري اليمن لتنشأ بموجبه دولة واحدة اتحدت فيه كل مؤسسات الدولتين معا .
2. ان المراحل التي مرت بها دولة الوحدة وماشهدته من اخلال باتفاقيتها وتراجع عنها واساءة لها عبر الممارسات الخاطئة والاقصاء والتهميش والتعدي على الحقوق مثل تدميرا لمشروع الوحدة الاندماجية لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال الانسلاخ من الهوية الوطنية ومحاولة نسج هوية لاتستند لأي إرث من التاريخ فالهوية شيئ والنظام السياسي شيئ مختلف ، فشعبنا اليمني في شماله وجنوبه قد عانى من مساوئ النظام السياسي الذي دمر كل مقومات الحياة الكريمة ونكث بكل عهد ووعد .
3. لقد عانى شعبنا من التشطير كثيرا وعانى بالمثل في ظل الوحدة الاندماجية وأن مساوئ النظام السياسي في عهد الوحدة وما قبلها لايمكن بحال اسقاطه على شعب يتوق للحرية والعيش الكريم وهذا يتطلب بالضرورة بناء نظام سياسي يراعي الحقوق ويتحرر من كل مساوئ العهود السابقة ليبني مستقبله بعيدا عن الشعارات وترويج الاوهام .
4. لقد خرج شعبنا في الجنوب عن صمته في العام 2007 م بعد أن ضاق ذرعا بسياسات الاقصاء والتهميش وتدمير الحياة ورفع صوته عاليا مطالبا بحقوقه وواجه جبروت النظام وقمعه وقدم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وتعامل النظام مع حركة الاحتجاجات السلمية بالقمع دون الالتفات الى عدالة المطالب حتى عمت الاحتجاجات كل ربوع الوطن في عام 2011م لتضع دول الأقليم والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته فكان للاشقاء في دول الخليج العربي كلمتهم عبر المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية التي مثلت خروجا للوطن من أزمته .
5. لقد مثل يوم 21 فبراير 2012م تحولا مهما في مسيرة تاريخ شعبنا باختيار فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية في وضع بالغ التعقيد انهارت فيه الدولة وتعطلت مؤسساتها وشهدت البلاد وضعا مخيفا فكان أمام رئيس الجمهورية جملة من التحديات استطاع بحكمته وصبره تجاوزها بغية انقاذ البلد من انهيار وشيك فاتجه مدعوما باجماع وطني ودولي نحو جمع كل أبناء الوطن في حوار وطني بلا سقوف توضع على طاولته كل مشاكل الوطن لنقاشها وعلاجها .
6. إن مخرجات الحوار الوطني التي تم التوافق عليها مثلت حلا معقولا للكثير من مشاكل الوطن ووضعت القضية الجنوبية في صلب مخرجاته وكانت فرصة رأى فيها كل حريص على الوطن مخرجا آمنا ، لكن في الوقت الذي كان الوطن يضع أقدامه في طريق النجاة فجر تحالف الانقلاب حربه ، وأشعل حرائقه في جسد وطن متخك بالجراح ، فأسقط بدعم من ايران مؤسسات الدولة وشن حربا شاملة على كل الوطن بسلاح دفع الشعب ثمنه من دمه وعرقه وكرامته .
7. مثلت حرب الانقلابيين جرحا عميقا في الوطن عموما وفي الجنوب خصوصا فقد تعرضت العاصمة المؤقتة عدن لغزو همجي قتل سكانها ودمر بناينها وهجر أهلها ، وأمام هذا الوضع المريع اتخذ فخامة الرئيس قراره مستندا الى شرعيته بدعوة الاشقاء في الخليج للتدخل لانقاذ الوطن فكان الموقف العربي المشهود بقيام التحالف العربي بدوره في وضع حد للتدخل الايراني السافر وهمجيته .
8. ان المشروع الشعبي المقاوم لمليشيات الحوثي الذي تكون في العاصمة عدن وبقية المحافظات مثل حالة فريدة من الاستبسال والصمود والتضحية وكان له بفضل الله وبدعم الاشقاء في التحالف العربي وبقيادة فخامة رئيس الجمهورية الفضل في تحرير العاصمة عدن وبقية المحافظات من مليشيات الانقلابية التي عادت تجر خيبتها أمام صمود وتضحيات أبطال الجيش والمقاومة .
9. إن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مثل سدا منيعا في ايقاف المشروع الانقلابي وأدى الى تراجعه ودحره ، وبفضل الله باتت المحافظات الجنوبية باستثناء بعض مناطق الأطراف محررة من غزو المليشيات الانقلابية وهو موقف سيبقى محفورا في ذاكرة وضمير شعبنا .
10. وقف المؤتمر بقلق أمام الأوضاع المأسوية التي تعيشها العاصمة المؤقتة عدن من تدهور مريع للأمن واستهداف ممنهج لرموز المدينة من مقاومين وعلماء ودعاة وخطباء وأئمة وضباط وجنود ومن اعتداء على كرامة الانسان بالاختطاف والاخفاء خارج اطار القانون ، ومن اعتداء وبسط على الاراضي ،والعبث بالمخطط العمراني ،والسيطرة على الممتلكات العامة الخاصة ،ومن تعطيل لمؤسسات الدولة وتعدي عليها وانهيار مريع في الخدمات ، في نهج تدميري يستدف مدينة السلام والصمود .
11. يؤكد المؤتمر على أن العمل خارج مؤسسات الدولة وانشاء كيانات وتشكيلات مسلحة خارج اطار مؤسسات الدولة ولاتتبع هيكلتها القيادية هو تفخيخ وتلغيم للجنوب ، وأنه لابد من وقفة جادة أمام ذلك كما أن صبغ تلك التشكيلات بطابع قبلي ومناطقي لايخدم مسقبل الجنوب ولا استقراره .
12.يؤكد الائتلاف الوطني الجنوبي على انفتاحه على كل المكونات والقوى الوطنية الجنوبية بعيدا عن دعاوى الاحتكار والاستئثار ويرفض كل شعارات التخوين والتطرف ويمد يده لكل الشركاء ، ويدعو الى عمل وطني مشترك حقق الارادة الشعبية لأبناء الجنوب .
13.يؤكد الائتلاف أن المعركة الوطنية هي معركة اسقاط المشروع الايراني الذي يستهدف اليمن والأمة العربية ،وانه يستوجب تحشيد كل القوى الوطنية خلف هذا المشروع لاستعادة الوطن ثم الشروع في بنائه وفق توافق وطني ينطلق من المرجعيات الوطنية والدولية .
14.يؤكد الائتلاف احترامه لكل الاتفاقيات والمرجعيات وقرارت المجتمع الدولي .
15. يؤكد الائتلاف الوطني الجنوبي على أهمية تعزيز قيم الحياة المدنية في الساحة الجنوبية ،وتجسيد قيم الديمقراطية واحترام تعدد الاراء والتنوع السياسي وأن تاريخنا الجنوبي يحتفظ بمرارة السلوك الشمولي الذي أنتج مآسي لاتزال أثارها حاضرة وأن إعادة انتاج ذلك الماضي لم يعد مقبولاً في عالم اليوم وهذا يستوجب تفعيل دور الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وحقها في ممارسة أنشطتها بحرية كاملة.
16.يدعو الائتلاف الى صياغة سياسة اعلامية تحمي الثوابت وتشيع ثقافة التسامح وتحصن المجتمع من ثقافة التطرف والعنصرية المدمرة.
17. إدانة الإرهاب بكل صوره واشكاله ، وسيقف الائتلاف مع كل جهود الدولة في مكافحته وتجفيف منابعه.
18. يؤيد الائتلاف الوطني الجنوبي انعقاد مجلس النواب في مدينة سيئون مدينة العلم والتراث ، ويراها خطوة مهمة في استكمال سلطات الدولة نحو هزيمة الانقلاب ، ويدعو الحكومة الى اهمية استمرار انعقاد جلسات المجلس ويمارس مهامه بشكل طبيعي ويتمنى ان تتهيئ له الظروف المناسبة لانعقاد جلساته في العاصمة عدن .
19. يراقب الائتلاف الوطني الجنوبي بقلق شديد مايحدث في جبهات القتال كافة وخاصة جبهة الضالع ، ويدعو الحكومة والتحالف العربي للقيام بواجبهم لدعم هذه الجبهات وتعزيز موقفها القتالي والعسكري ، وتحريك كل جبهات القتال لإيقاف تمدد هذه المليشيات البربرية
والله الموفق
صادر عن المؤتمر الاول للائتلاف الوطني الجنوبي / عدن : 27/04/2019م