إقليم عدن- خاص:
التقى رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ، اليوم بمدينة جنيف سفراء المجموعة العربية لدى مقر الأمم المتحدة في سويسرا.
كرس اللقاء لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الاوضاع في اليمن وتطوراتها
واستمرار مليشيات الحوثي الانقلابية في تحدي الارادة الشعبية وقرارات
المجتمع الدولي برفضها تنفيذ الاتفاقات والقرارات الأممية الملزمة واخرها
اتفاق السويد، اضافة إلى التدخلات والأطماع الإيرانية في الشؤون العربية،
وبينها تدخلها السافر في اليمن، وسعيها إلى اطالة أمد الحرب وتعميق مأساة
اليمنيين الإنسانية برفضها الاذعان للقرارات الدولية بحظر تسليح ودعم
مليشيات الحوثي ومشروعها الطائفي الذي يهدد الأمن والسلم الاقليمي والدولي.
وعبر رئيس الوزراء عن تقدير اليمن لمواقف الدول العربية الداعمة للشرعية
والرافضة للانقلاب .. مشيرا إلى أن الامة العربية هي السند والدعم لليمنيين
لمواجهة التحديات التي تواجهه .
ولفت الى التطورات والمستجدات الجارية في اليمن، على جميع المستويات
الداخلية والجهود الأممية والدولية لاحلال السلام والعوائق التي تعترض
تنفيذ اتفاق السويد منذ توقيعه في ديسمبر الماضي.. مؤكدا ان الحكومة
الشرعية لم تترك سبيلا او طريقا إلا سلكته ضمن عزمها الحثيث على الوصول إلى
ارساء دعائم السلام وانهاء الحرب عبر معالجة اسبابها وتطبيق مرجعيات الحل
المتفق عليها محليا والمؤيدة دوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها
التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي
مقدمتها القرار 2216.
وقال " لكن اجابة مليشيات الحوثي الانقلابية على كل هذه الجهود والمساعي
الحميدة هي ارتكاب المزيد من الجرائم والضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقات
الموقعة ومراوغاتها المستمره في تنفيذ اتفاق السويد، واستمرارها في
التحشيد العسكري إلى مدينة وموانئ الحديدة بدلا من الانسحاب، واصرارها على
منع الفرق الأممية من الوصول إلى مخازن الاغذية العالمي واستهدافها بشكل
مباشر، كلها مؤشرات لا تبعث على التفاؤل بامكانية الوصول إلى حل سياسي مع
هذه المليشيات المتمردة".
وشدد على ضرورة توحيد الجهود العربية والدولية لكبح جماح التمدد الايراني،
كون تدخلاتها في البلدان العربية باتت واضحة للجميع، بما في ذلك تشجيعها
للمليشيات الحوثية للاعتداء على السفن التجارية في الممرات الملاحية
الدولية جنوب البحر الأحمر وتهديدها بإغلاق مضيق باب المندب، وهو ما يشكل
تهديداً مباشراً وخطيراً للأمن والاستقرار العالمي.
وأكد الدكتور معين عبدالملك، أنه لا مجال في هذه الظروف لأي حديث أو نقاش
باستثناء العمل العاجل والمباشر لتنفيذ اتفاق السويد دون تجزئة او تفسيرات
مغلوطة تشرعن للانقلاب، سعيا وراء تحقيق سلام وهمي لا يحقق تطلعات الشعب
اليمني والاستقرار الاقليمي والدولي.. وقال " لسنا على استعداد، ولا ينبغي
أن يتوقع منا أحد أن نناقش أي أمر آخر في الوقت الذي تمعن فيه مليشيات
الحوثي الانقلابية في ارتكاب الجرائم الوحشية ضد المدنيين، وتوسيع نطاق
جرائمها كل يوم والاعتقالات التعسفية المستمرة، وحرب الابادة الممنهجة
والمتصاعدة".
واستعرض رئيس الوزراء، الحالة الإنسانية المتردية منذ انقلاب مليشيات
الحوثي على السلطة الشرعية واشعالها للحرب اواخر عام 2014م، والعوائق التي
تفتعلها في طريق المساعدات الاغاثية من نهب ممنهج، وعرقلة وصولها
للمستفيدين، كما كشفت عنه التقارير الأممية مؤخرا، والآثار الناجمة عن ذلك
في تعميق معاناة الشعب اليمني.. لافتا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة
الشرعية بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية والاشقاء والاصدقاء من الدول
والمنظمات المانحة لتخفيف هذه التبعات الإنسانية الكارثية.
وتطرق إلى ما انجزته الحكومة الشرعية على صعيد تطبيع الاوضاع في المناطق
المحررة رغم الظروف الاستثنائية المعقدة والمعروفة للجميع جراء نهب مليشيات
الحوثي للموارد العامة واستنزاف احتياطي البلاد الخارجي، مشيرا إلى ان
الحكومة اقرت مؤخرا الموازنة العامة للدولة للعام 2019م وذلك كأول موازنة
منذ الانقلاب على السلطة الشرعية، وذلك حرصا على عودة الانضباط المالي
وترشيد النفقات واستغلال الايرادات بشكل امثل، بما يسهم في التخفيف من
معاناة الشعب اليمني.
وقال " كما نبذل جهودا مضاعفة من اجل المضي قدما في اعادة الاعمار وبناء ما
دمرته الحرب، ونتطلع بثقة إلى دعم الاشقاء والاصدقاء والعمل معهم في هذا
الجانب، وايضا في الجوانب الاخرى الإنسانية والاغاثية والاقتصادية ومكافحة
الإرهاب وتفعيل عمل النيابات العامة والمحاكم ".
وفي اللقاء القى سفير البحرين ، رئيس المجموعة العربية في الأمم المتحدة
بجنيف الدكتور يوسف بوجيري ،كلمة أكد فيها تأييد بلاده والمجموعة العربية ،
للشرعية الدستوري ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ووقوفهم الى جانب
الشعب اليمني في كافة المجالات حتى عودة كافة مؤسسات الدولة وإنهاء
الانقلاب.
حضر اللقاء مندوب اليمن الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف الدكتور علي محمد مجور وعدد من أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء.