أخبار الإقليم

16 فبراير, 2019 01:06:53 م

إقليم عدن- خاص:

منذ أن تحررت قبل ثلاثة أعوام، بقيت محافظة الجوف ومديرياتها المحررة هدفآ للمحاولات الانتقامية المتكررة من قبل ميليشيا الحوثي الإنقلابية التي تتقن ابتكار الأساليب الانتقامية لاستهداف المدنيين الأبرياء من أبناء المحافظة والنازحين اليها من المناطق الخاضعة لسيطرتها.

النازحون الذين فروا الى الجوف بحريتهم وإيمانهم بالجمهورية وقضية التحرير ومحاربة سلطة الكهنوت المليشاوية التي أذاقت وتذيق الشعب اليمني الويلات.

• وسائل متعددة

الوسائل التي انتهجتها المليشيا لزعزعة الأمن والاستقرار بمحافظة الجوف، لم تكن بعيدة عن طريقتها المنهجية في تدمير الأرض والإنسان اليمني ، بكل حقد وعنجهية وغل، على مدى التاريخ.

تنوعت أساليب المليشيا الإنقلابية واختلفت وسائلها لكن أهدافها تشابهت، إقلاق الأمن والسكينة العامة وقتل المدنيين الأبرياء وإثارة الذعر في قلوب الآمنين وتفكيك النسيج الاجتماعي، ليس في محافظة الجوف ومديرياتها المحررة فحسب بل في عموم المحافظات اليمنية.

• الغام وعبوات

بالطبع كانت الألغام والعبوات الناسفة اهم الوسائل التي اتخذتها المليشيا لإستهداف المدنيين بمحافظة الجوف ومديرياتها المحررة وراح ضحيتها العشرات.

فبحسب ما اورده التقرير السنوي الذي أصدرته منظمة الجوف للحقوق والحريات في العام 2018م، أن ما يزيد عن 40 مدنيا قضوا في انفجارات إرهابية بالعبوات الناسفة في جميع مديريات المحافظة.

ويزيد ضحايا الألغام في الجوف عن 300 ما بين شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء، بالإضافة الى تدمير العديد من ممتلكات المواطنين، من مواشي وسيارات وغيرها.

لكن زراعة الموت لم تقتصر على المديريات التي لازالت تشهد المواجهات كما يعتقد الجميع, بل تعدت ذلك وأصبحت الالغام والعبوات تزرع في الأسواق ومناطق تواجد المدنيين عبر أذرع وأيادي تخدم المليشيا.

• أيادي سوداء

بقيت الأيادي السوداء التي أسهمت في زرع هذه المتفجرات في المديريات المحررة مخفية تتوارى وسط المجتمع دون ان يفطن لها أحد حتى تمكنت القوات الأمنية بالجوف في يناير من العام الماضي من الكشف عن خلية إرهابية تتكون من سبعة عناصر إجرامية، وقد تخصصت الخلية في صناعة العبوات الناسفة وزراعتها في اماكن تواجد المدنيين.

وأسفرت التحقيقات والتحريات عن جرائم هذه الخلية والتي كانت تديرها امرأة تدعى " س. ح .م " ، وتتكون من سبعة عناصر بينهم إمرأتان، الاولى التي تدير الخلية، وتتكفل بعملية التنسيق والتواصل مع المليشيا الإنقلابية في سوق الإثنين، والثانية"م.س" كانت تتكفل بنقل العبوات بين اعضاء الخلية وتساهم في تمويه العبوات وزراعتها.

وقد كشفت التحقيقات مع عناصر الخلية عن تجاوزات أخلاقية كانت تجمع بين عناصرها، الذين تنصلوا عن كل قيم الإنسانية والمروءة والأخلاق ومبادئ العقيدة الإسلامية السمحاء وهو ما يفسر سعى الميليشيا لإغراق الاشخاص في مستنقع التجاوزات الاخلاقية، ليتم ابتزازهم للعمل من أجل مصالحها، تحت تهديد الفضح والتشهير.

وهذا ما حدث مع أغلب عناصر الخلية، الذين سقطوا بحسب اعترافاتهم الموثقة لدى اجهزة الأمن، سقطوا في فخ الانحراف الأخلاقي، الأمر الذي خلق نوع من التواطئ الإجرامي المشترك بين اعضاء الخلية الذي انتهزته مليشيا الإنقلاب لتجندهم لتنفيذ مهامها القذرة.

كانت الخلية قد زرعت ما يزيد عن عشر عبوات ناسفة في مناطق المدنيين إحداها بالقرب من مطعم شعبي في شهر رمضان المبارك وأسفر الانفجار حينئذ عن استشهاد مجموعة من الأبرياء في نهاية رمضان بالإضافة الى إصابة آخرين، ناهيك عن إثارة الذعر لدى جميع فئات المجتمع.

كما كشفت التحقيقات مع عناصر الخلية عن قيامها بتنفيذ عمليات إرهابية بعبوة ناسفة أمام محلات تجارية, بالإضافة الى زراعة عبوات في بعض أطقم قوات الجيش الوطني وسيارات المواطنين.

وقد راح ضحية تلك العمليات التي نفذتها الخلية ما يزيد عن 30 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

القبض على الخلية، فتح المجال لأجهزة الأمن لتركيز اهتمامها على الخلايا النائمة التي تزرعها المليشيا الإنقلابية في قلب المجتمع بهدف تنفيذ مخططاتها الانتقامية بمحافظة الجوف.

• اوكار تتكشف تباعا

العميد ركن سليم السياغي مدير عام شرطة الجوف ومع البداية الأولى لتوليه مهام شرطة المحافظة, قام ببذل الكثير من الجهود في سبيل تطوير التحريات, ووجه المزيد من الإهتمام على مكافحة أنشطة الخلايا الإجرامية بكافة أنواعها, وذلك بالتعاون مع الشرفاء والمخلصين من أبناء المجتمع.

وقد أثمرت تلك الجهود عن ضبط خلية إرهابية أخرى كانت أكثر خطورة من سابقتها ،يتزعمها المدعو " ا. ح " لم تنحصر مهامها في زراعة العبوات الناسفة بل كشفت التحقيقات عن مخططاتها لبعض الاغتيالات في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ,بالإضافة الى ترويج وتهريب المخدرات.

لكن هذه الخلية رغم كونها الأخطر على الإطلاق لم تكن الخلية النائمة الأخيرة فقد أسفرت التحريات المكثفة عن وكر جديد ، كبيرا ومعقدا ويضم شبكة من الأشخاص المحسوبين ضمن الفئات المهمشة.

إذ توصلت شرطة الجوف الى معلومات عن خلية نائمة تتكون من 32 عضوآ اغلبهم من فئة المهمشين، والمخرزين الذين تسهل لهم مهنتهم الانتقال من مديرية الى أخرى في المحافظة، ليستغلوا طبيعة عملهم في تهريب العبوات من مناطق سيطرة المليشيا في سوق الإثنين الى مدينة الحزم، حيث يقع وكر الخلية التي يتزعمها "م.ن.ع"وشريكه "ع.ب.د".

وقد كشفت التحقيقات عن قيام أعضاء الخلية بزراعة ما يزيد عن 50 عبوة ناسفة في مختلف مديريات محافظة الجوف مستهدفة مناطق تواجد المدنيين, والأسواق والمحال التجارية..

وبالإطلاع على محاضر جمع الاستدلالات واعترافات المتهمين، تبين أن الخلية كانت تقوم بتهريب العبوات من سوق الإثنين، باصطحاب نساء من أفراد عائلة زعيم الخلية، لتسهيل مرورها من النقاط بدون تفتيش.

وقامت شرطة الجوف بإحالة المتهمين جميعهم الى الجهات القضائية المختصة لإتخاذ العقوبات اللازمة، كما تم خلال العام الماضي ضبط العديد من محاولات التخريب الفردية الأخرى.

ونقل مركز الإعلام الأمني بالجوف عن تمكن الأجهزة الأمنية في محافظة الجوف من ضبط وتفكيك ما يزيد عن 20 عبوة، خلال عام 2018م، من بينها عبوتين كانتا مزروعتين في سوق الخضار بمدينة الحزم خلال شهر يونيو، وعبوتين تم كشفهما في سوق القات في شهر اغسطس من العام، وعبوة على قارعة الخط الرئيسي في مدينة الحزم، وعبوات أخرى في أماكن متفرقة أعلن عنها مركز الإعلام الأمني بالجوف المتخصص بنشر أخبار الإجهزة الأمنية بالمحافظة.

هذا وتكثف شرطة المحافظة من جهودها في مجال مكافحة الخلايا النائمة كونها أكبر خطر يهدد أمن وسلامة المواطنين بمحافظة الجوف، المحافظة التي تواجه تحديات أمنية كبيرة على كافة الأصعدة، وتعاني أجهزتها الأمنية من نقص كبير وفادح في الإمكانيات، الأمر الذي يستدعي ضرورة الإهتمام وتظافر الجهود من قبل الجهات المعنية لدعم الأجهزة الأمنية في المحافظة، وتوفير الإمكانيات اللازمة والمتطلبات الملحة، بما يمكنها من مواجهة كافة التحديات..