دعا محمد عيسى بوشهاب السويدي سفير الإمارات لدى بلجيكا المندوب الدائم
لدى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى بذل جهود حقيقية وصلبة لدعم اتفاق
السلام في اليمن وتجنيبه الانهيار.
وقال السويدي، في مقال
رئيسي نشره موقع "يورواكتيف" الذي يتابع أنشطة مؤسسات الاتحاد الأوروبي:
"اعتماد اتفاقية ستوكهولم قبل شهر واحد كان بمثابة وميض نادر من الأمل لشعب
اليمن. ووعدت الاتفاقية بإنهاء القتال في الحديدة، وإعادة الانتشار
المتبادل للقوات، ورفع حظر المساعدات الإنسانية الحيوية وتبادل آلاف
السجناء".
وأضاف
أن الأهم من ذلك أن الاتفاقية توفر فرصة فريدة لبناء الثقة بين الأطراف
المتحاربة في اليمن، وجسرا محتملا نحو تسوية سياسية مستقبلية، لكن كل هذا
معلق الآن في الميزان.
وأوضح أنه منذ عودتهم من ستوكهولم قام الحوثيون بوضوح وبشكل يمكن
التحقق منه وبقناعتهم أنهم يفلتون من العقاب القاسي بانتهاك كل نص
الاتفاقية وروحها.
وتابع القول: "كذلك عرقلت أساليب التعنت والتأخير الحوثي عمل لجنة
تنسيق إعادة نشر الأمم المتحدة التي يرأسها الجنرال كاميرت"، لافتا إلى أن
رفض الحوثيين الاجتماع مع نظرائهم في الحكومة اليمنية هو أمر مقلق بشكل
خاص، نظرا إلى أنه مفوض بتطبيق شروط الاتفاقية والإشراف عليها.
وشدد على أنه يمكن لأوروبا على وجه الخصوص استخدام ثقلها الدبلوماسي
ومصداقيتها الدولية لدفع الحوثيين إلى البدء في تنفيذ اتفاق ستوكهولم..
ويمكن لأوروبا أن تشير إلى الحوثيين بأن أي انتهاكات أخرى تحمل عواقب
واضحة، بما في ذلك عن طريق معاقبة قيادة الحوثيين، وفي نهاية المطاف تعيين
الجماعة كمنظمة إرهابية.
وبشكل منفصل، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعل الكثير لإقناع إيران
بوقف تهريب الأسلحة والموارد الأخرى الموثقة بشكل جيد إلى اليمن، التي تدعم
الحرب وتهدد جيران اليمن.
وقال السويدي: "ما دامت إيران لا تتحمل أي تكاليف لتدخلها، فإنها
ستستمر في احتجاز العملية كرهينة من خلال دفع الحوثيين إلى تقويض الاتفاق..
وتمثل ستوكهولم نقطة انعطاف في صراع اليمن المستمر منذ 4 سنوات.. ويذهب
الاتفاق أبعد من الجهود السابقة، وسيكون لتطبيقه تأثير حقيقي ومهم على حياة
ملايين اليمنيين، وإذا كان بالإمكان إنقاذه فإنه يوفر مسارا ملموسا ليمن
مسالم.. ومع ذلك، إذا انهار الاتفاق فإن إعادة بناء الثقة بين الأطراف
ستكون شبه مستحيلة، وتحكم على اليمن بمزيد من المعاناة غير الضرورية وسفك
الدماء".
وأشار
إلى أنه بعد الإمارات والسعودية يعد الاتحاد الأوروبي بالفعل أحد أكثر
مقدمي المساعدات الإنسانية سخاء للشعب اليمني، وقد لعب دورا مهما في تسهيل
اتفاقية ستوكهولم.
وأكد أنه يقع على عاتق أوروبا والمجتمع الدولي
والتحالف مسؤولية مشتركة عن إنقاذ اتفاق ستوكهولم من خلال ضمان التزام
الأطراف بتعهداتها، لافتا إلى أن عدم القيام بذلك يخاطر بتبديد ما قد يكون
إحدى الفرص الأخيرة لليمن لإنهاء هذا النزاع المدمر.
وختم بالقول: "إنه وعلى الرغم من تعنت الحوثيين فإن الائتلاف لا
يزال مصمما على بذل كل ما في وسعه لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم".
وصعدت مليشيا الحوثي الإيرانية مؤخرا من هجومها على رئيس الفريق الدولي
للإشراف على وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار بمدينة الحديدة باتريك
كاميرت، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه انتقال من مرحلة الرفض المبطن إلى
الانقلاب المعلن على اتفاقية ستوكهولم.
وجراء تعنت مليشيا الحوثي
الانقلابية في تنفيذ اتفاق ستوكهولم والانقلاب عليه بخرق وقف إطلاق النار
ورفض خطة الانسحاب، أقر مجلس الأمن الدولي بالإجماع نشر 75 مراقبا دوليا في
الحديدة اليمنية لمراقبة وقف إطلاق النار، وذلك لمدة 6 أشهر.