إقليم عدن - خاص:
بدأ فريق المراقبين الدوليين التابع للأمم
المتحدة، أمس الاثنين، ممارسة مهامه في اليمن، وذلك بعد 3 أيام من نيله ثقة مجلس الأمن
الدولي من أجل تنفيذ اتفاق السويد بين الأطراف اليمنية، وذلك مع استمرار قصف الحوثيين
للمدينة.
وزار الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت،
ميناء الحديدة الاستراتيجي، غداة وصوله إلى محافظة الحديدة الساحلية قادماً من صنعاء.
وتفقد رئيس فريق المراقبين الوضع الأمني في الميناء، وذلك قبيل أيام من انسحاب ميليشيات
الحوثي منه، ومن ميناءي الصليف ورأس عيسى، كمرحلة أولى من اتفاق الحديدة.
ومن المقرر أن يعقد كاميرت، أول اجتماع
للجنة وقف إطلاق النار التي يشارك فيها 3 ممثلين من الحكومة الشرعية، ومثلهم من ميليشيات
الحوثي، غداً الأربعاء لبحث تنفيذ وقف إطلاق النار والانسحابات، بحسب اتفاق السويد،
في حين قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، إنه
يعتزم إعادة جمع الطرفين لجولة جديدة من المشاورات في أواخر كانون الثاني/ يناير،
لبحث حل نهائي.
ويتألف فريق المراقبين الدوليين من أكثر
من 30 عضواً، وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الأول الأحد، أن الجنرال
كاميرت «يشعر بالتفاؤل إزاء الحماس العام من قبل الطرفين للعمل على الفور». وقال البيان،
الذي نشره إعلام الأمم المتحدة، إن الأولويات خلال الأيام المقبلة ستتمثل في تنظيم
أول اجتماع للجنة تنسيق إعادة الانتشار، والمتوقع أن يعقد في ال26 من الشهر الحالي.
وقال نائب مدير الميناء في المدينة يحيى
شرف الدين، أمس، إنّ كاميرت «زار الميناء وتنقّل في أرجائه وشاهد آثار القصف». وأضاف:
لقد وعدنا المسؤول (كاميرت) بأن تنتهي الحرب. وقال: إن النزاع اليمني كان منسيّاً لسنوات،
لكنّ المجتمع الدولي أصبح مصمّماً على إنهائه. وبحسب شرف الدين فإن كاميرت «شدّد على
أهمية تطبيق الاتفاق، وأشار إلى أنه سيزور مناطق خطوط التماس في وقت لاحق».
ويبدو أن استقبال الحديدة لرئيس وأعضاء
الفريق الأممي المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار لم يمنع الميليشيات من الاستمرار في
خرق الهدنة. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المتمردين جددوا استهداف مواقع قوات الشرعية
في عدد من أحياء المدينة، إضافة إلى منطقة الجاح جنوب مدينة الحديدة. وقصفت ميليشيات
الحوثي، مساكن المدنيين في مديرية «حيس» جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.
إلى ذلك، قال مارتن جريفيث، إنه يعتزم إعادة
جمع الطرفين لجولة جديدة من المشاورات في أواخر كانون الثاني/ يناير. وشدد جريفيث،
على أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الحديدة، لأهمية ذلك من أجل تخفيف الوضع الإنساني
في اليمن، وأيضا لما تمثله الحديدة كونها البؤرة الرئيسية في الحرب الدائرة في اليمن.
وقال: إن «الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الحديدة هي إشارة كبيرة لشعب اليمن بأن هناك
شيئًا جديدًا ممكنًا... أعتقد أنه بتطبيق وقف إطلاق النار سيكون بإمكان الشعب اليمني
التطلع إلى أمل جديد في المستقبل».
وذكر جريفيث أنه بينما ركزت جولة المشاورات
السابقة في السويد على ضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن، فإنه يأمل أن يناقش
الطرفان في الجولة القادمة القضايا السياسية وملامح الاتفاق النهائي. وأشار المبعوث
الخاص إلى اعتقاده أنه صارت هناك قناعة بين الأطراف بأن حل هذا الصراع لن يتم في أرض
المعركة، «أعتقد أن الأطراف صارت ترى أن الحل العسكري غير ممكن، ويجب إعطاء الأولوية
للحل السياسي الآن»