أخبار الإقليم

24 ديسمبر, 2018 06:33:22 ص


إقليم عدن - خاص:

  كشف اللواء الركن متقاعد حسين محمد معلوي، المحلل الاستراتيجي والخبير العسكري وقائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين عام ٢٠٠٩م، أوضاع الحوثيين هذه الفترة، وتحركاتهم، وذلك في حديث خاص لـ"سبق"، مؤكدًا أن المليشيا تواصل خروقاتها العسكرية في الحديدة لأسباب عدة.

وتفصيلاً، قال اللواء معلوي: لقد كانت مخرجات مؤتمر استوكهولم بالسويد ذات نتائج تكشف عن نجاح الضغوطات العسكرية على الحوثيين من قِبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف في الحديدة. مشيرًا إلى أن مجرد انعقاد المؤتمر، والوقت الزمني الذي استغرقته جلسات المفاوضات، قد أعطيا الحوثيين وإيران فرصة لالتقاط أنفاسهم، وترتيب أوضاعهم؛ إذ أعادوا إرسال آلاف الرجال والأطفال إلى الحديدة للدفاع عنها، كذلك أعادوا التزود بالسلاح والذخيرة والمؤن والعتاد.

وهذا بدوره جعلهم يتظاهرون باستعراض قوتهم بعشرات الخروقات في مدينة الحديدة كما حدث في هجوم الحوثيين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على مواقع المقاومة المشتركة في منطقة الجاح، ورمايات المدفعية والهاونات على المدنيين في المناطق التي تم تحريرها في الحديدة. وقد لاحظ المراقبون ذلك قبل وبعد سريان وقف إطلاق النار الذي كان إحدى نتائج مفاوضات السويد.

ويشير "معلوي" إلى ما يراه المحللون من أن قيام الحوثيين بعشرات الخروقات لوقف إطلاق النار في الحديدة يعود إلى أسباب عدة، أولها أنهم غير جادين في المفاوضات لتحقيق السلام في اليمن؛ فهم يرتكبون الخروقات لأجل أن يبادلهم الطرف الثاني الرد على خروقاتهم؛ فتعود معارك الحديدة بعدما استعدوا لجولة جديدة. وبذلك يتم نسف قرارات مؤتمر السويد، وما يترتب عليها من نتائج لا تخدم مخططاتهم الفئوية المذهبية، ويعودون بعد كسب الوقت إلى رفع سقف مطالبهم من جديد (بعدما كانوا في موقف ضعيف وتحت ضغط القوات)، وكأن نتائج مؤتمر جنيف لم تكن.. ولكن المجتمع الدولي أيد نتائج مفاوضات استوكهولم بالسويد، وأصدر قرار مجلس الأمن يوم الجمعة الذي وافق عليه الأعضاء بالإجماع، القاضي بوقف إطلاق النار في الحديدة، وخروج المليشيات منها، وتبادل الأسرى.. واعتمد قرار مجلس الأمن غير ذلك من مخرجات مؤتمر السويد.

وتابع: ولعل من أهم أسباب خروقات الحوثيين وقف إطلاق النار هو تأخر وصول المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار إلى الحديدة؛ ما أعطى الحوثيين الفرصة لممارسة دورهم كعصابة إرهابية. أما السبب الثالث لخروقات الحوثيين فإنه يعود إلى أن هناك فريقًا من العقائديين المتشددين في القيادة الحوثية لا يؤيدون نتائج مؤتمر استوكهولم، وعلى رأسهم السفاح أبو علي الحاكم الذي يعتبر وزيرًا لدفاع الحوثيين، الذي أعطى نفسه رتبة جنرال (لواء)، وهو الذي كان دلالاً لبيع المواشي في سوق الطلح في مديرية (سحار) بمحافظة صعدة.

أما السبب الرابع لتلك الخروقات التي ينفذها الحوثيون فهو محاولتهم استعادة بعض المواقع التي خسرتها العصابات الحوثية أمام قوات الشرعية والمقاومة الوطنية في الحديدة. ومن الأسباب الأخرى لتلك الخروقات رفع معنويات المقاتلين الحوثيين وقياداتهم في الحديدة وجميع الجبهات الأخرى، وذلك بإيصال رسالة إليهم تقول "نحن أقوياء"؛ وذلك للتغطية على هزائمهم.

وأضاف: أما المترتبات على تلك الخروقات فهي كثيرة، منها زيادة إصرار المجتمع الدولي على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وإصرار الحكومة الشرعية اليمنية على فرض سيادتها الوطنية على الحديدة وبقية المناطق اليمنية، وإزالة حجج الدول الغربية الضاغطة على التحالف العربي لمنعه من تحقيق الحسم العسكري. كذلك فإن من المترتبات على خروقات الحوثيين نبذهم ورفض وجودهم وانتفاضة المدنيين وحواضنهم الشعبية ضدهم؛ لأنهم يريدون الاستمرار في الحرب، وإضاعة فرص السلام.

ويقول معلوي: يرى المحللون والمتابعون للحرب الأهلية اليمنية أن وضع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في أسوأ الأوضاع بعدما تلقت عددًا من الهزائم في محافظات الحديدة وصعدة والبيضاء وغيرها، وبعدما تمكن التحالف من تسديد عدد كبير من الضربات الجوية المميتة لمليشيات العصابة الحوثية المدعومة من إيران. ويضاف إلى ذلك هروب وانشقاق عدد من القيادات الحوثية، وانضمامها للشرعية، مثل وزير الإعلام فيما يسمى حكومة الحوثيين المدعو (عبدالسلام علي جابر)، وكذلك ما تناقلته الأنباء عن انشقاق وزير خارجية الحوثيين (هشام شرف)، وانضمامه للشرعية، وغيره كثيرون على المستوى العسكري أو الخدمي والموالاة، أو على المستوى السياسي.

وأضاف: إن كل تلك الدلائل وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها تؤدي إلى نتيجة حتمية، هي أن الجماعة الحوثية لن تستطيع الصمود.

وأوضح معلوي معلقًا على رسو سفينة "سافيز " الإيرانية في البحر الأحمر على مسافة (٩٥) ميلاً بحريًّا من جزيرة كمران اليمنية، وقتلها ما يقارب (١٠٠) صياد يمني، بحسب ما تناقلته التقارير الإعلامية، بأن ذلك دليل آخر يضاف إلى عشرات الأدلة الدامغة لتورط إيران، وهذه الدولة الفارسية المارقة في اليمن، ومحاولتها اختطاف هذا البلد العربي المسلم من محيطه العربي؛ ليكون حديقة خلفية لإيران.

وزاد بقوله: إن قوات التحالف العربي، ومن ورائها تحالف الدول المطلة على البحر الأحمر، والمجتمع الدولي، كفيلة بلجم العربدة البحرية الإيرانية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر الصومال ومضيق باب المندب.