إقليم عدن - خاص:
وصل رئيس فريق المراقبين التابع للأمم المتحدة،
باتريك كاميرت، إلى عدن في طريقه إلى محافظة الحديدة لتسلم مهام عمله في الإشراف على
انسحاب ميليشيا الحوثي من موانئ المحافظة، فيما تواصل الميليشيا مخطط الانقلاب على
اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت مصادر في مطار عدن أن الجنرال الهولندي
كاميرت وصل إلى المطار من دون بقية أعضاء الفريق، وكان في استقباله محافظ الحديدة الحسن
طاهر، ورئيس الجانب الحكومي في فريق الرقابة على الالتزام بوقف إطلاق النار في المحافظة،
العميد صغير بن عزيز، حيث عقد الطرفان اجتماعاً عاجلاً في مطار عدن قبل أن يتوجه كاميرت
إلى مقر مكتب الأمم المتحدة في عدن، حيث سيبقى هناك حتى صباح اليوم ليتوجه برفقة ممثلي
الجانب الحكومي في اللجنة العسكرية إلى الحديدة.
ووفق مصادر حكومية فإن فريق المراقبين العاملين
مع الجنرال كاميرت وصلوا إلى صنعاء وسيتوجهون أيضاً من هناك إلى الحديدة للبدء بممارسة
مهامهم في الإشراف على انسحاب ميليشيا الحوثي من موانئ الحديدة والصليف وراس عيسى وتسليمها
للأمم المتحدة، قبل أن تبدأ المرحلة الثانية، وهي الانسحاب من مدينة الحديدة وتسليم
إدارتها للسلطة المحلية.
مراوغة حوثية
وفي هذا السياق قالت مصادر في الحكومة الشرعية
لـ«البيان» إن الميليشيا بعد أن أمرت مسلحيها بارتداء اللباس الرسمي لقوات الأمن والشرطة
والتلاعب بوثائق وأرقام منتسبي هذه القوات لاستبدال أفرادها، تقوم بممارسة الترهيب
والترغيب على أعضاء مجلس المحافظة، من أجل انتخاب المدعو محمد عايش قحيم، الذي كلفته
بالقيام بأعمال المحافظ، بهدف المراوغة في تسليم إدارة المحافظة للمجلس المحلي الذي
كان يديرها قبل الانقلاب.
وحسب المصادر فإن الميليشيا التي بدأت بالمراوغة
تقول إن السلطة القائمة اليوم والتابعة لها هي التي ستتولى استلام المدينة، ولهذا تسعى
لانتخاب من كلفته حتى لا يعود الأمين العام للمجلس المحلي المنتخب، حسن هيج، الذي عزلته
منذ نحو عام بعد اغتيال علي عبدالله صالح.
ووفق ما ذكره الجانب الحكومي فإن الأمم
المتحدة ورئيس فريق المراقبة، على علم بكل الإجراءات التي أقدمت عليها الميليشيا منذ
انتهاء مشاورات السلام في السويد، وخاصة التلاعب بقوام قوات الأمن المركزي والأمن العام
وقوات شرطة النجدة وجهازي الأمن السياسي والقومي بهدف إبقاء سيطرتها على المدينة.
وأكدت المصادر أن الأمم المتحدة عبر ممثليها
في الحديدة على اطلاع كامل بما قامت به الميليشيا، كما أنها على علم بقيامها بتوزيع
أسلحة على أنصارها في المدينة وتحويل عدد من المنازل إلى مخازن للأسلحة، وتقوم أيضاً
بنشر مسلحيها وعناصر جهازها المخابراتي في الأحياء كسكان مدنيين، لكن منازلهم مليئة
بالأسلحة، وأن هذه الميليشيا قامت بتوزيع هذه المجاميع على مربعات في أحياء المدينة
مجهزين بالأسلحة والذخائر ويشرف على كل مجموعة أحد مسؤوليها.
وطبقاً لهذه المصادر فإن الميليشيا أعادت
تنفيذ خطة الاستيلاء على العاصمة صنعاء من خلال توزيع خلاياها على المربعات السكنية
وتزويدهم بالأسلحة وتحويل بعض المساكن إلى مخازن للأسلحة، بحيث يسهل عليها السيطرة
على المدينة خلال وقت قصير جداً عندما تأمر هذه العناصر بالانتشار والسيطرة المسلحة
على الأحياء السكنية.
فريق المراقبة
ويأتي وصول الفريق الأممي بعد يوم من قرار
مجلس الأمن الدولي بإجماع دوله إرسال مراقبين مدنيين إلى اليمن بهدف تأمين العمل في
ميناء الحديدة الاستراتيجي والإشراف على إجلاء المسلحين.
ومن الممكن أن يتكون فريق المراقبة من
30 إلى 40 مراقباً بحسب دبلوماسيين، وهو مكلف بـ «تأمين العمل في ميناء الحديدة الاستراتيجي
والإشراف على إجلاء المقاتلين من هذه المدينة» الساحلية.
ولكاميرت تاريخ كبير في بعثات الأمم المتحدة،
إذ قاد بين 2000 و2002 بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا، وفي 2005 تولى رئاسة
بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعدما تولى مهمات مماثلة في كمبوديا
والبوسنة والهرسك.
من جهتها، جددت الشرعية اليمنية في بيان
أصدرته أول من أمس «التزامها بكل ما ورد في اتفاق ستوكهولم». وأكدت الحكومة في البيان
«استعدادها الكامل للانخراط بكل إيجابية مع جهود المبعوث الأممي (مارتن غريفيث)»، كما
شددت على «ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل».