مجـتـمــع مـــدني

11 ديسمبر, 2018 11:01:42 م

إقليم عدن-خاص:

نظم التحالف السويدي اليمني لرصد إنتهاكات حقوق الإنسان ، والمنظمات الحليفة معه من أجل السلام بالشراكة مع الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية  بالتزامن مع مباحثات السلام اليمنية في السويد،  ندوة بعنوان " مشاورات السلام حول اليمن .. الواقع والمأمول "، وقد تضمنت اعمال الندوة وقائع الاحتفال بالذكرى السبعين للاعلان  العالمي لحقوق الانسان .

وفي الندوة التي  تم التطرق خلالها إلى عدد من القضايا المتعلقة بالمشاورات ومستقبل السلام في  اليمن .


بدأت  الندوة بترحيب   الدكتورة حورية مشهورة ، وزيرة حقوق الإنسان السابقة  بالحضور والمشاركين في الندوة  حيث استهلت حديثها على أهمية موضوع الندوة، وما تشكله مشاورات السلام من أهميةوأضافت دكتورة حورية مشهور في مداخلتها انة لا  يخفى على أحد الأزمة التي تواجهها اليمن منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، وما ترتب على هذا الانقلاب من تبعات طالت الأمن والسلام في اليمن وتعريض ملايين اليمنيين للعديد من المخاطر، فانه وللعام الرابع و الجمهورية اليمنية تشهد صراعا مسلحا عنيفا أخذ من حياة السكان و كرامتهم الكثير، و ارتكبت فيه مليشيات الحوثي الكثير  من الجرائم التي تعد انتهاكا لمبادئ القانون الدولي الانساني و القانون الدولي لحقوق الانسان، و تضاعفت المعاناة الانسانية للسكان مع توسع خارطة النزاع، فاليمن يعاني من تعقيدات الصراع ووسائله وتداخل الفاعلين فيه محليا و اقليميا و دوليا وعلى الخصوص الدور الايراني ، و لذلك فإن افق السلام يضيق و يتعثر في كل مرة بسبب تعنت طرف النزاع الذي انقلب على الشرعية وقوض مؤسسات الجمهورية اليمنية المتمثل بمليشيات الحوثي  حيث تواصل تلك الميليشا  انتهاكاتها للقوانين و الاعراف و المبادئ الدولية، و لذلك فإن مهمة المبعوث الاممي (مارتن غريفيث) للوصول إلى حل سياسي في اليمن ليست مفروشة بالورد، و قد أثر ذلك على الاوضاع الانسانية التي باتت متردية، حيث اصبح اليمن مهدد بالانهيار.

فبعد تفكك حلف الحوثيين و قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي قتل في صنعاء على يد ميليشيا الحوثيين في شهر ديسمبر من العام 2017م اصبحت ميليشيا الحوثي تتحكم بقوة السلاح بمصير الملايين من اليمنيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في حين تخضع غالبية المحافظات اليمنية للحكومة الشرعية، و بالرغم من حدوث إنتهاكات من قبل كافة اطراف الصراع اليمنية كانت ميليشيا الحوثي هي المتصدرة في ارتكاب الانتهاكات والجرائم في اليمن.

واضافت ان الحاجة للأمن والسلام والاستقرار تكتسب أهمية بالغة داخل المجتمعات المدنية وذلك لتحقيق التنمية لأفرادها، و تحريرهم من الخوف ومن جميع أشكال العنف و الشعور بالأمان في حياتهم هو أساس التعايش السلمي بالرغم من الاختلافات التي يمكن أن تفرقهم كتنوع العرق و الاعتقاد، و لذلك فإن دور المؤسسات العامة التي تعمل على ضمان الامن والاستقرار السياسي العادل و توفير الخدمات الحيوية كالتعليم الجيد و الرعاية الصحية, و العدالة المجتمعية، و لكن للأسف فالحوثيين قاموا بتدمير أغلب المؤسسات العامة، فلم يعد هناك أي أمن أو استقرار، فمن ناحية الياة المجتمعية عملت الميليشيات الحوثية على تقويض المؤسسات الهامة خاصة الخدمية منها، فمن ناحية التعليم قامت الميليشيات بتبديل المناهج و تدريس الاطفال الفكر المتطرف واكراههم على حمل  السلاح والذهاب الى ساحات القتال، ومن ناحية الرعاية الصحية فهي شبه معدومة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم فقد حولة المستشفيات الى  ثكنات عسكري لخدمة أجنداتها.. فكيف يُتوقع أن يعيش الافراد سالمين مطمئنين في مثل هذه الظروف.


وتابعت إن حقوق الإنسان مسؤولية جماعية مشتركة تسعى من خلالها المنظمات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمكونات السياسية وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد الطبيعيين إلى ضمان التحرر من الخوف والفقر وبناء السلم والتفاهم الإجتماعيين وتحقيق العدالة الإجتماعية وإقامة النظام الديمقراطي في يمن آمن ومستقر .


     إن احترام حقوق الإنسان والنهوض بها حق لكل المواطنات والمواطنين بقطع النظر عن جنسهم ولونهم ومنشئهم وانتماءاتهم الإجتماعية, وعلى تنوع آرائهم وافكارهم ومعتقداتهم وخياراتهم، مع التأكيد على حق الفئات الأكثر ضعفاً مثل النساء والأطفال والمسنين والشباب وذوي الإعاقة والفقراء والمهمشين في حصولهم لرعاية الازمة في دولة تكفل وتضمن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم في العيش الكريم . 

وبدورها تحدثت الاستاذة بشرى نسر رئيسة مركز سبأ الاستشاري في السويد عن  للوضع الاقتصادي والاجتماعي  وما آلت إليه الحرب وعبث الحوثيين في الاقتصاد اليمني والحقوق الاقتصادية للشعب اليمني  حتى  أصبحت اليمن والمناطق التي لازالت تحت سيطرتها  طاردة للاستثمارات المحلية 

فرحل كثير من التجار و ابتزاز  التجار  والصرافين وعبثهم بالعملة الوطنية والظرائب المفروضة على الناس والجبايات عن تعاملهم مع المواد الغذائية والمساعدات التي تقدم 

عبثهم ونهب المساعدات الاغاثية 

من جهتة  أشار الدكتور خالد عبد الكريم  وهو رئيس المركز الدولي للإعلام والتنمية،  إلى إعتبار  مشاورات ستوكهولم تشكل فرصة حقيقية لبناء الثقة بين فرقاء الحرب في اليمن على أسس تحافظ على حقوق المواطن اليمني السياسية والإجتماعية ، والإعتراف غير المنقوص بإنسانيته والشروع في مرحلة البناء في ظل يمن إتحادي آمن ومستقر تتوسع فيه خيارات الإنسان في صناعة مستقبله وإمتلاك زمام مصيره .

جاء ذلك في إطار ورقة العمل التي القاها  د. خالد عبد الكريم بعنوان "مشاورات ستوكهولم  و الآمال المعلقة عليها " واوضح  إن هذه الفرصة الثمينة للشروع في بناء السلام ووقف الحرب والتي تأتي برعاية دولية وجهود جبارة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث وبإستضافة كريمة من مملكة السويد إنها لحظات مضيئة ستخلد في سفر تاريخنا اليمني بوصفها لحظة تجاوز مآسي الحرب  ومحاولة الإمساك بخيط الأمل نحو السلام المنشود ، الذي يحفظ ويحمي حقوق الإنسان اليمني بالعيش المشترك في فضاء إنساني رحب في أنقى حالاته    


اما  الاستاذ  فيصل العبدي وهو باحث  وحقوقي يمني ويشغل  أمين عام المرصد البريطاني لحقوقالإنسان  قدم  ورقة  عمل بعنوان " إنتهاكات المليشيات الحوثية " طالب فيها مجلس حقوق الإنسان برصد ودراسة حالة حقوق الإنسان في اليمن بحيادية واستقلالية، والعمل على الوصول إلى الأراضي اليمنية التي تشهد انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وأضاف العبدي إننا كمنظمات حقوقية نسعى من خلال عملنا ٱلى كشف الإنتهاكات التي ترتكب بحق المواطن اليمني وندعو الى إحلال السلام العادل المعتمد على المرجعيات الثلاث ، مؤتمر الحوار الوطني ، المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 .


وبدورها تطرقت الدكتورة   مواهب الحمزي وهي طبيبة وحقوقية متخصصة بالاطفال  أولت في ورقة العمل التي قدمتها  إهتماما بقضايا تتعلق بإنتهاكات مليشيا الحوثي لحقوق المرأة وتجنيد الأطفال وحقول الألغام والإعتقالات والإخفاء القسري ، والقصف العشوائي على المدنيين والمجاعة  ، وذلك من خلال ورقة العمل التي القتها بعنوان "  السلام وتعزيز منظومة حقوق الانسان في اليمن  " حيث قالت د. مواهب الحمزي " في الوقت الذي نتطلع فيه الى السلام وعودة الأمن والإستقرار ، دعونا نسترجع بعض فصول المأساة التي يعيشها شعبنا اليمني .

وما تعرض ويتعرض له جراء الإنقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا"

ومن ثم استمع الى مناقشات  ومداخلات من الحاضرين وتم الرد عليها من مقدمي اوراق العمل 

وفي نهاية الفعالية تم اصدار بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان ووقفة عبرو ا من خلالها على اهمية اليوم العالمي لحقوق الانسان