إقليم عدن - خاص
:
أكد رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك،
أن الحكومة جادة في اتجاه السلام، بالرغم من كل الفرص المهدرة من قِبل ميليشيا الحوثي
الإيرانية، وأن تعنّت الميليشيا يشكّل تهديداً حقيقياً لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن
مارتن غريفيث، مطالباً الالتزام بالمرجعيات الثلاث للحل التي هي الأساس والضامن للخروج
من الحرب إلى الحل الشامل.
وشدد، في تصريح لـ«البيان» عشية انطلاق
مشاورات اليمن في السويد، على أنه إلى جانب جديّة الشرعية في السلام، فإنها جاهزة للحسم
في حال تعذّر السلام. وفيما أكدت المملكة العربية السعودية أن عمليات التحالف العربي
نجحت في إرغام الميليشيا على الجلوس إلى طاولة الحوار، رجّحت مصادر سياسية لـ«البيان»
أن المشاورات ستستمر خمسة أيام، لكنها قد تُمدّ في حال تم إحراز تقدّم.
وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك،
في تصريح خصّ به «البيان»، عشية انطلاق المشاورات اليمنية في السويد، إن «الحكومة جادة
في سعيها للسلام الذي كان خيار الرئيس اليمني عبد ربه منصور صالح وخيار الحكومة الأول»،
مضيفاً أن «كل ما من شأنه حفظ الدم اليمني، وحفظ كيانية الدولة الوطنية وسيادتها، ويلتزم
بالمرجعيات والقرارات المقرّة وطنياً ودولياً، سنكون في صف ذلك».
وأوضح رئيس الوزراء اليمني، في تصريحه الذي
الذي يعتبر الأول لوسيلة إعلامية مكتوبة منذ توليه المنصب، أنه «كان هذا موقفنا في
اليوم الأول وفي كل مباحثات سلام مثلما هو موقفنا اليوم، وهو أن نجاح مفاوضات السويد
يتوقف بشكل كبير على نيات الميليشيا وقناعاتهم بوقف معاناة الشعب اليمني على الصعيد
الإنساني والاقتصادي»، لافتاً إلى أن «الحكم على جدية هذه الميلشيا يستند إلى تاريخها
وخطابها وسلوكها منذ نشأتها كتنظيم إرهابي مسلح يدار بأيدي إيران ولأجل مصالح إيران،
مروراً بتحويلها كل هدنة إلى فرصة للاستعداد للحرب، وصولاً إلى ممارستها اليومية المعلنة
من حفر خنادق، وتوسع مرعب في زراعة الألغام، وإصرار وحشي على تجنيد الأطفال». وأضاف
في تصريحه لـ«البيان»: «كل هذه السلوكيات تجعل الشك هو الموقف العاقل من جدية الميليشيا،
بل تشكّل تهديداً حقيقياً على الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص».
وشدد عبد الملك على أن «المرجعيات الثلاث
للحل السياسي هي اختبار الجدية التي نأمل أنها قد وجدت طريقها إلى الميليشيا، وهي أيضاً
الأساس والضامن للخروج من الحرب إلى مسار يقود إلى حل شامل ينهي الانقلاب، ويستعيد
الدولة، ويحفظ بنيتها الوطنية وديمقراطية الحكم».
وأثنى رئيس الوزراء اليمني على جهود دول
التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، عسكرياً وإنسانياً
وتنموياً، مشدداً على أنه لولا هذا الدعم «لكانت النتائج كارثية على اليمن والمنطقة،
وهو ما عاق خطوات إيران لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي».
واختتم تصريحه بالقول إن «الحكومة جادة
في السلام وجاهزة للحسم، تختار الدولة الوطنية الاتحادية الحديثة، والمواطنة المتساوية
وسيادة الشعب والقانون، وتختار الديمقراطية والعدل والانتماء لمحيطها العربي وهويتها
الإسلامية والإنسانية».
نجاح التحالف
إلى ذلك، قال السفير السعودي لدى واشنطن،
الأمير خالد بن سلمان، عبر حسابه في «تويتر» إن تحالف دعم الشرعية في اليمن نجح في
تحقيق العديد من أهداف العمليات العسكرية التي كان يؤكدها دائماً، ومنها إرغام الحوثيين
المدعومين من إيران على الجلوس إلى طاولة الحوار والانصياع للقرارات الدولية، وأبرزها
القرار الأممي رقم 2216.
بناء الثقة
ووفق مصادر في الحكومة الشرعية تحدثت إليها
«البيان»، فإن المشاورات ستبدأ مناقشة إجراءات بناء الثقة والمتصلة بتنفيذ اتفاق الإفراج
عن 3500 من المعتقلين والأسرى لدى الطرفين، مروراً بالوضع الاقتصادي، ورفع الحصار عن
مدينة تعز، ووضع ميناء الحديدة ومطار صنعاء.
وقالت المصادر الحكومية إن المشاورات سوف
تستمر خمسة أيام، لكنها قد تمدّ في حال تم إحراز تقدّم في القضايا المطروحة، وإنه في
حال التزمت الميليشيا بالوعود التي قطعتها للمبعوث الدولي ولم تختلق أعذاراً ولم تضع
عراقيل، فإن المشاورات ربما تُنقل إلى إحدى دول المنطقة العربية. وأكد مراقبون لـ«البيان»
احتياج اتفاق تبادل الأسرى إلى ضمانات لتنفيذه من جانب الميليشيا، وصعوبة معرفة أماكن
جثامين المقاتلين، وعدم وجود هيئة وطنية تهتم بالأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً.
خطوات إيجابية
أكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني،
عزم الحكومة على تحقيق خطوات إيجابية لبناء الثقة بمشاورات السويد، وبالذات ما يخصّ
إجراءات إطلاق سراح كل الأسرى والمختطفين والمخفيين قسراً.
وقبل توجهه إلى استوكهولم، استقبل اليماني
رئيسة رابطة أمهات المعتقلين أمة السلام الحاج، التي نقلت له أصوات ومعاناة المرأة
اليمنية وأمهات المعتقلين. بدوره، أكد مدير مكتب الرئاسة اليمنية وعضو الفريق المفاوض،
عبد الله العليمي، أن وفد الشرعية سيضع هموم الشعب اليمني وتطلعاته على رأس أولوياته،
وسيبذل كل الجهود لإنجاح المشاورات التي تعتبرها فرصة حقيقية للسلام.
(البيان)