إقليم عدن _ خاص :
كشفت جولة واسعة قامت بها «البيان» برفقة
القوات المشتركة امتدت من الخوخة وحتى مدينة الحديدة عن الهزيمة الكبيرة التي تلقتها
الميليشيا الإيرانية في الساحل الغربي بشكل عام ومدينة الحديدة على وجه الخصوص، ووقفت
البيان خلالها جولتها في مدينة الحديدة عن الاستخدام المفرط من قبل الميليشيا لسلاح
الألغام الأرضية، بجانب محاولاتها اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.
وبدأت انطلاقة جولة «البيان» التي رافقت
العملية العسكرية النوعية لتحرير مدينة الحديدة منذ اللحظات الأولى لانطلاقتها من من
الخوخة التي تحركت ارتال قوات المقاومة اليمنية المشتركة منها صوب مدينة الحديدة عبر
الخط الساحلي الذي تنتشر على امتداده عشرات النقاط الأمنية التابعة للمقاومة الوطنية.
من الدوار الكبير بالجهة الجنوبية لمدينة
الحديدة تتوزع القوات المشتركة إلى ثلاث جبهات رئيسية تحيط المدينة وتحاصر الميليشيا
في منطقة ضيقة، حيث تتجه ألوية من العمالقة صوب جولة الحمادي ومطاحن البحر الأحمر وجولة
يمن موبايل وصولاً إلى شارع صنعاء وسط المدينة فيما تسلك ألوية أخرى تابعة لقوات المقاومة
الوطنية والزرانيق طريقاً ترابياً يلتف حول المدينة من الاتجاه الشرقي الشمالي قاطعة
منطقة الكيلو 16 والكيلو 10 وقوس النصر ومن ثم تتوغل شمالاً إلى مدينة الصالح ومستشفى22
مايو الذي أحالته الميليشيا إلى ثكنة عسكرية وصولاً إلى حي 7 يوليو الذي يعد الوكر
الرئيسي للحوثيين ونقطة انطلاقهم ومخبأ قياداتهم.
وبوصول قوات المقاومة المشتركة إلى هذه
المواقع المتقدمة وتحرير وكر الجماعة الإرهابية تكون بذلك حققت هدفاً أساسياً من أهداف
العملية النوعية وهو حرمان الميليشيا من قاعدة انطلاقها.
انهيار الميليشيا
التكتيك العسكري المحكم الذي اتبعته قوات
التحالف العربي والمقاومة المشتركة المتمثل في تنفيذ عمليات مباغته في أكثر من اتجاه
وتطويق المدينة بشكل شبه كلي مع الدفع بقوة بشرية ضخمة وتوجيه ضربات محكمة استهدفت
القيادات الميدانية وغرف العمليات ومخازن الأسلحة بناء على معلومات استخباراتية دقيقة
الأمر الذي اربك الميليشيا وسرّع من انهيار خطوط دفاعاتها ونشر حالة من الرعب لدى عناصرها،
حيث أفادت شهادات مواطنين من داخل المدينة أن العشرات من مقاتلي الحوثي يفرون يومياً
من خطوط النار.
انتشار للألغام
تعمد الميليشيا إلى زرع كميات كبيرة من
الألغام الأرضية بشكل عشوائي خاصة بعد شعورها بفقدان السيطرة على منطقة معينة واقتراب
قوات الشرعية من تحريرها كما هو الحال في مداخل مدينة الحديدة الجنوبية والشرقية إذ
يمكنك مشاهدة كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي تم تحريزها من قبل الفرق
الهندسية التابعة للشرعية.
أسلحة نوعية
من منطقة الدوار الكبير جنوب المدينة وصولاً
لمنطقة سبعة يوليو شمال المدينة يمتد طوق فولاذي تألفه أسلحة فتاكة وحديثة كان لها
الفضل في التسريع بتهاوي دفاعات الحوثيين وتحقيق انتصارات وتقدمات كبيرة في وقت قياسي،
حيث تعمل العربات ذات الرشاشات على تصيد القناصة المتحصنين في المباني دون إيقاع الضرر
بها أو بالمدنيين، كما تقوم الدبابات والمدفعية الذكية بتصويب ضربات دقيقة وموجهة بدقة
لمخابئ الحوثيين وخنادقهم التي حفروها وسط شوارع الحديدة.
عودة الحياة
في حي منظر جنوب مدينة الحديدة يقابلك مشهد
مجموعة من أطفال الحي بابتسامتهم البريئة وهم يصرخون بعبارة «عاشت تهامة حرة أبية»
ملوحين بأيديهم الصغيرة لأرتال المقاومة المشتركة المتجهة لعمق المدينة، فيما تلعب
مجموعة كرة القدم في شوارع الحي الذي حررته قوات التحالف العربي والمقاومة قبل أشهر
وقد عادت الحياة إليه تدريجياً بعد عودة الكثير من سكانه وفي تصريح لـ«البيان» قالت
المواطنة مريم جنيد إنها عادت لبيتها وحيها مع أطفالها الأربعة بعد أشهر من التهجير
القسري الذي نفذته الميليشيا بحقهم مشيرة إلى قيام جماعة الحوثي بتلغيم بيتها وعدد
من بيوت جيرانها بعد إجبارهم على مغادرتها.