إقليم عدن /
كتب: فراس اليافعي :
وحده الرئيس عبدربه منصور هادي من تلتف
حوله جميع أطراف ونواحي اليمن ، الرجل الذي يتوحد خلفه قيادات الجنوب والشمال على حد
سواء ، ويرون فيه القائد الانسب لهذه المرحلة الصعبة والمعقدة من تاريخ اليمن الحديث
، ولا بديل اليوم لشرعية الرئيس هادي سوى خيارات غير وطنية لن تؤدي بالبلاد الا الى
مزيد من الأزمات والصراعات .
وصل الرئيس هادي الى السلطة وامامه ملفات
شائكة ومعقدة كان في مقدمتها قضية الجنوب وانقسام الجيش وتردي الخدمات ، تبنى الرئيس
هادي خيارات شجاعة للخروج بحلول جذرية للمشاكل اليمنية ، كان يدرك ان القضية الجنوبية
هي مفتاح الحل للقضايا اليمنية فتبنى خيار الدولة الاتحادية من ستة أقاليم كخيار وسط
بين الوحدة الاندماجية التي سادها طابع الضم والالحاق والاقصاء وبين التفكك الذي لم
كان ربما سينتج عنه مشكلات عديدة ، فكان خيار الدولة الاتحادية خيارا حكيما يعبر عن
رؤية ثاقبة تحلل المشكلة وتضع افضل الحلول لها ، وكانت هيكلة الجيش والامن سبيلا رشيدا
نحو بناء جيش وطني يخدم الوطن بعيدا عن أي حسابات ضيقة ، ولكن الأشرار الذين يتربصون
بهذا الوطن سوءا انقلبوا على كل شيء وشنوا حربهم دفاعا عن مصالح انفسهم الصغيرة والرديئة
.
خطى الرئيس عبدربه منصور هادي خطوات سديدة
نحو الخروج بالوطن الى بر الأمان ، جمع شمل اليمنيين على طاولة حوار واحدة في تجربة
كانت مثار اعجاب الاقليم والعالم ، وتوافق المتحاورون على كل معالم المستقبل الجديد
، تصالح المتخاصمون على يديه واجتمعوا ليتحاوروا ويقرروا مستقبل بلدهم ، كما بدأ بهيكلة
الجيش وتوزيعه على اربع مكونات برية وبحرية وجوية وحرس حدود ، وكانت البلاد على موعد
مع اول مسودة للدستور ناتجة عن ما توافق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار ، ولولا انقلاب
قوى الشر والفساد لكانت البلاد قد خرجت من عنق الزجاجة وكان الشعب قد استفتى على الدستور
وكانت معالم اليمن الجديد قد بدأت تتشكل وترسم ملامح وطن قائم على العدالة والمساواة
وتوزيع السلطة والثروة .
لم يستسلم الرئيس هادي وهو يرى تكالب قوى
الشر والفساد والانقلاب عليه ، والذين لكونهم يعرفون حجمهم وشعبيتهم لم يسمحوا لعملية
الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد ان تمضي بسلام ، تحمل ما لم يتحمله بشر لانه يحمل
مشروع وطني ويريد ان يراه واقعا يوما ما ، اعتبر الرئيس هادي نفسه فدائيا منذ اليوم
الاول الذي تولى فيه رئاسة الجمهورية ، وخاض معركة اخراج اليمن الى بر الامان ، لكن
قوى الانقلاب ابت الا ان تدخل اليمن في جحيم الحرب خوفا منها على مصالحها الضيقة التي
كانت ستزول لصالح مصالح الوطن والشعب ككل .
كفاح الرئيس هادي اليوم كفاح وطني يتطلب
من جميع أبناء الشعب الدعم والمساندة ، هو يحارب عسكريا لانهاء الانقلاب وتحرير المحافظات
اليمنية من سيطرة المليشيا الايرانية ، ثم يخوض معركة عودة عجلة الحياة والتنمية للمدن
اليمنية حتى تعود البسمة والامل الى شفاه اطفالها ونسائها وتعمر مبانيها وتحسن خدماتها
وتتعافى من عبث الممارسات الغاشمة للمليشيا الحوثية الإيرانية الانقلابية التي عبثت
بمقدرات البلاد .
ستنتصر شرعية الرئيس هادي لا محالة على
مشروع الانقلاب المظلم ، وستدحر المليشيا الانقلابية من كل شبر سيطرت عليه بالباطل
وسيبنى اليمن الاتحادي الجديد وستدخل البلاد في مستقبل افضل تودع معه كل سنوات البؤس
والاقتتال والدمار الذي تسببت به قوى الانقلاب العابثة ، وستتواصل العملية السياسية
من حيث توقفت قبيل الحرب التي فجرها الانقلابيون .
سينتصر اليمن بقيادة الرئيس هادي على كل
المشاريع التي تهدف الى اعادة عجلة التاريخ الى الوراء ، ستمضي عجلة التنمية والبناء
قريبا في كل المحافظات اليمنية ، وستقام دولة اليمن الاتحادي كخيار استراتيجي يحفظ
لليمنيين عزتهم وكرامتهم ويحميهم من الصراعات والاقتتال .
سينتصر مشروع السلام لكن ليس السلام المشوه
الذي يسعى اليه الانقلابيون ، بل السلام العادل المكتمل الذي يقوم على المرجعيات الثلاث
ويضمن عدم تكرار الانقلاب مستقبلا .
سينتصر اليمن واليمنيون قريبا .. (( وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) .
*رئيس مؤسسة (الحقيقة)للإعلام رئيس التحرير
نقلا عن صحيفة (14 أكتوبر ) الرسمية