إقليم عدن - كتب/ رأفت شرف:
"هبطنا بسلام، كان كابتن الطائرة محترفاً
ومتمكناً"، هكذا يقول سعيد عبدالله، أحد المسافرين على متن طائرة الخطوط الجوية
اليمنية، الرحلة رقم 600، والتي أصابها عطل مفاجئ دفع بطاقمها لاتخاذ قرار فوري بالعودة
إلى مطار عدن بعد دقائق من إقلاعها في مارس الماضي.
ويشهد مسافرون كثر بمهارة كباتن طائرات
اليمنية، ويؤكدون على تمكنهم دائماً من الإقلاع والهبوط بالطائرة بسلاسة ويسر خلافاً
لما يحدث في خطوط جوية أخرى.
وحصلت الخطوط الجوية اليمنية على الشهادة
الدولية لسلامة التشغيل الجوي والعمليات الأرضية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الشركة
منذ سنوات، وتفاقمت عقب الحرب.
وتسببت الحرب وإيقاف مطار صنعاء عن العمل
نتيجة السيطرة عليه من مليشيات الحوثيين الانقلابية بعرقلة أعمال الصيانة في مركز الصيانة
بصنعاء.
وعقب الحرب عجز آلاف المواطنين عن السفر،
وبينهم مرضى ومصابون وجرحى حرب، وتوقفت مطارات اليمن كلياً لفترات متقطعة.
يقول "محمد العامري" وهو أحد
موظفي مبيعات اليمنية "قرار استئناف الرحلات كان قراراً شجاعاً، واستمرت بعد ذلك
خطوات الحفاظ على هذا القرار رغم العقبات الكثيرة والكبيرة، كان للكابتن العلواني دور
رئيسي في إنجاح هذا الأمر، ولولا استئناف الرحلات لما تمكن المرضى والجرحى من السفر
لمتابعة علاجاتهم".
ويرأس الكابتن أحمد مسعود العلواني، مجلس
إدارة الخطوط الجوية اليمنية، وهو من أشهر وأكفأ من تولى هذا المنصب، ولديه خبرة طويلة
في هذا المجال.
وكان العلواني قد قال في تصريحات سابقة
إن "الخطوط الجوية اليمنية تبذل كل جهودها لتلبية طلبات المسافرين من جرحى ومرضى
وتجاوز أكبر العقبات لتشغيل الرحلات وتقديم الخدمات الضرورية للمسافرين في وضع استثنائي
في ظل دولة لم تقدم لشركة الطيران الوطنية أبسط الإمكانيات لتجاوز هذه الصعوبات".
ورفعت إدارة اليمنية عدد الرحلات إلى مصر
لتصبح رحلة كل يوم، إضافة إلى رحلات إضافية يتم الإعلان عنها لاستيعاب الطلب المتزايد
على التذاكر إلى مصر والأردن.
وعن أسعار الرحلات اليومية إلى مصر والأردن
يقول العامري "بالنظر إلى سعر الصرف، لا يمكن القول إن سعر التذاكر مرتفع، فهبوط
سعر الريال اليمني لم يؤثر على سعر التذكرة، وإذا نظرنا إلى سعرها بالدولار فهي تساوي
في يومنا هذا أقل من 470 دولار أمريكي".
ونتيجة عودة الرحلات، تمكن الجرحى والمرضى
من السفر للعلاج في الخارج، في ظل غياب الرعاية الصحية الكافية في الداخل للحرب.
ويؤكد رشاد أحمد أن استمرار الرحلات الجوية
ساعده كثيراً في متابعة حالته الصحية، فهو يحتاج للسفر بشكل دوري إلى مصر لتلقي العلاج،
مضيفاً "رغم الازدحام على مقاعد الرحلات تمكنت من السفر في الموعد المحدد لي من
المستشفى، وذلك بتسهيلات من إدارة اليمنية التزاماً بتوجيهات الكابتن العلواني بإعطاء
الأولوية للمرضى والجرحى".
أما سليم السعدي فيقول "الحمدلله،
تمكنت من السفر قبل انتهاء موعد تأشيرتي، كنت سأخسر التأشيرة والعمل، لكن إدارة اليمنية
كانوا متفهمين واستطاعوا توفير مقعد".
ويضيف "رغم انحدار مستوى الخدمات بسبب
الحرب، وهذا أمر متفهم، إلا أن صمود الخطوط الجوية اليمنية هو إنجاز بحد ذاته، تستحق
إدارتها بقيادة الكابتن الفذ أحمد مسعود العلواني أن نقدم لهم شكرنا عليه، ونتمنى أن
يوفقوا في تجاوز العقبات والصعوبات التي تواجههم لخدمة المواطنين".