إقليم عدن _ بكين :
شاركت بلادنا في أعمال الدورة الثامنة للاجتماع
الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني والتي بدأت اعمالها ،اليوم الثلاثاء، في العاصمة
الصينية بكين بوفد ترأسه وزير الخارجية خالد اليماني.
وافتتح الدورة الرئيس الصيني تشي جينبينغ،
بحضور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأعلن الرئيس الصيني عن رفع العلاقات العربية-الصينية
إلى علاقات شراكة استراتيجية، والتشارك العربي الصيني في بناء الحزام والطريق، وحزمة
من الاستثمارات والمنح والقروض الصينية للدول العربية بهدف تعزيز التمنية في الدول
العربية.
كما تم تدشين عدد من البرامج والمشاريع
المشتركة ومنها المكتبة الرقمية العربية-الصينية، ومركز التواصل الاعلامي.
وقال وزير الخارجية خالد اليماني في كلمته التي القاها في الاجتماع الوزاري
الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في بكين "مرت بلادي اليمن بتغيرات
كبيرة خلال السنوات الماضية، فبعد ان استعادت توازنها بعد ما سمي بثورات الربيع العربي،
واتجهت الجهود نحو بناء يمن حديث ودولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والتنمية وأن
تكون اليمن عامل استقرار في المنطقة والعالم، جاء انقلاب مليشيا الحوثي في 2014 وبدعم
من إيران، واستولت المليشيا على مؤسسات الدولة واحتلت المدن وسخرت موارد الدولة لخدمة
حروبها ومشروع ايران التوسعي، مما تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة في اليمن، وهددت مليشيا
الحوثي الانقلابية أمن الدول الشقيقة المجاورة، وامتد تهديدها لممرات التجارة العالمية
في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من خلال استهداف السفن التجارية وزرع الألغام البحرية
العشوائية".
واضاف اليماني" أحدثكم اليوم والحكومة
الشرعية وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قد استعادت سيطرتها
على أكثر من 80 بالمائة من الأراضي اليمنية وتعمل جاهدة لتخفيف معاناة الانسان اليمني،
وهي ملتزمة ومن خلال جهودها لتحرير الحديدة وكافة مناطق الساحل الغربي لإعادة اليمن
كعامل استقرار في محيطها العربي وحماية ممرات التجارة العالمية في جنوب البحر الأحمر
من كافة التهديدات والممارسات التي انتهجتها المليشيا الانقلابية".
واشار الى ان عمليات تحرير الحديدة وبقية
مناطق الساحل الغربي في اليمن والتي يقودها الجيش الوطني بمشاركة دول التحالف بقيادة
المملكة العربية والسعودية واسناد من دولة الامارات العربية المتحدة، تتحرك بصورة مدروسة
وحريصة للحفاظ على أرواح المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في التزام صريح
بالقانون الدولي الإنساني، ويرافق هذا التحرك العسكري خطة إنسانية استثنائية وشاملة
لمدينة الحديدة والمناطق المجاورة.
واكد وزير الخارجية ان الحكومة اليمنية
تعمل حاليا على مباشرة مشاريع إعادة الاعمار في اليمن وتجاوز ما خلفته الحرب من دمار
وأزمة إنسانية كبيرة..داعياً الجميع الى تقديم المزيد من المساعدات الانسانية والمساهمة
في مرحلة إعادة الاعمار وتقديم يد العون والعمل مع الحكومة اليمنية لتحقيق تطلعات الشعب
اليمني.
ولفت الوزير اليماني الى إن هذا المنتدى
جاء تتويجاً لعقود من العلاقات العربية الصينية المتزنة المبنية على الثقة والاحترام
المتبادل والعمل المشترك والتنسيق في المحافل الدولية، والتكامل الاقتصادي والتجاري
والتبادل الثقافي بين الدول العربية والصين، ومسئوليتنا جميعا ان نسعى لتعزيز دور المنتدى
وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في مختلف الجوانب واضافة الأفكار والرؤى المبتكرة التي
من شأنها أن تحقق أمال شعوبنا في الرخاء والتنمية.
وقال وزير الخارجية "جميعنا يدركُ
بأن العالمَ يمرُ بتغيراتٍ عميقةٍ في النِظام العالمي وحالةً من اللايقينِ غيرَ مسبوقةٍ،
يصاحبها جملةٌ من التحديات الأمنية والثقافية والتنموية، ولا بدَ من أجلِ تجاوز هذه
المرحلة وللحفاظِ على إنجازات الانسانية الاستنادَ على لُغةِ الحوارِ والبناء على القواسِم
والمصالح المشتركة والعمل بصورة جماعية لمواجهة كافة التحديات الأمنية والثقافية والاقتصادية
والتنموية، وهنا أود الإشادة برؤية فخامة الرئيس شي جينبينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية،
التي أكد عليها صباح هذا اليوم بشأن تعميق الشراكة العربية الصينية وإقامة "مجتمع
مصير مشترك للبشرية".
واشاد بمبادرة الحزام والطريق، والتي تسعى
الى تعزيز التواصل والترابط بين الدول وتحقيق المصالح المشتركة الاقتصادية والتجارية
والثقافية وتقاسم ثمرة الرخاء والبناء، ويسرني ان أرى ضمن الوثائق الصادرة عن هذا الاجتماع
وثيقة التعاون في بناء الحزام والطريق بين الدول العربية والصين، وهي خطوة من شأنها
ان تضع أسس عملية للعمل المشترك في نقل هذه الرؤية الى أرض الواقع وتحقيق المنفعة المشتركة
المرجوة من مبادرة الحزام والطريق.
وأعرب الوزير اليماني عن بالغ الشكر والتقدير
للأصدقاء في جمهورية الصين وللجامعة العربية على جهودهم للإعداد والتحضير لهذه الدورة
من منتدى التعاون العربي الصيني..متمنياً للاجتماع التوفيق والنجاح.
هذا وعقدت صباح يوم أمس الدورة الرابعة
للحوار الاستراتيجي العربي الصيني، والتي كرست لمناقشة القضايا السياسية التي تهم الجانبين
بغرض تنسيق وتكامل المواقف العربية الصينية.
كما ركزت المناقشات على القضايا الساخنة
في المنطقة العربية ومنها القضية الفلسطينية، والازمة اليمنية والأوضاع في كل من سوريا
وليبيا، ومواضيع التدخلات الايرانية ومكافحة الارهاب والتطرف، وابدى الجانبان العربي
والصيني مستوى عالي من التوافق في المواقف والتنسيق والتكامل.
وأكد الجانبان العربي والصيني على وقوفهم
الى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعم الحل السياسي في اليمن بناء على المرجعيات
التي توافق عليها الشعب اليمني والمجتمع الإقليمي والدولي، ودعم جهود الأمم المتحدة
في تحقيق السلام كمسار وحيد لحل الأزمة ودعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم
المتحدة إلى اليمن.
والقى مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية
الدكتور رياض العكبري كلمة أكد فيها على التزام الحكومة اليمنية بالحل السياسي لبناء
سلام مستدام في اليمن بناء على المرجعيات المتوافق عليها.. لافتا الى تطورات الأوضاع
في مدينة الحديدة والساحل الغربي.. مؤكدا أن الحكومة اليمنية والتحالف الداعم للشرعية
في اليمن اضطرا لاتخاذ قرار تحرير مدينة وميناء الحديدة بعد فشل كافة الجهود السلمية
لضمان انسحاب المليشيات من المدينة والميناء، ومنع استخدام الميناء كنقطة لدخول الأسلحة
الإيرانية الى اليمن، ولحماية ممرات التجارة العالمية جنوب البحر الأحمر من تهديدات
وممارسات المليشيات الحوثية.
كما أكد أن العمليات الميدانية تسير بصورة
مدروسة لضمان سلامة المدنيين وحماية المنشئات العامة والخاصة، ويرافقها عملية إنسانية
شاملة.. مشيرا الى أن الباب مازال مفتوحا للحل السلمي في مدينة الحديدة وذلك بانصياع
مليشيات الحوثي الانقلابية لمبادرات الأمم المتحدة بالانسحاب من المدينة والميناء،
وان ذلك سيشكل انتصارا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.