أخبار الإقليم

14 يونيو, 2018 08:42:00 م

إقليم عدن/خاص:
قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ان " ميليشيا الحوثي الانقلابية التي جاءت من غبار التاريخ كلعنة ستذهب كالغبار تشيعهم اللعنات ".
 
جاء ذلك في كلمة وجهها فخامة الرئيس للشعب اليمني بحلول عيد الفطر المبارك.
 
وأضاف " نؤكد لكم اننا لن ندخر أي جهد ومعنا جهود الأشقاء في دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في تخفيف معاناة ابناء شعبنا وأننا نبذل جهودنا للتعامل مع الوضع الإنساني والحفاظ على ارواح وممتلكات المدنيين كأولوية قصوى وفقا للقانون الإنساني الدولي وضمان تدفق المعونات الإنسانية لشعبنا الذي ندرك تماما كم قد انهكته الميليشيات وزادت من معاناته" .
 
وفيما يلي نص الكلمة :
 
نحييكم من العاصمة المؤقتة عدن الباسلة، مدينة السلام والتعايش ، وارض الصمود والكبرياء وبوابة العبور الى النصر الكبير ، مدينة المدائن وموطن النسيم وعرين الابطال ومفتاح النصر لليمن الكبير .
 
يطيب لي أن أتوجهَ إليكم جميعاً أينما كنُتم بالتهنئة القلبية الصادقة والمخلصة بهذهِ المناسبةِ الدينية الجليلة والغالية عيد الفطر المبارك، متمنياً لكم ولكل أبناءِ أمتنا العربيةِ والإسلامية صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً بإذن الله.
 
إنه عيد الفطر المبارك ، وعيد الانتصار الثالث لهذه المدينة الصامدة التي كسرت كبرياء الميليشيا الانقلابية وهي في عز قوتها ، وسيكون عيدا جديدا لانتصار جديد بتحرير محافظة الحديدة إن شاء الله من هذا المشروع الميليشياوي المتخلف والفاشل .
 
لقد كانت عدن باكورة النصر الذي صنعناه جميعا بدعم من اشقائنا في دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ، ونحن اليوم ومن على تراب هذه المدينة الملهمة نتطلع وبكل عزم وثقة وإصرار لصناعة نصر جديد بتحرير مدينة الحديدة، ومينائها الاستراتيجي، لننتزع اخر شرايين الحياة من جسد الانقلاب المتهالك، وتقدم كبير في مختلف الميادين والجبهات من صعدة الى ميدي ونهم والبيضاء وتعز ، لندفن اوهام الحالمين بعودة الخرافة والضلال والفوضى ، خرافة الحق الإلهي وضلال الإمامة المقيت وفوضى الميليشيات.
 
لقد عدنا، وكما يعود كل اصحاب الحق ، فليس هناك ما هو أبقى من الحق ، عدنا وكلنا أمل وثقة وعزيمة لنستكمل معا تحقيق الانتصار الكامل في معركتنا التي يشاركنا فيها إخوة اشقاء كرام ضمن التحالف الميمون بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ، معركة استعادة الدولة اليمنية وهزيمة الانقلاب وإبقاء اليمن في إطار محيطها العربي وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء لهذا الشعب العظيم ، واستئصال هذا الخطر المشترك الذي اراد ان يعصف بوجودنا ويهدد أمتنا العربية، والاستقرار العالمي ، مدعوما ومسنودا من نظام مارق دأب على تغذية الصراعات ونشر الفوضى في المنطقة كلها .
 
ولذلك كان الالتفاف الشعبي والمؤازرة العربية والإسلامية والاجماع الأممي والدولي رسالة واضحة للانقلابيين ومن يقف وراءهم ان سيادة الدول وخيارات شعوبها أقوى وأعتى من كل أسلحة الاستقواء وممارسات الإجرام وأن الشعوب بثقافتها وعراقتها وعروبتها هي التي ستبقى وسيذهب الزبد جفاء .
 
ودعوني أقول لكم، بثقة لا يشوبها أي شك، ان النصر قريب، بل وأقرب مما يتصوره الكثيرون، وسنطوي - بإذن الله ثم إصرارنا وثبات شعبنا - صفحة مؤلمة من معاناة مريرة قاساها شعبنا طوال أكثر من ثلاثة اعوام من هذا الانقلاب الوحشي والهمجي المتخلف، الذي عمل على تمزيق النسيج الاجتماعي الوطني، والتضحية باليمن وشعبها خدمة وقربانا لمشروع طائفي دخيل وغريب على شعبنا وقيمه وأخلاقه وثقافته انه مشروع ارساء التجربة الإيرانية المشؤومة في اليمن ، لكن شعبنا اليمني بتاريخه النضالي العظيم لم ولن يقبل بحكم السلالة والعنصرية والمناطقية والجهوية .
 
سنعود من جديد إلى السير في طريق المستقبل الذي رسمه اليمنيون جميعاً وتوافقوا عليه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وستغدو الدولة الاتحادية مخرجاً من أزمتنا ونهاية لحرب فرضت علينا نخوضها دفاعاً عن الشرعية والدولة ودفاعاً عن أمننا وأمن الأمة , بل ان الدولة الاتحادية صارت واقعاً ملموساً نعيش اليوم لبنات تأسيسها بسواعد أبنائها ، في عدن التي أهملت عن عمد خلال العشرين عاما الماضية و في سبأ المهمشة لعقود طويلة والمفترى على تاريخها و في حضرموت الخير التي اضطر أبناؤها للهجرة بحثا عن فرص الحياة خارج وطنهم المليء بالخير , وغداً في تهامة و على ايادي احفاد الزرانيق وكافة أبناء تهامة الذين تحولت أراضيهم إلى مزارع خاصة للفيد والاستغلال و في الجند منبع العلم والبطولة التي تتعرض للحصار و للتنكيل ثمنا لمواقفها النبيلة في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة ، و في أزال التاريخ والحضارة التي ظلم أبناؤها واستخدموا وقودا لمراكز الفيد والتسلط . ان المستقبل القادم لن يكون الا مستقبل العدالة و الشراكة بالسلطة والثروة في اليمن الاتحادي الموحد .
 
الاخوات والاخوة:
 
لا يخفى عليكم ما بذلناه من جهود صادقة ومخلصة لتجنيب الحديدة هذه العملية العسكرية، وحاولنا عبر كل الطرق، ولم ندخر أي وسيلة على المستوى الأممي والدولي، لاقناع ميليشيات الاجرام الدموية بالانصياع للحل السياسي السلمي القائم على المرجعيات الثلاث، والبدء بتسليم الحديدة ومينائها بموجب مقترح المبعوث الأممي ، لكنهم كعادتهم يثبتون كل مرة لشعبنا وللمجتمع الدولي والعالم أنهم أدوات قذرة في ايدي من يتحكم بها ويديرها، ولن يترددوا لحظة واحدة في احراق اليمن وشعبها في سبيل اوهامهم وخرافاتهم ومصالح داعميهم .
 
لقد استنفذنا كل الوسائل السياسية والسلمية، والجميع يعلم ذلك في الداخل والخارج، ولم يعد في الوسع الاستمرار في هذا الوضع المختل ، الذي ظلت هذه القوى المتطفلة تستنزف قدرات شعبنا في مشروع الاثراء الخاص ، وظلت تستخدم ميناء الحديدة لمصادرة ونهب المعونات الاغاثية وتمويل حربها العبثية وتهريب الصواريخ الباليستية والاسلحة القادمة اليها من ايران، وحولت الميناء إلى ما يشبه قاعدة عسكرية لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لابتزاز العالم .
 
وكيف لنا ان نواصل صمتنا ونحن نشاهد ان تهامة سلة غذاء اليمن، والغنية بثروتها ومواردها ينهش ابنائها الجوع والفقر، وتنتشر في مناطقها المجاعة والاوبئة، فيما خيراتها واموالها يتلاعب بها حفنة من قادة ميليشيات الحوثي الانقلابية لإثراء حساباتهم الشخصية وتمويل حربهم العبثية ، وبالمقابل تعميق مأساة الشعب اليمني الإنسانية وايصالها إلى مرحلة كارثية غير مشهودة في العالم الحديث.
 
لقد تأكد لنا أن كلفة الحرب بما فيها من أوجاع وآلام لن تكون أكثر من تكلفة هذا الوضع المختل على شعبنا ووطننا ، ولذلك كان قرارنا أن نمضي في تحرير هذه المدينة الاستراتيجية لتكون بوابة أخرى لانتصارات لن تتوقف حتى تسقط هذه الميليشيات ونستعيد كل شبر صادرته بقوة السلاح .
 
ومثلما كان الانتصار في عدن فاتحة للانطلاق نحو هزيمة وسحق انقلاب المشروع الامامي الظلامي والكهنوتي المستبد، فان انتصارنا الوشيك في الحديدة سيكون خاتمة للقضاء النهائي على الانقلاب، وبوابة استعادة عاصمتنا المختطفة، وبسط نفوذ الدولة على كل شبر في الوطن، لتتويج تضحيات الشهداء الابطال سواء في جبهات القتال او اولئك الضحايا الابرياء الذين امتدت اليهم الة القتل الرعناء للمليشيات الحوثية عبر جرائم القتل والتجويع والتعذيب وغيرها، وهو عهد قطعناه على أنفسنا اننا لن نفرط بدمائهم وتضحياتهم، وسنحقق غايتهم التي قدموا من أجلها ارواحهم في وطن آمن مستقر .
 
يا شعبنا اليمني الصابر والشجاع..
في هذا اليوم المبارك والمناسبة الدينية العظيمة، أجدد تأكيدي لكم جميعا أننا سنبذل كل ما في وسعنا من جهد لتنتهي هذه الغمة قريبا، ونعدكم بأن الفرج قريب، وبفضل تضافرنا وتكاتفنا وصمودنا في وجه اعداء الوطن والأمة تجاوزنا الكثير من التحديات والصعوبات، لكن الأهم هو ترميم كل ما تركته مليشيات الحوثي الانقلابية من دمار وخراب واوجاع اكتوى بها اليمنيون دون استثناء، ولقد وجهنا أجهزة الحكومة المختلفة والسلطات المحلية بمواصلة العمل على وضع الحلول والمعالجات السريعة لتحسين الخدمات الاساسية وتطبيع الاوضاع في المناطق المحررة، خصوصا في مجال الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطريق ، واعداد خطط طوارئ لبقية المناطق التي سيتم تحريرها، والاستعداد لمرحلة اعادة الاعمار الشامل على امتداد الوطن.
 
إنني أدرك ايها الشعب العظيم حجم المتاعب التي تعرضتم لها في كل مناطق الوطن جراء الممارسات السيئة لعصابة الانقلاب الهمجية، وما تعانونه من حصار وحرب ونهب للموارد وابتزاز للمواطنين وممارسة التعسف بكل اشكاله التي لم يعرفها اليمنيون في تاريخهم، وقصف المدن والاحياء السكنية، وعمليات الاختطافات والاخفاء القسري للآلاف من معارضي مشروعها وتعذيبهم بوحشية حتى الموت، وتفجير المنازل، وقمع الحريات وتكميم الأفواه وخنق حرية التعبير ومصادرة وإغلاق وسائل الاعلام، وتنفيذ اعدامات خارج القانون ، لم تبق جريمة لم ترتكب ، لم تبق نقيصة لم يقوموا بها ، لم يبق بيت لم يوجعوه .. لقد جاءوا من غبار التاريخ كلعنة وسيذهبون كالغبار تشيعهم اللعنات .
 
يا ابناء شعبنا الكريم :
 
نؤكد لكم اننا لن ندخر أي جهد ومعنا جهود الأشقاء في دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في تخفيف معاناة ابناء شعبنا وأننا نبذل جهودنا للتعامل مع الوضع الإنساني والحفاظ على ارواح وممتلكات المدنيين كأولوية قصوى وفقا للقانون الإنساني الدولي وضمان تدفق المعونات الإنسانية لشعبنا الذي ندرك تماما كم قد انهكته الميليشيات وزادت من معاناته .
 
كما نؤكد وبصورة دائمة أن الحرب لم تكن خيارا اخترناه ، بل فرضت علينا وعلى شعبنا ولابد من إنهاء هذه الآلام ، فهي ليست خيارنا بل خيار الفئة الباغية ، ويعلم الجميع كم مددنا ايدينا للسلام ، وكنا كلما اقتربنا خطوة نحو السلام ظنوه ضعفا ليرفعوا سقف مطالبهم ويعرقلوا الجهود ، كما لو أنهم قد استطابوا هذا الوضع الذي يزيدهم ثراء ومالا ويزيد الشعب فقرا وبؤسا .
 
أيها المواطنون الصامدون :
إننا جميعا في معركة مصيرية هامة ولن تتوقف إن شاء الله حتى نسترد كل شبر في هذا الوطن ، وامام هذا الهدف النبيل ندعوا الجميع إلى توحيد الجهود ورص الصفوف وتجاوز الخلافات الصغيرة حتى تحقيق هدفنا الكبير وهو عودة الشرعية وهزيمة الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن تحت ظل الدولة الاتحادية وجيشها الوطني الواحد دون اي ميليشيات او قوى خارج هذا الصرح العتيد ، جيش الوطن الكبير .
 
الإخوة المواطنون الاخوات المواطنات يا ابناء شعبنا في الداخل والخارج ..
واستغلالا لهذه المناسبة أبعث من عدن رسالة شكر وتحية تقدير نيابة عنكم إلى كل الأشقاء الأحرار الصادقين الذين شاركونا الهم والمصير في الوقوف معنا في محنتنا من اشقائنا في التحالف العربي بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة من الاشقاء في دولة الإمارات والسودان وكافة دول التحالف وكل الجهود الصادقة التي بذلت في سبيل نصرة الشعب اليمني في استعادة دولته .
كما هي وقفة إكبار لشهداء معركة العروبة والحزم والأمل الأبطال من أشقاءنا الأماجد أبناء المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين والسودان والمغرب وكل الاشقاء الذين شرفونا بأخوتهم، ونصرتهم ووقوفهم إلى جانبنا، لفي معركة المصير المشترك لمواجهة الأطماع الخارجية ويبقى واجب التحية والعرفان لأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يصنعون مع اشقائهم في التحالف العربي، بدمائهم وارواحهم انتصارات الوطن، ويعيدون مع كل تقدم ميداني الحياة والأمل للشعب اليمني في اقتراب الخلاص من كابوس الانقلاب ومشروعه الارهابي والطائفي المتخلف، ونقول لهم ان ما تسطرونه في جبهات الشرف والبطولة من انتصارات ساحقة هو للحفاظ على وطنكم وحاضركم ومستقبل ابنائكم الذين سيظلون يتذكرون بكل اجلال وتقدير تضحياتكم وبطولاتكم، وأشد على أيديكم بمزيد من الصمود والتلاحم ، فإن الوقت قد حان لاستكمال حسم معركة المصير والوجود لليمن وشعبها وامتها العربية.
 
الرحمة على ارواح كل شهداء الوطن الأبرار الذي قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة من أجل وطنهم وكرامة وحرية شعبهم.
 
والتحية للجرحى الميامين الذين نحس بأنينهم ونشعر بآلامهم ونبذل كل الجهد لعلاجهم وتأهيلهم، ونتمنى لهم الشفاء العاجل.
ولا ننسى الاسرى والمعتقلين والمختطفين في سجون مليشيات الانقلاب، ونؤكد اننا لن نتخلى عنهم ونولي قضيتهم اهمية ومتابعة خاصة حتى تحريرهم من قبضة الظلم إن شاء الله .
وأهنئكم وكل امتنا العربية والإسلامية قاطبة، بعيد الفطر المبارك.
وكل عام وانتم بخير،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته