إقليم عدن / كتب : فراس اليافعي
قرارات جديدة يثبت فخامة الرئيس عبدربه
منصور هادي من خلالها حنكته ودرايته الكاملة بتفاصيل المعركة التي يخوضها في مواجهة
المليشيات الانقلابية، وهي قرارات تتلاءم مع المعطيات على الواقع، وتواكب المرحلة الحالية
من هذه المعركة التي تستمر، ولن تنتهي إلا بانتهاء الانقلاب وعودة الشرعية.
اختيار خالد اليماني وزيراً للخارجية هو
أحد هذه القرارات، واليماني ليس دخيلاً على هذا المعترك، وهو جزء أصيل منه، ولديه خبرة
عميقة به، كما أن له باع طويل في العمل الدبلوماسي يمتد لنحو ثلاثة عقود، أما وجوده
اليوم ممسكاً بحقيبة الدبلوماسية اليمنية فهو وجود منتقى بعناية.
قرار الرئيس هادي، يعني اليوم أن اليماني
الذي قاد المعترك الدبلوماسي في واحدة من أهم جبهاته، وهي الأمم المتحدة، يتقدم الصفوف
اليوم ليتزعم هذا المعترك، فيصبح مايسترو الدبلوماسية اليمنية، وهو قرار حكيم من الرئيس
هادي، بعد أن أثبت اليماني صموده وقدرته في الملف اليمني في الأمم المتحدة.
قاد اليماني معترك الشرعية ببراعة.. رفض
الاعتراف بالحوثيين وطالب بتصنيفهم كجماعة إرهابية.. أصر على التمسك بقرارات مجلس الأمن
المتعلقة بالشأن اليمني، وأكد في نفس الوقت رغبة الشرعية اليمنية بالسلام وإنهاء الانقلاب،
وعندما دعا مجلس الأمن لفتح الموانئ والمطارات، أكد اليماني أنه لا يمكن أن تبقى تحت
سيطرة المليشيات الانقلابية، مشدداً دائماً منذ اندلاع الحرب على السيادة ودعم الشرعية،
وهي مواقف تتناغم كلياً مع مطالب الشرعية التي يعمل اليماني بصدق واجتهاد لأجل دعمها
وانتصارها في هذا المحفل المهم الذي يتواجد فيه، وهو المحفل الذي يمسك به اليوم الدكتور
أحمد عوض بن مبارك، حسب القرار المحنك للرئيس هادي، ولدى بن مبارك تاريخ طويل في معترك
الشرعية اليمنية، يشهد له فيه مؤتمر الحوار الوطني الذي أوصله بن مبارك إلى بر الأمان
لولا النوايا المبيتة للحوثيين بإفشال نتائجه عبر اختطاف الدكتور بن مبارك، ثم البدء
بخطوات الانقلاب الذي يحتضر اليوم في معاقله تحت بنادق الرجال في كل الجبهات على الأرض،
وفي خنادق الدبلوماسية التي كان بن مبارك مسيطراً على أحد أهمها، عبر منصبه كسفير لليمن
في الولايات المتحدة الأمريكية.
خطوتان هامتان إلى الأمام في معركة الشرعية
تحرك بهما فخامة الرئيس هادي اليوم عبر هذين الرجلين، وهما خطوتان ضمن خطوات أخرى حكيمة
وكثيرة يرسم خططها الرئيس هادي، عبر رجاله الأوفياء للمشروع الوطني الذي سينتصر، مهما
حاولت المليشيات الانقلابية إفشاله، وإن غداً لناظره قريب.