إقليم
عدن/خاص:
نظمت سفارتا اليمن والسعودية والأكاديمية الدبلوماسية بفيينا ندوة تحت
حول تحديات الأوضاع في اليمن.
وفي الندوة التي حضرها سفير اليمن هيثم شجاع الدين والسفير السعودي ابراهيم
الجندان وعدد كبير من الباحثين والدبلوماسيين والإعلاميين النمساويين والأجانب تحدث
وزير الإعلام معمر الإرياني عن الواقع السياسي والتداعيات التي أوصلت الأمور إلى ما
هي عليه ، مؤكداً أن ما يميز الحالة اليمنية عن باقي ملفات المنطقة هو المرجعيات الوطنية
والإقليمية والدولية المتفق عليها والمتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة
الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار ٢٢١٦.
وجدد التأكيد على أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل قد شكلت أساساً
لبناء الدولة المدنية الضامنة لحقوق كافة أبناء المجتمع اليمني ، كما ضمنت المبادرة
الخليجية وآليتها التنفيذية تحقيق انتقال سياسي سلمي وفقاً لآليات مزمنة تنتهي ببناء
الدولة الإتحادية الجديدة.
وأوضح الإرياني أن ميليشيا الحوثي الانقلابية كانت تبيت النية للانقلاب
على تلك المخرجات وأن هذا القرار أتخذ في إيران وليس في صعدة .. مشيرا الى تجربة حكومة
الشراكة الوطنية التي انقلبت عليها الميليشيات بعد اقل من شهرين علي تشكيلها وأن ذلك
قد أثبت حينها للجميع أن الميليشيات لا تؤمن بمبدأ الشراكة ولا بالحوار.
ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية حولت مناطق سيطرتها إلى سجن كبير تحاصر
فيه أبناء الشعب اليمني .
وجدد وزير الإعلام التأكيد على تمسك فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس
الجمهورية بخيار السلام والحرص على إنهاء معاناة اليمنيين ،وأن الحكومة ستقدم الدعم
لمهمة المبعوث الأممي مارتن غريفتث ، وطالب المجتمع الدولي الضغط على الميليشيات لتنفيذ
القرارات الدولية والذهاب الى خيار السلام الذي اثبتت ثلاث جولات من المفاوضات عدم
جدية هذه الميليشيات في الحوار.
ولفت الى ان الحكومة الشرعية تعمل في ثلاثة اتجاهات (استعادة الدولة ومكافحة
الاٍرهاب والتطرف وإعادة تطبيع الحياة في المحافظات المحررة وتغير الخدمات للمواطنين)..
لافتا الى أنه لولا التحالف العربي الداعم للشرعية لكانت ايران اليوم تتحكم بحركة الملاحة
الدولية في باب المندب ولاستخدمت اليمن لتهديد الأمن القومي لدول الجوار والأمن والسلم
الدوليين.
وأضاف قائلاً لا يمكن المقارنة بين جهود المملكة العربية السعودية وإيران
في اليمن ، فالمملكة قدمت التنمية والمساعدات عبر عقود من الزمن بينما قدمت إيران الموت
والدمار.
من جانبه قال وزير الأشغال العامة والطرق معين عبدالملك ان الحكومة تعمل
على تحقيق نموذج في المناطق المحررة باعتباره طريقاً لتحقيق السلام ، وتحدث عن معاناة
المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب نظام الجبايات المالية التي تفرضها الميليشيات
على المواطنين ، الأمر الذي تسبب في رفع أعداد المحتاجين للمساعدات الانسانية .
وتطرق الى مشكلة النزوح الداخلي من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الى
مناطق الشرعية وما يترتب عليها من أعباء كبيرة على الحكومة لتوفير الخدمات .. مشيرا
الى أن محافظة مأرب وحدها استقبلت اكثر من مليون نازح.
وحول الوضع الاقتصادي قال وزير الأشغال ان الميليشيات الانقلابية حاولت
تقويض النظام المصرفي اليمني الا أن وحدة الموقف الدولي تجاه البنك المركزي بالإضافة
الى الوديعة السعودية قد حدا من انهيار العملة اليمنية.
وأشار الى أن الحكومة حرصت خلال الفترة الماضية على ابقاء كافة الموانئ
مفتوحة بما في ذلك ميناء الحديدة بهدف تخفيف المعاناة الانسانية رغم استغلال الميليشيات
الانقلابية للاغاثة وعائدات الميناء في خدمة مجهودها الحربي ، وأكد أن الحكومة تعمل
ضمن خطة الاستجابة الانسانية الشاملة مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية على إيجاد
حلول عاجلة لفتح قنوات إيصال وتوزيع المواد الانسانية الى كافة المحتاجين ..
فيما جدد السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر التأكيد على أن الهدف
الرئيس للتحالف العربي لدعم الشرعية هو تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن من خلال استعادة
الدولة ومؤسساتها والعملية السياسية ..
وأضاف "ان الرئيس هادي بذل كل ما في وسعه لتجنيب اليمن خيار الحرب
الا ان الميليشيات الانقلابية تمادت في حربها ضد الشعب اليمني الامر الذي استدعى تشكيل
التحالف العربي بناء على طلب الحكومة الشرعية للبلاد ".
ولفت الى أن الميليشيات الانقلابية رفضت كل المبادرات الأممية بخصوص ميناء
الحديدة بهدف استمرار تهريب الصواريخ الباليستية والزوارق الموجهة عن بعد من إيران
والحصول على الموارد المالية واستغلال مواد الاغاثة الانسانية ..
وحول خطة التحالف للاستجابة الانسانية اوضح السفير السعودي أن الخطة تقضي
برفع حجم الواردات عبر زيادة عدد المنافذ ورفع قدرة موانئ عدن والمكلا والمخا وفتح
منافذ جديدة على الحدود مع المملكة وفتح ميناء جيزان السعودي أمام منظمات الإغاثة ،
بالإضافة إلى الجسر الجوي بين الرياض ومأرب ، وفتح ممرات آمنة لقوافل المنظمات الانسانية
.
في حين أكد الناطق الرسمي لقوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي
أن الحرب لم تكن خياراً وإنما ضرورة للحفاظ على اليمن والأمن القومي العربي بعد أن
فشلت كل الجهود السياسية لوقف العبث الحوثي ، وذكّر المالكي بتمادي الميليشيات الحوثية
في تنفيذ مناورات عسكرية على الحدود السعودية بعد رفضها الدعوة التي وجهتها المملكة
لكافة الأطراف اليمنية في بداية العام ٢٠١٥ للحوار في الرياض .
وأعتبر أن الميليشيات الحوثية تعمل على اطالة أمد الحرب باستخدام المدنيين
كدروع بشرية وتخزين الأسلحة في المناطق الأهلة بالسكان ، منوهاً بأن التحالف ملتزم
بكافة قواعد الاشتباك في حماية المدنيين اثناء العمليات العسكرية.