أخبار الإقليم

22 أبريل, 2018 04:28:12 م


اقليم عدن / خاص:

 ألقى السفير / رياض العكبري المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية، كلمة شاملة في الفعالية المخصصة لإحياء "اليوم العربي للتوعية بآلآم ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية".

وفي الفعالية التي جرت في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الأحد ،  ألقيت كلمة السيد احمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول، وعرضت أفلام وثائقية عن ماسي الإرهاب ومعاناة ضحاياه.

ويأتي تنظيم هذه الفعالية، تنفيذا لقرار مجلس الجامعة بجعل يوم 22 أبريل من كل عام يوما عربيا للتضامن مع ضحايا الإرهاب وللتذكير والتوعية بآلام وماسي الإعمال الإرهابية في وطننا العربي.

وأكد السفير رياض العكبري على "أهمية وضع التشريعات الخاصة بحماية ومساعدة، وضمان التعويض، والحق في نيل العدالة لضحايا الإرهاب من الشهداء والمخطوفين والمفقودين والمصابين والمتضررين جراء العمليات الإرهابية، ورفع الوعي العام في شان حماية ومساعدة ضحايا الإرهاب في الوطن العربي، خصوصا في ظل التحديات العربية والإقليمية والدولية الجسيمة الراهنة، وفي المركز منها انتشار وباء التطرف والإرهاب، الذي يستشري في أوصال الوطن العربي؛ فيقتل ويحرق ويذبح الأبرياء، ويدمر المنشآت والمؤسسات والمدن والأرض، وقبل كل شئ يفتك بالإنسان، كنتيجة مباشرة لانتشار الفكر المتطرف".

ودعا السفير رياض العكبري إلى "أن يكون التصدي لحقوق ضحايا الإرهاب الإنسانية والحقوقية القانونية، مكونًا أساسيًا في الجهود الحازمة الرامية إلى التصدي لمعضلة التطرف والإرهاب".

واستطرد المندوب الدائم قائلا " من المهم، ونحن في خضم المعركة لهزيمة التطرف والإرهاب، إيلاء عناية خاصة لاحتياجات ضحايا الإرهاب، وتوفير بيئة من الاحترام الذي يستحقونه، وتحقيق حقوقهم وفقا للقانون، ومنها الجبر والتعويض وحماية الكرامة والأمن والخصوصية والمساعدة في الإجـراءات الجنائيـة والحـق في العدالة ومعرفة الحقيقة والتذكر".

مشيرا إلى أن : من أهم احتياجات ضحايا الإرهاب الحاجة إلى الاحترام،  والاعتراف بحاجتهم الماسة إلى الدعم، من خلال توفير المعلومات والدعم العاطفي والنفسي والدعم العملي والدعم المتخصص. وتتسنم الأولويات الحاجة إلى الحماية، الحماية المادية والحماية من الإيذاء بكل صوره، والحق في الوصول إلى العدالة، والحق في الحصول على التعويض المناسب".

وأكد المندوب الدائم في كلمته على "ان التعويض الأكبر لآلام المتضررين من التطرف والإرهاب، هو العمل الجاد من اجل منع وقوعهما ولجمهما، والحد من تأثيرهما وقدرتهما على مواصلة  الإيذاء والتدمير".

وقال: " تبرز الأهمية القصوى لامتلاك استراتيجيات فكرية وثقافية وسياسية وإعلامية تتصدى للتطرف والإرهاب بفعالية ومهنية وكفاءة، ورفع مستوى التنسيق العربي في مجال التوعية المجتمعية بمخاطر الفكر المتطرف، والعمل على ضمان خلو المناهج التعليمية من كل ما يدعو لترسيخ الأفكار المتطرفة، والتركيز في مناهج التعليم على قيم التسامح والعدالة والسلام، وتجريم الظلم، ونبذ العنف، وبناء انساق معرفية تستند على تعزيز مبادرات التفكير  النقدي والبحث العلمي".

 وقال السفير رياض العكبري: "لقد أضحى غول التطرف والإرهاب تهديدا مباشرا لكيان الدولة الوطنية العربية، يسهم في تغذية النزعات الطائفية والمذهبية، وإشاعة الفوضى والدمار، وتدمير الاقتصاد وإعاقة التنمية. ان منهج إشاعة التطرف والغُلو، ومن ثم العنف والإرهاب، يستهدف فئة الشباب تحديدا، اي انه يستهدف المستقبل العربي".

ودعا المندوب الدائم الى وضع "استراتيجيات عربية وبرامج تنفيذية، وفقا لمقاربات جديدة ومتجددة، ومخاطبة جذور المشكلات والظواهر وأسبابها الفكرية والثقافية والاجتماعية، وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية لإنشاء منظومة عربية متكاملة لمحاربة التطرف والإرهاب. والتركيز على تعميم ثقافة السلام والتسامح ومنهج الوسطية في الفكر العربي.

وتشجيع مشاركة المجتمع المدني العربي في حملة مكافحة التطرف والإرهاب، وتأسيس خطاب ديني جديد".

واستعرض المندوب الدائم الوضع في اليمن والعمليات الإرهابية المليشاوية الإجرامية، التي كانت حصيلتها ضحايا بالآلاف من كافة مكونات المجتمع وفئاته وشرائحه الاجتماعية". وتحدث عن "ويلات  العنف والحرب وهيمنة المليشيات الانقلابية،  المتوائمة مع آفة التطرف والإرهاب".

وشرح الآثار الناجمة عن الحرب واعتداءات المليشيات وقطعان التطرف والإرهاب  والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين، وعدد كبير من السواح الأجانب، ورجال الأمن، وإصابة الآلاف بإعاقات دائمة ومؤقتة. موضحا "أن الجماعات الإرهابية لا زالت تنشط، مستغلة اجواء وبيئة الحرب الدائرة، وضعف او انعدام حضور ونفوذ الدولة، التي اختطفتها المليشيات الانقلابية ودمرت مؤسساتها".

وتحدث السفير رياض العكبري عن "معاناة ضحايا الحروب والإرهاب من مشاكل صحية ونفسية، وحاجتهم إلى مساعدات إنسانية عاجلة، منددا بحرمان الأطفال من التعليم، وأقدام المليشيات الانقلابية على التجنيد القسري للأطفال، ما تسبب في مقتل وإصابة الآلاف منهم في جبهات القتال، غالبيتهم جئ بهم من مناطق تعاني من ظروف العوز والتخلف الاجتماعي".

وأضاف "العكبري" :  ان "الأطفال والتلاميذ في اليمن أضحوا من ضحايا الإرهاب السلوكي في المراحل التعليمية المختلفة. حيث تتعرض المناهج للتزييف، وتدهورت العملية التربوية - التعليمية الى أسوأ حالاتها، وبرزت ظواهر سلوكية غير سوية، كتنامي الاضطرابات النفسية، والتعدي اللفظي والبدني على المعلمين، إضافة لانتشار تعاطي المخدرات والمسكرات، وظواهر اللامبالاة والعصبية، وعدم الانضباط والانطواء والعدوانية، والغش في الامتحانات، وانخفاض مستويات الثقة بالنفس، والاكتئاب والشعور بالخوف، والتسرب من المدارس، او دفعهم عنوة لترك المقاعد الدراسية، والاستخدام السئ للإنترنت  ووسائل الاتصال الاجتماعي".

وأورد السفير رياض العكبري حقيقة ان  "الارهاب وجد ضالته في الظروف الغير مستقرة الاستثنائية التي تمر بها البلدان العربية التي تفترسها النزاعات المسلحة، وإضعاف أو إزاحة الدولة الوطنية عن تأدية وظائفها".

ودعا "العكبري"  الى "تعزيز المشاركة المجتمعية في إحلال السلام ودعم الاستقرار، وتحقيق برامج الوقاية والحماية والمشاركة والإغاثة والمعافاة، وإعادة الإدماج، والتوعية بالعدالة والحقوق، وتقديم المساعدة المتكاملة والمتخصصة لضحايا الإرهاب في المجتمعات العربية، خصوصا تلك التي تقع تحت ويلات الاحتلال والاستيطان، والنزاعات والحروب، والتطرف والإرهاب، أو في مراحل ما بعد النزاعات".