أخبار الإقليم

25 أكتوبر, 2014 12:56:31 م

أخبار الإقليم /كتب ـ صالح العوذلي:


اليمنيون يدركون منذ الوهلة الأولى ان الرئيس الذي تم خلعة بموجب المبادرة الخليجية , قد حكم البلاد عبر الأعراف القبلية المتوارثة والمبنية على ظلم والقهر للضعفاء تارة , وتارة أخرى على تصفية خصومه.


 


 الرئيس الذي وقع الوحدة مع الطرف الأخر رئيس اليمن الجنوبي علي سالم البيض في تسعينات القرن الماضي , انقلب على كل المواثيق والمعاهدات ولعل ابرزها , وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في دولة الاردن الشقيقة.


 


(صالح) الذي دفع بوزير العدل في الحكومة اليمنية حينها عبدالوهاب الديلمي الى إصدار فتوى دينية تجوز قتال الجنوبيين باعتبارهم كما نصت تلك الفتوى (كفرة وملحدون) , وجند عناصر تنظيم القاعدة العائدة من افغانستان بزعامة رجل الدين اليمني عبدالمجيد الزنداني , تجيشهم الى جانب القبائل اليمنية الاخرى , وقتال الجنوبيين واحتلال الدولة المدنية الأولى التي كانت قائمة في عدن.


 


ومارس صالح مع مختلف القوى عملية نهب وسلب لكل ما هو جنوبي وتم تغيير كل المعالم الأثيرية والتي كانت ترتبط بدولة اليمن الجنوبي , في حين ان القادة العسكريين الموالين لهم مارسوا عملية نهب واسعة للأراضي والمصانع , وتم البسط عليه بقوة ونشوة الانتصار التسعيني.


 


 


 


لم يجد المخلوع , وهذه اجمل توصيف له عقب الاطاحة به من الحكم الذي امتد لأكثر من ثلاث سنوات , اي اعتبار في العودة الى المشهد السياسي من خلال الدفع بعناصر القاعدة التي كشفت كل الدلائل انها من صنيعته , وتخريب  وكان يدير الحكم عبر الاعراف والاسلاف القبلية التي تقام على الظلم والقهر للضعفاء , حيث اكتشف النظام الجنوبي الذي وقع وحدة دون اي دراسة مسبقة لذلك على ان الحكم السائد في صنعاء هو للقبيلة وبذات قبيلة حاشد وبكيل , حيث انه وفي حالة وقام احد افراد قبيلة ما تقوم القبيلة بتحكيم أسرة الضحية بأطلاق النار في الهواء وذبح ثور امام منزل الشخص المجني عليه , ويقوم شيوخ القبائل بإجبار اسرة الضحية على التنازل في دمه بما يسمى بجاه القبيلة وبهذا الحكم تكون القبيلة قد ارتكبت خطأين الأول اهدار دم انسان والثاني اهدار دم حيوان , والمجرم هو العرف القبلي الذي لا يزال سائدا الى اليوم في مختلف المناطق اليمنية الشمالية.


 


 


 


دفع علي عبدالله صالح وبشهادة كتاب عرب بالحوثي لاجتياح صنعاء واحتلالها ونهب كل اسلحة الجيش اليمني والسيطرة على مقرات حكومية وحزبية وسيادية في الدولة , حيث باتت صنعاء يديرها رجال قبليون غير متعلمين , واغلبهم اطفال في العاشرة من اعمارهم.


 


 يحاول صالح من خلال السيطرة الحوثية وسقوط البلاد في مستنقع الحرب الطائفية ان , يعود للحكم من جديد كمنقذ للبلاد من اتون الصراعات التي تسبب فيها هو.


 


نشاهد اليوم في اليمن يقتل كل يوم بل كل ساعة العشرات من المدنيين والاطفال الذين ليس لهم ذنب غير انهم وجدوا في بلد تنازعه الصراعات المحلية والاقليمية.


 


اليمن لن يتعافى الا برحيل صالح ومنظومة حكمه الى الخارج او الى المحاكم.