أخبار الإقليم

24 أكتوبر, 2014 01:54:16 م


 


أخبار الإقليم  / عبدالله الحضرمي - عمر باعوم:


لعل عنوان التقرير مزلزلاً لذلك قد يضن البعض إنها محاولة من معدي التقرير لشد القارئ وجذبة إليهم ليقرأ تقرير باهتا عن قضية فساد كالعادة تلك القضايا التي أغرقت بها حضرموت ولكنني هنا ادعوا القارئ دعوة صادقة لقراءة التقرير ومن ثم يصنف له عنوانا مناسباً ويصنف هذه الحالات وإيجاد لها مصطلح جديد غير مصطلح "الدحبشة"  كون الحالات تختلف تماما عن ما عهدناه من المتدحبشين على اعتبار"الدحبشة أسلوب وصفة سيئة وليست حكرا على منطقة معينة" .. فلعل الحقيقة موجعة لذلك تعمدنا أن لا نزيد من الألم .. إلى التقرير..



يومي 7 و 8 من سبتمبر تشييد المستقبل لحضرموت


 


تناقلت وسائل الإعلام المختلفة الحكومية والخاصة أنه في يوم الأحد الموافق السابع من سبتمبر2014م قام الأخ محافظ المحافظة ومدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وعدد من المسئولين بافتتاح الثانوية النموذجية للبنين بالمكلا وبهذا الافتتاح يدشن العام الدراسي الجديد 2014 – 2015م  .. عام جديد دشن من هذه الثانوية النموذجية التي يتمنى كل طالب علم أن يتتلمذ فيها كونها لا تقبل إلا المتفوقين سلوكا وتعليماً .. واستبشر كافة أبناء حضرموت بالعام الجديد خيراً .


أما في اليوم التالي أي الثامن من سبتمبر لم يتوقف ذلك الرقي بالإنسان الحضرمي تعليما حتى تنشر وسائل الإعلام خبراً مفاده افتتاح مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة ليكتمل المشهد تماما حيث نشرت الصحف والمواقف ذلك الخبر واستعرضته وكالة سبأ كالتالي " افتتحت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور ومحافظ حضرموت خالد الديني اليوم في المكلا مكتب وزارة حقوق الإنسان بالمحافظة ".


وأضافت الوكالة" حضر الافتتاح وكيل المحافظة المساعد لشؤون الفنية المهندس محمد العمودي ورئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة فائزة بامطرف وعدد من المسئولين" .


وفي السابع عشر من سبتمبر ومن عدن طلت علينا بشارة أخرى من عدن عبر وزيرة حقوق الإنسان قائلة " بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين تأثيث مكاتب إقليمي عدن – حضرموت " .


حتى اكتملت الصورة في بناء مستقبل مشرق للإنسان الحضرمي .. تعليما نموذجيا ومكتباً تم تأثيثه من المفوضية السامية للأمم المتحدة سيهتم بالإنسان الحضرمي الذي لطالما بح صوته وهو يتحدث عن حقوقه المسلوبة ويشكي اضطهاد يحيق به ولا يلقى من ينصت إليه .. نعم أن مثل هكذا أعمال لا يقوم بها إلا المخلصين الصادقين مع الله ومع مواطنيهم .. ولكــــن هل كل ما سرد حقيقة أم إنها مجرد كذبات وفرقعات إعلامية !! بالطبع من المستحيل ان يستوعب العقل ذلك كون الأخبار التي تلقاها الجميع مزودة بصور فوتوغرافيه .. فإلى الحقيقة كعادتنا .


حقيقة يوم السابع من سبتمبر :


ما تم ذلك اليوم هو عملية افتتاح ثانية لذات المبنى ففي المرة الأولى نقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ يوم 12 مايو 2014م خبراً مفاده " افتتح وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون مديريات الساحل ناصر سالم بلبحيث ومعه وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه علي الحيمي ومدير مكتب التربية والتعليم بالساحل جمال سالم عبدون اليوم بالمكلا روضة فاطمة الناخبي بمنطقة المتضررين بفوّه بتكلفة 104 ملايين ريال. "


أي أن الافتتاح الثاني لذات المبنى لثانوية نموذجية في أقل من خمسة أشهر وهذه المدة لا تكفي لأن يكبر الطفل حتى يصل لمرحلة الثانوية ومقولة في اليمن توقع كل شي لا تصل إلى هذه الدرجة .. ولكن لماذا لم يتم استغلال المبنى للغرض الذي بني من أجلة !! هنا تقع الكارثة الحقيقية .. فهذا المبنى يقع وسط حي سكني واسع ويجاوره من الجهة الشمالية مدرسة أساسية للبنات .. أما من الجهة الغربية مبنى الاستخبارات العسكرية .. نعم مبنى الاستخبارات .. ذلك المبنى الذي يجتمع مع مدرسة لتعليم البنات تم إضافة لهم الثانوية .. ليكون ثلاث مباني مرفقين للتعليم ومرفق عسكري مستهدف يجمعهم سوراً واحدا .. وما يزيدني ألما أنني سألت احد المجاورين للثانوية عن عزوفهم لإرسال أطفالهم للروضة ؟


فانفجر غاضبا قائلا " إذا كنا نحن الكبار نمر من أمام المبنى ونحن خائفين .. هذولا –أي المسئولين- ليس فيهم ذرة حياء يقولون نحن في حرب مع مجموعات إرهابية لا تفرق بين طفل وشيخ ويبقون مبانيهم المستهدفة بين التجمعات السكنية ويبحثون لهم عن دروع بشرية من الأطفال والأبرياء تحميهم "


تلك الكلمات لم تصل إلى أذاني ولكنها كانت كالخنجر الذي غز قلبي .. ماذا دهاكم يا مسئولينا أليس هولاء التلاميذ والأهالي أمانة في أعناقكم ستحاسبون على التقصير والإهمال في تأمين حياتهم يوم الحساب ؟ فلماذا توغلون في تعريض حياتهم للخطر ؟ الم يكن الأجدر بكم أن تخرجوا هذا المعسكر من المدينة لتضعوا مكانة روضة أطفال ويكتمل المجمع التعليمي أو توسعون مدرسة البنات التي يتضح من الصورة أن أربعة طلاب على طاولة لشخصين !!


لذلك فإنني أجزم أن حقوق الإنسان ومكتبها في حضرموت سيتبنى إخراج المعسكرات من المدن .. فاليوم حضرموت لديها مكتب لحقوق الإنسان .. فهذا المكتب سينصفنا أن لم تنصفنا قوانينكم .. إلى مكتب حقوق الإنسان بحضرموت .


حقيقة يوم الثامن من سبتمبر :


أعتدنا في مرحلة صالح أن تكون المشاريع التي تتبناها الدولة هي في وضع حجر أساس حتى امتلأت المساحات بأحجار الأساس ولا نرى شي ينفذ وكانت المعارضة اليمنية حينها تطلق صفة صاحب الحجر على صالح ومن عمل معه .. لذلك استنهضوا الهمم حتى يخرجون ذلك الطاغية الفاسد ويبنون مستقبل جديد إلا إنهم –الثوار- لم يستطيعوا إزاحة صالح كاملاً ليقتسموا معه الحكم وكان من نتاج تلك الثورة وزير حقوق الإنسان .. التي اجتمعت يوم الثامن من سبتمبر من وصفتهم سابقا أركان حكم صالح ليفتتحا مكتب حقوق الإنسان في حضرموت .. ليبتكرا لنا أسلوبا جديدا لم نعهده .. مكتب حقوق الإنسان في حضرموت مجرد وهـــم ولعبة لعبوها السلطة والمعارضة على أبناء حضرموت فمنهم من تورط مشاركا في تلك اللعبة ومنهم من تورط بالصمت .. فهنا سيخطر بال كل متابع رأينا صور قص الشريط فهل ستكذب أعيننا .. نعم تم قص شريط مكتب ولكن في الحقيقة لم يكن ذلك المكتب سوى ... .


مكتب مدير عام الأشغال العامة والطرق في المحافظة الذي قصوا الشريط فيه وتم إيحاء للجميع انه تم افتتاح مكتب لحقوق الإنسان بالمحافظة .. ذلك الإنسان الذي لم يحترموا حتى حقه في الحقيقة وزيفها حماة الحقوق ولا ادري ما هي الأسباب التي دفعتهم لإيهام الحضارمة بفتح مكتب لحقوق الإنسان .. قد يكون هذا الوهم ليس الحضارم المستهدفين منه بل الأثاث الدولي .. من يعلم فالعلم عند المسئولين جميعا أسألوهم لعلهم يجيبونكم .



بهذا الاستقصاء الصحفي أكتفي بنموذجين يجسدان لحضارمة الداخل والخارج وفاء ونبل المسئولين لأبنائهم وأخوتهم تلكم المسئولين الذين يرسمون مستقبلاً جميلا على سطح الماء لتستند عليه الأجيال الحالية واللاحقة إن لحقت أجيال .


صحيفة (الحقيقة) الأسبوعية