أخبار الإقليم

18 مارس, 2017 03:15:26 م


 

اقليم عدن / خاص:

قال  الصحافي اليمني ورئيس حملة “شكرا إمارات الخير” فراس اليافعي في تصريح لـ”العرب” قيمة ذلك الدور في تعدّد أوجهه من المشاركة في التحرير إلى مكافحة الإرهاب وبسط الاستقرار إلى الإغاثة وإعادة الإعمار، واصفا دور الإمارات بـ”المتكامل” ومعتبرا أنّه سيكون “ضروريا لإعادة بناء اليمن في مرحلة ما بعد التمرّد”.

دولة الإمارات العربية المتحدة التي جعلت من بسط الاستقرار في اليمن وإعادة مظاهر الدولة إليه هدفا نهائيا لمشاركتها في تحريره من المتمرّدين الحوثيين وحمايته من تحرّش التنظيمات الإرهابية، طبّقت في مسعاها لتحقيق ذلك الهدف، نموذجها المعروف برهانه على الإنسان وربطه بين التنمية والاستقرار، فكانت النتيجة حملات عاجلة لإغاثة السكان وورشا مفتوحة لإعادة الإعمار دون انتظار نهاية الحرب.

إغاثة إماراتية دائمة

حوّلت دولة الإمارات العربية المتحدة دورها في اليمن إلى عملية إنقاذ شاملة تجاوزت بكثير مجرّد الانخراط في الجهد العسكري للتحالف العربي بمواجهة تمرّد الحوثيين وإرهاب تنظيم القاعدة، لتمتّد إلى انتشال اليمنيين من أزمتهم الإنسانية متعددة الأوجه والمظاهر، والتدرّج في إعادة مظاهر الحياة الطبيعية بإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق المحرّرة وترميم البنى التحتية، والمساعدة في بسط الأمن والاستقرار فيها وصولا إلى إعادة تركيز مظاهر الدولة.

واستوحت هذه الدولة الخليجية معالجتها للملف اليمني من نموذجها الناجح داخليا والقائم على اعتبار الإنسان محورا ومدارا لأي عمل تنموي، وعلى عدم الفصل بين التنمية وبسط الاستقرار ومقاومة التشدّد والإرهاب.

 

وأصبح الجهد الإماراتي في اليمن بمثابة آلة إغاثية وتنموية مواكبة لعمل الآلة العسكرية المتصدية لجهود التحرير ومواجهة الإرهاب.

وعلى هذا الأساس لم تؤجّل الإمارات ملفات تأهيل البنى التحتية وترميم المرافق الأساسية وإعادة الخدمات إلى ما بعد التحرير، بل كانت المساعدات العينية من أغذية وأدوية ومعدات طبية ووسائط نقل، إضافة إلى فرق الخبراء والفنيين في عدةّ اختصاصات، تتدفق على المناطق اليمنية المحرّرة، فيما القوات الإماراتية تقارع المتمرّدين والقاعدة في أكثر من جبهة مقدّمة دماء عدد من جنودها ومنتسبيها.

مسؤولون وقادة رأي يمنيون: الدور الإماراتي ضروري لإعادة بناء اليمن في مرحلة ما بعد التمرد

وتظهر الأرقام حجم الجهد الإماراتي في نجدة اليمنيين ومساعدتهم على تجاوز ظروفهم الصعبة واستعادة نسق حياتهم العادي من خلال تأهيل البنى التحتية المتضرّرة من الحرب وإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق.

وبلغت قيمة ما قدّمته الإمارات من مساعدات متنوعة لليمن في ظرف 12 شهرا قرابة النصف مليار دولار أميركي.

ولمّا كان اختيار اليمنيين على مدينة عدن كبرى مدن جنوب البلاد عاصمة مؤقتة للبلد، ومنطلقا لإعادة تركيز سلطان الدولة ومدّه بالتدريج إلى المناطق الأخرى، فقد استأثرت هذه المحافظة بادئ الأمر بقدر وافر من المساعدات الإماراتية الغذائية والطبية العاجلة قبل أن تطلق الإمارات عملية أوسع لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وإعادة إمداد المناطق بالماء والكهرباء.

وتوسّع برنامج إعادة إعمار عدن ليشمل فكّ عزلتها بتأهيل مطارها وتأمينه وتشغيله. وركّزت الإمارات جهودها لتطبيع الحياة في اليمن على عدد من القطاعات الحيوية من مياه وصحّة وتعليم وأمن.

 

وبلغ حجم الإنفاق الإماراتي على ترميم البنى التحتية التعليمية اليمنية 161.82 مليون درهم. وشمل ذلك تقديم مساعدات مدرسية متنوعة لمختلف مديريات حضرموت، وإعادة إعمار وترميم 154 مدرسة في عدن ولحج، ودعم مدارس عدن بـ915 جهاز كمبيوتر، وصيانة أكثر من 300 مدرسة في عدّة محافظات، بينما تولّت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تمويل عملية تأهيل جامعة عدن.

وفي القطاع الصحّي بذلت الإمارات 48.5 مليون درهم لتأهيل وصيانة 14 مؤسسة صحية يمنية من بينها 5 مستشفيات كبيرة و9 عيادات، وخصصت 4 ملايين درهم لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، و5 ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ومختلف المركبات المستخدمة في المجال الطبي.

ولما كان الأمن ركيزة أي عمل تنموي وأساس الحفاظ على أي منجز، وجّهت دولة الإمارات جزءا من جهودها في اليمن لتوفير مستلزمات بسط الأمن والاستقرار.

وفضلا عن دورها في إعادة تأهيل الجيش اليمني وتخريج كوادره وضباطه وتدريب جنوده وإمداده بالمعدّات اللاّزمة، أولت اهتماما بترميم وصيانة مقرّات الشرطة ومراكزها وتجهيزها بمختلف المعدّات وتوفير وسائل النقل لمنتسبيها.

وفي قطاع المياه قامت الإمارات بتأهيل وتجهيز العشرات من الآبار وترميم شبكات النقل لتمكّن ما يزيد على نصف مليون نسمة من الحصول على المياه النقية.

ورافق الجهد الإغاثي الإماراتي جهود تحرير اليمن منذ انطلاقها وواكبها في تقدّمها نحو المناطق الاستراتيجية على الساحل الغربي للبلد. ولدى تحرير مدينة المخا بمحافظة تعز حيث يوجد أقدم ميناء يمني لا يفصله عن مضيق باب المندب الاستراتيجي سوى قرابة الستين كيلومترا سارعت فرق الإغاثة الإماراتية إلى إيصال عشرات الآلاف من السلال الغذائية المتكاملة ومعدّات الإيواء إلى سكان المدينة الذين عانوا الحرب والحصار من قبل المتمرّدين طيلة أشهر.

وامتدت جهود الفرق الفنية الإماراتية لإعمار البيوت السكنية الخاصة بعد تخليصها من الألغام وشراك التفخيخ التي نصبها المتمرّدون فيها حين كانوا متحصنين بها. كما قامت الإمارات في ظرف وجيز بتجهيز المستشفى المحلّي وترميم شبكة الكهرباء وقنوات توصيل المياه.

ويمثّل الملف الصحّي في اليمن، حاليا، مصدر انشغال كبير للمنظمات الدولية، في ظل مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

وتفاعلا مع ذلك بدأت الإمارات برنامجا لمكافحة تلك الأوبئة والأمراض، وشرعت في تنفيذه بشكل فوري من خلال توزيع هيئة الهلال الأحمر لعشرات الآلاف من الناموسيات المشبعة بمبيد الحشرات في محافظة أبين حيث سجّلت بعض حالات الإصابة بالملاريا.

وتعكس تصريحات المسؤولين وقادة الرأي والإعلاميين اليمنيين أهمية الدور الإماراتي في بلادهم.

 

العرب  [نُشر في 2017/03/18، العدد: 10575، ص(3)]