أخبار الإقليم

30 أكتوبر, 2016 04:07:06 م

 إقليم عدن/خاص:

دخل المسار السياسي في اليمن منعطفاً حرجاً مع رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للخطة التي أعدّها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كخارطة طريق لحل سلمي في البلاد، وهو التطور الذي يضع البلاد أمام احتمالات مفتوحة، بما فيها عودة التصعيد العسكري، أو تعديل الخطة لتنال قبول أطراف الشرعية، بالإضافة إلى إمكانية حصول ضغوط دولية على الجانب الحكومي للقبول.

ولم يكن رفض الشرعية للخطة مستغرباً، بما تحمله من بنود جاءت كاستجابة لمطالب الانقلابيين. وأكدت مصادر قريبة من الرئاسة اليمنية، لـ"العربي الجديد"، أن هادي وخلال لقاء جمعه بالمبعوث الأممي في العاصمة السعودية الرياض، رفض استلام نسخة مكتوبة من خارطة الطريق التي تضم مقترحات لاتفاقية شاملة وكاملة في الجوانب الأمنية والسياسية، بعد أن تداولت وسائل الإعلام في الأيام الماضية نسخة مسربة من الخطة التي سلمها ولد الشيخ أحمد، يوم الاثنين الماضي، لوفد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم في حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

" وفي الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء اليمنية بنسختها الحكومية، قارن هادي، خلال لقائه مع المبعوث الأممي بحضور نائب الرئيس علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، بين المبادرات السابقة والخطة الجديدة المطروحة قائلاً إن "الرؤى المقدمة من المبعوث الأممي خلال الجولات (السابقة) رغم عدم شموليتها على ما يفترض أن يكون اتساقاً وانسجاماً مع المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216، إلا أنها كانت تهتدي وتتبع ولو اليسير من المعقول والمنطق، على العكس تماماً مما يقدم اليوم من أفكار تحمل اسم خارطة الطريق وهي في الأساس بعيدة كل البعد عن ذلك، لأنها في المجمل لا تحمل إلا بذور حرب إنْ تم استلامها أو قبولها والتعاطي معها، على اعتبار أنها تكافئ الانقلابيين وتعاقب في الوقت نفسه الشعب اليمني وشرعيته التي ثارت في وجه الكهنوت والانقلابيين الذين دمروا البلد واستباحوا المدن والقرى وهجروا الأبرياء وقتلوا العزّل والأطفال والنساء". ولفت إلى أن "الشعب اليمني الذي ندد بتلك الأفكار أو ما سمي بخارطة طريق (جاء موقفه) ليقينه بأنها ليست إلا بوابة نحو مزيد من المعاناة والحرب وليس خارطة سلام أو تحمل شيئاً من المنطق تجاهه".

كما أشارت الوكالة إلى أن "قيادات الدولة كافة" عبّرت خلال الاجتماع مع ولد الشيخ أحمد "عن عدم قبولها أو استيعابها لتلك الرؤية والأفكار التي رُفضت وترفض مجتمعياً وسياسياً وشعبياً ومن كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي عبّرت صراحة عن موقفها المعلن تجاه ذلك". وتمنى هادي "على المبعوث الأممي أن يكون مدركاً ومستوعباً لمتطلبات السلام في اليمن الذي لن يتأتى إلا بإزالة آثار الانقلاب والانسحاب وتسليم السلاح وتنفيذ ما تبقى من الاستحقاقات الوطنية".