أخبار الإقليم

14 أكتوبر, 2014 10:35:14 ص


أخبار الإقليم / عرفات مدابش :


قالت مصادر محلية في محافظة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي الحوثي اقتحموا مقر المحافظة (مقر العمدة) واجتمعوا مع محافظ المحافظة، صخر الوجيه، لعدة ساعات، في الوقت الذي يحاولون فيه الاستيلاء على الميناء الذي يبعد أقل من كيلومتر من مقر المحافظة. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة المتمردة اقتحمت أمس مقر المنطقة العسكرية الخامسة في باجل بمحافظة الحديدة واستولت على أسلحة ثقيلة وذخائر. وتبعد باجل نحو 60 كيلومترا من عاصمة الحديدة.


وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد على محاولتهم السيطرة على مناطق كثيرة في محافظة الحديدة، في إطار محاولتهم التوسعية في كثير من المحافظات اليمنية وبسط هيمنتهم على المقار الحكومية. وسيطر الحوثيون على عدد من المحافظات اليمنية بينها العاصمة صنعاء وما زالوا يفرضون وجودهم بالقوة المسلحة في كثير من المناطق اليمنية وينشرون أفكارهم.


وذكر مصدر في «الحراك التهامي» لـ«الشرق الأوسط» أن «أبناء إقليم تهامة لن يقبلوا إطلاقا تمدد الحوثي في مناطقهم بأي صورة من الصور وأن المنطقة لن تكون مسرحا لنزعات سياسية أو مذهبية أو طائفية».


وقال عبد الرحمن شوعي، قائد «الحراك التهامي» لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يقوم به الحوثيون من محاولة تمدد في الحديدة هو عملية استفزاز للحراك والمواطنين»، وإن «الحديدة لن تكون مثل صنعاء، لأنها محافظة مسالمة ولا تميل إلى العنف وأن عليهم سحب مسلحيهم»، وأكد القيادي الأول في «الحراك التهامي» أن أبناء «المنطقة سوف يكون لهم رد قوي على تصرفات الحوثيين إن لم ينسحبوا»، وأكد شوعي أن «الحراك التهامي» لديه «القدرة والإمكانية للوقوف في وجه أي جهة تحاول فرض سيطرتها ومذهبها على المحافظة»، في إشارة إلى الحوثيين الذين دفعوا بمئات المقاتلين المسلحين إلى الحديدة، وأشارت مصادر تهامية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحوثيين يستخدمون الشباب المراهقين، في كل المحافظات، من أجل الوصول إلى السلطة، وتوقعت المصادر التهامية أن يقوم الحوثيون، خلال الأيام المقبلة، بالسيطرة على عدد من المنازل والمقار الحكومية في الحديدة وأيضا استخدام الميناء من أجل إدخال شحنات أسلحة إلى البلاد بعد سيطرتهم على الأوضاع.


وخلال الأشهر الماضية، سيطر الحوثيون على محافظة عمران ومن ثم العاصمة صنعاء، إضافة إلى سيطرتهم على محافظة صعدة بالكامل وهي مقرهم الرئيس وعدد من المحافظات الشمالية، في حين تشير المعلومات إلى سعيهم الحثيث للتمركز على منطقة ساحلية على البحر الأحمر، وتتهم السلطات اليمنية إيران بدعم المتمردين الحوثيين، غير أن معظم التقارير المحلية تؤكد وجود تحالف قوي بين مناصري الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي من أجل الإطاحة بالخصوم السياسيين في الساحة اليمنية.


من جهة اخرى أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، قرارا بتكليف مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، خالد بحاح، لتولي مسؤولية تشكيل حكومة جديدة، في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد، بعد أيام من رفض الحوثيين المرشح السابق لرئاسة الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في حين أكدت مصادر محلية استيلاء ميليشيا الحوثيين على مقر محافظ الحديدة، فيما يزحفون للاستيلاء على الميناء وهو ثاني أكبر موانئ البلاد. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة المتمردة اقتحمت مقر المنطقة العسكرية الخامسة في باجل بمحافظة الحديدة واستولت على أسلحة ثقيلة وذخائر.


ويعد بحاح ثاني رئيس للحكومة بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والتي كان يرأسها محمد سالم باسندوة. وتأتي هذه التطورات في ظل الجدل في الساحة اليمنية بشأن تسمية رئيس الحكومة المنتظر، وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن اختيار اسم رئيس الوزراء جاء «بعد مشاورات مكثفة مع كافة الأطراف في الساحة اليمنية ومن بينها جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء». وأعلن الحوثيون موافقتهم على ترشيح بحاح رئيسا للوزراء.


وقال مراقبون وسياسيون لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح هادي في تعيين شخصية جنوبية يعد مكسبا قويا بالنسبة له. وينحدر المهندس بحاح من أصول حضرمية وشغل عدة مناصب وزارية، أبرزها وزارة النفط في 3 حكومات متتالية، في الوقت الذي كان يشغل فيه منصب مندوب اليمن الدائم في الأمم المتحدة.


وصرح أحد مساعدي هادي بأن اسم بحاح كان بين 3 أسماء اقترحها الحوثيون الأسبوع الماضي بعدما اعترضوا على قرار سابق بتكليف أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس بتشكيل الحكومة. وقال عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي للحوثيين إنهم يرون أن بحاح هو الشخص المناسب للمنصب، مضيفا أن تعيينه سيساعد البلاد على التغلب على الصعوبات التي تمر بها.


 


وبحاح من مواليد عام 1965 ودرس بجامعة بونا الهندية وعمل وزيرا للنفط قبل تعيينه مبعوثا لدى الأمم المتحدة. ويقول محللون إنه تكنوقراط ويتوقع أن يركز على السعي لتحسين الخدمات العامة في بلد يشهد اضطرابات سياسية منذ احتجاجات حاشدة عام 2011 أجبرت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على ترك السلطة.


ويجيء تعيين بحاح رئيسا للوزراء في إطار اتفاق لتقاسم السلطة وقعه الحوثيون الشهر الماضي مع أحزاب سياسية رئيسة أخرى في القصر الرئاسي. ويهدف الاتفاق لضم الحوثيين وجناح مجموعة انفصالية إلى حكومة ذات قاعدة أوسع.


وقال المحلل اليمني علي سيف إن بحاح يحظى بدعم كل الأحزاب السياسية الرئيسة في البلاد ولن يواجه على الأرجح عقبات في تشكيل حكومة جديدة قال إنها قد تخرج للنور في غضون أسبوعين. وأضاف سيف لرويترز أن تعيينه انفراجة كبيرة وأنه تكنوقراط أكثر من كونه سياسيا وهذا سيساعده.


صحيفة (الشرق الأوسط)