أخبار الإقليم

03 سبتمبر, 2016 02:06:11 ص

إقليم عدن/خاص:

شهدت محافظة صعدة اليمنية، معقل الميليشيات الحوثية الرئيس، مواجهات مسلحة بين فصيلين، في إطار الميليشيات سقط فيها قتلى وجرحى، فيما تواصلت المعارك في جبهات صنعاء وتعز والجوف ومأرب وحجة والبيضاء، في حين تواصلت الغارات على مواقع وتعزيزات الميليشيات في جبهات صنعاء والحديدة.

وفي التفاصيل، شهدت صعدة، المعقل الرئيس للميليشيات وزعيمها عبدالملك الحوثي، مواجهات داخلية مسلحة هي الأولى من نوعها بعد انقسام الميليشيات في ما بينها، بقيادة كل من عبدالملك الحوثي والقيادي في الجماعة عبدالله الرزامي، أحد أهم مؤسسي الحوثية في اليمن، والرافض لما قامت به جماعة عبدالملك الحوثي من انقلاب ضد الشرعية.

وذكرت مصادر محلية في صعدة أن الاشتباكات التي اندلعت في مناطق متعددة فيها، أدت إلى مقتل سبعة من مسلحي الطرفين، وإصابة العشرات، وأن الطرفين حشدا مقاتليهما في مناطق عدة من محيط صعدة المدينة، ما عده البعض بداية نهاية الميليشيات في المحافظة التي تعاني الأمرّين منذ ظهور مسلحي الجماعة الانقلابية في 2004.

والرزامي هو زعيم قبلي، ينحدر من قبيلة رزام، وهو من المؤسسين للحوثية مع حسين بدر الدين الحوثي وآخرين، تحت مسمى «الشباب المؤمن»، التي تحولت إلى جماعة الحوثيين، واتخذت من جبال مران بمحافظة صعدة مركزاً لها، وعقب تولي عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة خلفاً لشقيقه الصريع حسين، عمد إلى تهميش الرزامي ووضعه في ما يشبه الإقامة الجبرية، لتأتي الاشتباكات الأخيرة في إطار خروج الرزامي عن صمته، والذي أوعز إلى مناصريه بالتحرك لإنهاء الحالة التي فرضت على الحوثيين من قبل عبدالملك الحوثي، عقب ما وصلت إليه الجماعة من ضعف جراء المعارك التي تشنها قوات الشرعية والتحالف عليها منذ 26 مارس 2015.

وذكرت مصادر محلية في صعدة أن الخلافات الأخيرة تطورت عقب اعتراض مسلحين يتبعون عبدالملك الحوثي شحنة أسلحة قادمة من صنعاء دعماً للرزامي، عقب قيام مسلحي الرزامي باعتراض شاحنة كانت محملة بالمخدرات في منطقة بين صعدة وعمران، كانت في طريقها إلى معقل زعيم الحركة عبدالملك الحوثي في مران، مشيرة إلى أن شاحنة المخدرات تم احتجازها في منطقة عجمر بمديرية حوث بعمران، وتحوي أكثر من 1000 كيلوغرام حشيش وحبوب هلوسة، سيتم إمداد مقاتلي عبدالملك الحوثي في جبهات الحدود بها، وهو ما دأبت الجماعة على اتباعه كي يقاتل أتباعها تحت تأثير المخدرات.

وأكدت المصادر أن حالة التوتر بين الرزامي والحوثي مازالت مشتعلة، وأن الوضع مرشح لمزيد من المواجهات، خصوصاً أن الرزامي عازم على إنهاء الحالة المزرية التي تتعرض لها الحركة الحوثية نتيجة تصرفات عبدالملك الحوثي لتنفيذ أجندة إيران، حسب تلك المصادر.

وفي صنعاء، بدأت قوات الجيش والمقاومة حملة عسكرية واسعة باتجاه تحرير منطقتي مسورة وخلقة على طريق نقيل ابن غيلان في جبهة القلب بمنطقة نهم شمال شرق العاصمة، حيث أكد مصدر عسكري في الشرعية قصف تلك المناطق بصواريخ الكاتيوشا والكورينت، تم فيها إعطاب عدد من الآليات التابعة للميليشيات ومقتل أربعة وإصابة آخرين.

وأكد المصدر أن العمليات الأخيرة باتجاه مسورة وخلقة تأتي بالتزامن مع معارك تحرير المدفون ومحلي، واستغلالاً للحالة النفسية المتدهورة للميليشيات، التي تفر من مواقعها مخلفة عتاداً عسكرياً كبيراً وراءها.

وأشار المصدر إلى أن العمليات الأخيرة جاءت عقب محاولة الميليشيات التقدم باتجاه منطقة النحرين، قبل أن تحول قوات الشرعية عملية صدها للهجوم إلى هجوم معاكس باتجاه مسورة وخلقة، لافتاً إلى أن مقاتلات التحالف شنت سبع غارات على مواقع الميليشيات في محيط تلك المناطق لمساندة قوات الشرعية لمواصلة الزحف والتقدم لتحريرها.

كما شنت مقاتلات التحالف غارات على قافلة تعزيزات للميليشيات أثناء خروجها من معسكر فج عطان في شارع الستين بمنطقة عصر غرب العاصمة باتجاه نهم، وتم تدميرها بالكامل ومصرع من كانوا فيها، وشنت غارات على منطقة بيت مران بمديرية أرحب، حيث تمركزت وحدة عسكرية للميليشيات في المنطقة استعداداً لمعارك قادمة.

في الأثناء، وصلت 17 جثة لعناصر الميليشيات إلى ذمار جنوب العاصمة من قتلى معارك نهم الأخيرة، في حين واصلت مقاتلات التحالف استهداف محيط العاصمة بغارات نوعية شملت معسكر العمالقة في حرف سفيان شمال عمران، كما استهدفت تعزيزات وطرق إمداد بين الحديدة والمحويت وصنعاء من الجهة الغربية.

وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف دك مواقع الميليشيات في المحافظة الساحلية، مستهدفة اجتماعاً لقيادات ميدانية للميليشيات في المجمع الثقافي، ما أدى إلى مقتل وإصابة خمسة منهم.

كما شنت ثلاث غارات على القاعدة البحرية والدفاع الساحلي، وغارتين على مطار الحديدة الحربي، أعقبها دوي انفجارات عنيفة، كما استهدفت منطقة الصليف بمحيط اللواء 82 الموالي للميليشيات، واستهدفت موقعاً عسكرياً في منطقة رأس عيسى.

وفي حجة، تمكنت وحدة عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، من التسلل باتجاه مديرية عبس على الطريق بين ميدي ومركز محافظة حجة، واقتحمت ثكنة عسكرية للميليشيات، ودمرت كل الآليات التي كانت تتمركز فيها، وقتلت من كان فيها من عناصر الميليشيات في عملية وصفت بالنوعية. ونفذت المقاومة في عبس عملية مماثلة ضد عناصر حوثية في سوق شفر بمديرية عبس، ما أسفر عن مقتل وإصابة أربعة من الميليشيات، وتدمير عربتين عسكريتين.وفي تعز، شنّت الميليشيات هجوماً واسعاً على منطقة كهبوب الواقعة بالقرب من باب المندب وبين محافظتي تعز ولحج، في عملية مباغتة عقب وصول تعزيزات لقوات الشرعية إلى المنطقة، ما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة بين الجانبين، امتدت إلى محيط المنطقة من الجهتين الجنوبية والشرقية، أسفرت عن صد هجوم الميليشيات وتدمير ثلاث عربات، وقتل وجرح العشرات من الجانبين.

وفي جبهات المدينة، قصفت الميليشيات مواقع المقاومة والجيش وأحياء آهلة بالسكان في ثعبات والجحملية والدعوة والكمب، بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، بعد فشل جميع محاولاتها لاستعادتها عبر المواجهات المباشرة مع المقاومة والجيش، في حين استمرت المواجهات وعمليات الكر والفر في الجبهتين الغربية والشمالية للمدينة.

وأكدت مصادر في المقاومة أن المواجهات الأخيرة في جبهات المدينة مع الميليشيات أسفرت عن مقتل وإصابة 29 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، فيما سقط شهيد وأصيب 17 آخرين في صفوف المقاومة والجيش.

وفي جبهة الصلو، حاولت الميليشيات الالتفاف على الجيش والمقاومة من جهة قرية حجامة عبر طريق فرعية من هيجة غزال، والدفع بتعزيزات عبرها باتجاه الصلو ومنها إلى صبر وحيفان، إلا أن المقاومة تنبهت لها ونشرت قوات على تخوم تلك الطريق لمنع تقدم الميليشيات، التي حاولت أيضاً إرسال تعزيزات إلى الأحكوم والوازعية ومقبنة.

(الإمارات اليوم)