أخبار الإقليم

06 أكتوبر, 2014 01:20:18 ص

أخبار الإقليم /صنعاء:


لم يعد الهم الأكبر لدى سكان صنعاء بالتحديد شراء الأضاحي وكسوة العيد والذهاب إلى المتنزهات المحيطة بالعاصمة أو خارجها لقضاء إجازة العيد، بل همهم الوحيد عودة السكينة واختفاء الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي من العاصمة بعد سيطرة الحوثي عليها.


وفي جولة سريعة لـ “مكة”على العاصمة التي ترزح تحت قبضة الحوثي في أول أيام عيد الأضحى، غابت مظاهر بهجة اليمنيين بهذا العيد وعلت حالات السخط والأوجاع المكبوتة في صدور الناس والظاهرة على محياهم جراء ما تعرضت له العاصمة من عاصفة عبث وقلق ومناظر مسلحة، ولا يزال البعض تعتريه نوبات الذهول لما حصل.


وصدمة سقوط العاصمة جعلت كثيرا من المواطنين يشدون رحالهم إلى المحافظات الأخرى، وآخرون ممن تعرضت منازلهم للدمار في الأحياء الواقعة في شمال العاصمة يشكون همهم لله.


صلاة العيد


مع بدايات الصباح الباكر فوجئ العديد من المصلين في مصلى العيد بساحة كلية الهندسة بشارع الستين بجموع ميليشيات الحوثي تباشر نشر شعاراتها “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” و”اللعنة على اليهود النصر للإسلام”، ومن ثم فرضو خطيبا من جماعتهم بقوة السلاح ما اضطر عددا من المصلين للانسحاب من الساحة وسادت حالة السخط وسط جموع المصلين من هذه السلوكيات.


 


 


ضعف القوة الشرائية


قال التاجر عبدالواحد علي الحاج إن موسم عيد الفطر كان أفضل من هذا الموسم، وإن ركودا كبيرا أصاب محلاته جراء الظروف المادية الصعبة التي يمر بها الناس.


كما تعاني محلات الحلوى ركودا كبيرا لأسباب عدة.


أما يوسف الريمي موظف حكومي فيقول إن أولوياتنا في هذا العيد شراء شيء يسير من اللحم، وما يخص الملابس الأطفال فإنهم سيلبسون ملابس عيد الفطر السابق، وهذا هو حال كثير من اليمنيين والبسطاء، ولكن أهم مطلب هو أن نعيش بأمان بعيدا عن الفوضى و”لعلعة السلاح” والقتل والاقتتال.


فقد أدى سقوط صنعاء في يد الحوثيين إلى شلل في حركة القطاع التجاري وأحجمت رؤوس الأموال عن الاستيراد، وفقا لما أوردته غرفة تجارة وصناعة صنعاء التي سعت في وقت سابق إلى مباركة اتفاقية السلم والشراكة الوطنية.


غياب الفرحة


ألقى تردي الوضع الأمني ظلالا من القتامة على استعداد الناس في صنعاء لاستقبال العيد، حيث يقول المواطن خالد العديني: حين يغيب الأمن تغيب الفرحة، كون صنعاء تعيش اليوم حالة فلتان أمني في ظل عدم وجود حكومة أو رجال أمن، لقد ترك الجميع الحبل على الغارب، وهناك ميليشيات هي التي تحكم نيابة عن الدولة مما يؤثر على تحرك المواطن واستقباله العيد بفرحة، لكن بعض اليمنيين يقولون إن الحوثيين تحلوا بضبط النفس منذ سيطروا على صنعاء، ولم يتدخلوا في شؤون المواطنين العاديين في المدينة رغم مداهمتهم منازل شخصيات معروفة وخصومهم السياسيين.


 


 


الأطفال المجندون


ما يلفت الأنظار حين يتجول المرء في شوارع صنعاء منذ سيطرة ميليشيات الحوثي المسلحة عليها، كثرة الأطفال الحاملين لمختلف أنواع الأسلحة.


ويظهر الأطفال مدججين بالسلاح وكأن الحياة بأسرها حلبة قتال، وينتاب المرء حالة التوجس والخوف من المستقبل الملغوم الذي ينتظر الأجيال القادمة.


ألعاب مبتكرة


لكل بيئة وسائل ترفيه معينة وفقا لعادات وتقاليد المجتمع، فبعض الأطفال مارسوا هذا العيد لعبة أخرى وغريبة، وهي اللهو واللعب على أظهر الدبابات والمصفحات التي نهبتها ميليشيات الحوثي بعد سقوط العاصمة بأيديها.


وهذه الألعاب تقتل براءة الطفولة وتعزز ثقافة الفوضى مستقبلا، بدلا من ذهابهم مع أسرهم إلى الحدائق والمتنزهات للهو والمرح واللعب.


جريدة (مكة) السعودية