فــن وثــقـــافـة

30 سبتمبر, 2014 04:40:14 م

أخبار الإقليم/ كتب/ علي صالح الخلاقي:


الهجرة والاغتراب قدر اليمنيين منذ انهيار سد مأرب وتفرق (أيدي سبأ) في هجرات متعاقبة بدأت ولم تتوقف حتى اليوم إلى مختلف أصقاع الأرض. والهند بما تتمتع به من غناء وثروات كانت لقرون خلت - حتى النصف الأول من القرن العشرين - من أهم مهاجر اليمنيين، ومحط رحال الكثير منهم وخاصة من حضرموت ويافع.
وقد اشتهرت الهند منذ العصور القديمة بغناها وثرواتها الأسطورية، ويورد الدنيوري (توفي مطلع القرن 15هـ/11م) في "الأخبار الطوال" بأنه عندما استفسر سيدنا عمر بن الخطاب - وقيل الخليفة الأموي الزاهد عمر بن عبد العزيز، وهو في الغالب الأصح – عن الهند من بعض التجار، سمع بأن (بحرها دُر وجبلها ياقوت وشجرها عطر). وبسبب ثرواتها المتنوعة الأصناف ينظر إليها من قبل الغير بنظرة "البقرة الحلوب" وهي كانت على هذا الأمر حتى تغلبت على خيراتها مشاكل تنبثق من كثافة السكان.
وفي الهند لمع اسم العربي بصفة غير اعتيادية نظراً لمجهوده وصبره ومثابرته وذكائه، وكان غالبية العرب يعملون في الجندية، ولم يكن الجندي العربي غريباً على الهند، حيث أشار عدد كبير من المؤرخين والرحالة العرب من أمثال ابن بطوطة والأفرنج وغيرهم الذين زاروها عبر القرون عن وجودهم في جيوش وأساطيل حكام الهنود سواء كان الحاكم مسلماً أو هندوكياً( ).
ومع انحطاط عصر الدولة المغولية في الهند برز دور العرب العسكري ووصل ذروته في النصف الثاني من القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر في نشاطهم الملحوظ وثقلهم العسكري في مجموعة كبيرة من دويلات الهند.
وهكذا ظلت الهجرة إلى الهند أملاً يداعب مخيلة الشباب اليافعي ومثله الحضرمي وهدفاً سعى إليه الكثيرون ممن ضاقت بهم سبل العيش في بلادهم لعوامل الاضطراب السياسي والفتن والحروب القبلية والجفاف والمجاعات. وفي الهند وجد المهاجرون بغيتهم وحصلوا على أعمال كـ(عساكر) بصورة رئيسية، وإن عمل بعضهم في التجارة أو في مجالات الشحن والتفريغ في الموانئ أو رحالة على السفن، وأمَّنوا بذلك ليس فقط مصدر الرزق لهم ولأسرهم التي ظلت تعتمد عليهم، بل وسعوا إلى أن يحققوا ذاتهم فيما بعد في مسقط رأسهم وهو ما تيسر للكثيرين منهم، ولا زالت تنتصب في بعض قرى يافع الجبلية القصور والحصون اليافعية التي شيدت بأموال أولئك المغتربين في المهجر الهندي على مدى الثلاثة القرون الماضية، كشاهد على ذلك.
ولاشك أن يحيى عمر، الذي افتتن بالسفر والتنقل منذ أن غادر مسقط رأسه، قد تاقت نفسه واشتاقت لهذا البلد الذي جذب وأسر الكثيرين قبله، فكان عليه أن يشد الرحال إليه. وهكذا وجد يحيى عمر نفسه في الهند بعد أن وصل إليها في رحلة طويلة مر خلالها على أكثر من بلد ومدينة، وقد مثلت الفترة التي قضاها هناك المحطة الأهم في حياته والأكثر خصوبة في إبداعه الشعري والفني، حيث عاش فيها حياة صاخبة مليئة بالفن والحياة وبالغموض والأسرار التي ربما ذهبت معه، وبقي أثرها فيما ينسج حوله من الحكايات التي تتناقل شفوياً، وهي لا تشفي غليل الباحث في شيء، بل إن بعضها يرتقي إلى مقام الأسطورة.
عن تلك المرحلة كتب الأديب فضل النقيب يقول:" المرحلة الهندية في حياة يحيى عمر كان لها الأثر الأكبر في تكوين شخصيته الفنية وإثراء خياله وصقل موهبته, كما كان لها الفضل في شهرته التي تحملها الرياح إلى مدن الخليج العربي وموطنه الأصلي في اليمن. وفي الهند التي كانت سلطنات وممالك في ذلك الوقت من القرن الثامن عشر وقارة تعبق بالبخور وأطايب البهارات فتح ذلك الشاب القادم من اليمن عينيه على القصور العامرة ومواكب الحكام الباذخة ومظاهر الثراء والنعيم حيث عمل جندياً، ومن عادة الجنود أن يطلعوا على ما وراء الأسوار وأن يتبادلوا الأحاديث حول ما رأوا وما سمعوا وما تخيلوا، وهي إحدى متع الحياة في حياتهم في المهجر.
ومن تأثيرات تلك المرحلة في أشعار " أبو معجب" ما طرأ على فن الوصف في قصائده من تحولات وتبدلات، مما يذكرنا بالشاعر على بن الجهم الذي وصف الخليفة بتشبيهه بالكلب في الوفاء وبالتيس في قراع الخطوب، الأمر الذي روّع بطانة الخليفة الذين أرادوا الفتك به نظراً لهذه الجلافة البدوية التي لم يألفها أهل الحضر، ولكن الخليفة ذا الأصول البدوية العربية أدرك بثاقب فطنته أن أخيلة الشاعر هي نتاج بيئته فهدأ من روع الجميع، وقال لهم دَعُوه واكرموه وسترون كيف يتلطف ويترقق بعد أن يتبغدد، ولمّا عاش الشاعر في بغداد ردحاً من الزمن إذا به يصدح:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
لقد زالت خشونة البادية ولكن صلابتها بقيت، وسادت رقة المدينة ولكن ميوعتها استبعدت، وهذا ما صار مع يحيى، فقد انتقى من بيئته القديمة أجمل ما فيها: الأنف خنجر لقطاع الرؤوس، وحاجبه مثلما ضوء الشموس، ومبسمه مثلما برق الغلوس، أي برق الليل لأنه يكون أشد وهجاً وأبهى منظراً، والصدر ميدان للضُمَّر تروس، أي للخيل المضمرة وهي عادة خيول السباق"( ).
وهكذا مثلما "تبغدد" قبله علي بن الجهم فقد "تهنَّد" يحيى عمر، وهو ما يتضح جلياً في أشعار المرحلة الهندية التي تحرر فيها من القيود المفروضة على الشعر الغزلي في موطنه، بحكم ثأثير العادات والتقاليد، وشعره هنا أكثر طراوة وعذوبة ورقة بعيداً عن "برق الغلوس" و"الأنف خنجر لقطاع الرؤوس"، بحكم طبيعة المجتمع الهندي وعاداته التي لا قيود لها. وبلغ به التأثر حتى في لغته الشعرية التي مزج فيها بعض الكلمات من اللغة الأوردية، التي كان يجيدها بتأثير هجرته ومكوثه الطويل في الهند وتنقلاته وأسفاره الكثيرة بين مدنها وأقاليمها.
يروي الفنان محمد صالح الحضرمي أن يحيى عمر "كان كثير الأسفار، يتنقل من بلاد إلى أخرى ويتزوج من كل بلد يصل إليها، وفي إحدى سفراته إلى الهند شاهد فتيات هنديات يحملن (جرات الماء( )) فأعجب بهن، وأخذ مكاناً قريباً منهن، وقال هذه الأبيات بالعربية ممزوجة بالهندية وهي:
يا جاني الماء هات (باني)
لا انتوا تحبوا الطرب والمعاني
فأعجبن به الفتيات ونزل ضيفاً عليهن، وهكذا عاش يحيى عمر شاعراً فذاً خلَف لنا الكثير والكثير من القصائد العصماء"( ).
لقد عاش يحيى عمر سنوات غير قليلة في الهند، يقدرها البعض بـ 16 عاماً، وربما أكثر، قضى شطراً منها عسكرياً، كما يتضح من أشعاره، مثل قوله:
با بطِّل العَسْكَرَه واحرس عليك
وأنت واجب تقرِّب في الوَعَد
لكن طبيعته كفنان مرهف الإحساس لم تكن تنسجم مع طبيعة الحياة العسكرية، التي تركها بمحض اختياره، فتفرغ للفن والشعر وكان من عادته ألاَّ ينام حتى يقضي وقتاً في العزف والغناء، وقد تنقل كثيراً بين مدن الهند وزار مسقط رأسه أكثر من مرة، وعرج على بعض البلدان والموانئ المجاورة، لكنه كان يعود إلى الهند التي طاب له المقام فيها متنقلاً بين أكثر من مدينة مثل كلكتا ومدراس وحيدر آباد وبرودا، وأجاد اللغة الأوردية وغنى بها هناك، ويبدو تأثير الهند جلياً في كثير من أغانيه، التي يطعمها بكلمات هندية, كما في قوله:
يحيى عمر قال أمانه يا هنود
قولوا لنا بنت من ذي الهنديه
هل هي من الهند والاَّ من سِنُود
تعرف رطين العرب بالهنديه
عبرت ليله وانا اسمع صوت عود
في قصر عالي والحان ساريه
وقفت عالباب وهزَّيت العمود
قالت "كياهي" خبركم غاويه
وكلمة "كياهي" الأوردية تعني "ماذا تريد" أو "ما الخبر". كما نجد مثل هذه المزاوجة بين اللغتين العربية والأوردية الهندية في قصيدته الشهيرة "يحيى عمر شل الدَّان"، حيث يقول فيها:
بعد الآن، يحيى عمر شل الدان
في الفتان، هندي ملك هندستان
ما يهتان، لله من ذا الهندي
حاضر باش، هندي برابر شاباش
مثل الشاش، أبيض منقرش نقراش
عقلي طاش، مسكين انا ما جهدي
ومن هذه القصيدة نعرف أيضاً أن يحيى عمر قد عمل حينها "جندياً" لفترة هناك كغيره من اليمنيين، وهو يظهر فيها جرأة وشجاعة الجندي، حتى بلغت به هذه الجرأة الوصول إلى عقر دار محبوبته، بل وذهب فيها إلى الإفصاح دون مواربة عن الميل الجنسي، وهو ما يؤخذ عليه من قبل البعض لمجاهرته بالخطيئة، مع أن القطع بصحة حدوث ذلك في الواقع غير مؤكد، كما في قوله( ):
قلت اسمع، صاحب "شلوه" قم اطلع
لا تمنع، من العرب لا تفزع
لا تفجع، هذي بلاد الهندي
جوَّب قال: "صبر كرُو" يا رجال
كيف أحتال، ذلحين زوجي وصَّال
والجهال والجارية ذي عندي
جي بكره، شافعل لزوجي مكره
في السَّكره، نسمر ونرقد مرَّه
في الحجره، وا عوضك يا (جندي)
وقد استعمل هنا كلمة "صبر كرو" وهي لفظة هندية معناها "وتحلَّ بالصَّبْر". وربما أن المرأة لم تقل هذا وإنما قوَّلها الشاعر لتكوين حوار بين قلب ولهان ووجه معشوق، فجاء ذلك الوصف من نسج خياله، ويبدو أن اللقاء بالحبيب والوصول إلى مضجعه أقرب إلى التقليد لنصوص غزلية من التراث، ومثل هذا نجده لدى غيره من الشعراء. فمحمد الشاطري وهو من رجال الدين يرى أن القبلة لا تتعارض مع العفاف كقوله:
يقول لي المحبوب لمّا لثمته
وقبلت فاه وهو كالبدر سافر
أجوّز هذا يا محمد ربنا؟
فقلت لـه: ربي لمثلي عاذر
ولا ذنب في عشق العفاف لعاشق
ومفتيك في هذا فقيه وشاعر( )
إن أشعار يحيى عمر في المرحلة الهندية تكشف عن عواطفه العنيفة وتجاربه ومغامراته التي يبدو فيها وكأنه "دنجواناً" انغمس في حياة اللهو والهوى للارتواء من ينابيع الحب، وتجفيف عطش السنين. ومع ذلك فأن حياة المدن الصاخبة لم تجرفه أو تفقده صلابة الجبال المهيبة التي نشا فيها أو تزيح حبه الأول. بل ظل يحيى عمر يحمل الوطن في حناياه وفي تلابيب قلبه، وكلما نأى به الزمان والمكان عنه، ازداد لوعة وصبابة وهياماً به، فلم تمض سوى ثلاث سنوات على غربته في الهند حتى تنازعه الشوق للوطن، رغم ما هو فيه من رغد العيش، فأخذ يتطلع إلى المركب الهندي الذي تمنى أن يكون أحد ركابه إلى (بندر عدن) ولو كلفه ذلك دفع (زايد ثمن)، رغم أن الثلاث سنوات قد أمضاها مع (حُمر الوجن) وله ما شاء من (الخمر والعسل واللبن) وهذه كناية عن أنهار الجنة الثلاثة، وكأنما أراد أن يقول إنه في الجنة، لكنها مع كل ذلك ليست معادلاً للوطن الذي سكن حبه في فؤاده ويجري مجرى دمه ويحظى لديه بأعلى مراتب الحب، ويمثل بالنسبة إليه دواء للروح وبلسماً شافياً:
يحيى عمر قال لا بندر عدن
وا مركب الهند ليتك عازمي
تجمَّل اليوم خُذ زايد ثمن
وشل عاشق مولع هايمي
با داوي الروح من جو اليمن
منه علاجي ومنه بلسمي
يافع حلالي لـه الوجه الحسن
حلاوة اسمه حلا يملأ فمي
وكيف با أنساه وحُبَّه قد سكن
داخل فؤادي ويجري في دمي
لقد ظل متعلقاً بمسقط رأسه ومشدوداً إليه بوشائج قوية، لم توهنها حياة الدعة والراحة ورغد العيش ومباهج الحياة الكثيرة التي صادفها في مدن الهند الكثيرة (دلهي، ممبي، كلكتا، مدراس، حيدر آباد، برودا، بونه..إلخ) التي عرفها وعرفته شاعراً عاشقا وعازفا وملحناً وفناناً يأسر الأنفس ويشجي قلوب العاشقين الملتاعة والغارقة في بحر الهوى، أو في غيرها من البلدان والمدن والمراسي (عمان، البحرين، البصرة، فارس.. الخ) التي قصدها أو مكث فيها في تنقلاته وأسفاره الكثيرة. وظلت روحه الهائمة تحلق في سماء الوطن وتحط الرحال عبر الأثير في كل شبر منه، يساعده في ذلك هاجسه الشعري المتوقد الذي يطوي به المسافات ويقرب بينه وبين وطنه في أسرع من لمح البصر:
ذكرت واشتاق قلبي لا جبل يافع
مشتاق للأهل والأحباب والخلان
للأرض ذي حلّها كمّن نمر شاجع
لضيفها نور أما للعداء نيران
لأهل النِّصَل والسَّلب باروتهم والع
لا اهتانت الأرض ما من يافعي يهتان
ويصح القول عن يحيى عمر، الطائر المهاجر المغرد بحب الوطن، ما قاله أديب اليمن الكبير عبدالله البردوني: "إن اليمني لم يتخل عن يمنيته ولا تخلت يمنيته عنه، حتى إن الغربة أنتجت الأغاني الشعبية وأرغدها إبداعاً، باعتبارها من أعظم الأحداث المثيرة للأشجان، فقد تنفست المراتع والحقول بالأشجان الملحنة وكأن كل مكان ينادي إلى الإياب، كما أن كل مهجر يذكر بوجه الوطن"( ). وها هو "أبو معجب" في مهجره الهندي يستحضر الوطن ، يتنفس أريج هواه، يتدثر بخضرة مزارعه ويرقص قلبه طرباً وشوقاً إليه (على شُبابة الرعيان) التي كانت أول أداة موسيقية يعزف عليها وصاحبت أولى بروفاته في التلحين والعزف في ربيع شبابه حين كان يرعى الغنم، قبل أن يصير فيما بعد، هنا في الهند (عازف القيثار الشهير) أو "المقنبس" نسبة إلى إتقانه العزف على آلة القنبوس:
ولو ترى الواد زارع والجبل زارع
ترقص غصونه على شبابة الرعيان
ترى مناظر يعانفها الهواء الصَّاقع
سقاها ربي بهطل الغيث من لمزان
كان الفنان يحيى عمر يعزف على آلة "القنبوس" ويخرج من نغمات أوتار هذه الآلة الألحان اليافعية البديعة والعذبة، التي طورها من خلال غزلياته التي أبدعها وخرج فيها على مضمون قصائد عصره. ولاشك أنه كان يجيد أيضاً الغناء الهندي وكان الهنود يطربون لألحانه التي يغنيها ومن هنا نستنتج كثرة الحكايات والقصص في المرويات الشعبية عن مغامراته العاطفية وإعجاب الفاتنات الهنديات به وبفنه. وقد حاولت الهند بجمال طبيعتها الآسرة وبكل ما فيها مما لذ وطاب أن تستأثر بحب يحيى عمر, وتنسيه وطنه، ورغم كل الإغراءات التي قدمت له لم تفلح في ذلك، وظلت اليمن عموماً, ومسقط رأسه "يافع" خصوصاً حبه الأول والأخير.
وأجزم أنه لولا الهجرة والاغتراب لما تفتحت قريحته وأبدع هذه القصائد العذبة والألحان الرقيقة التي ما زلنا نتغنى ونصدح بها رغم مرور أزمنة متعاقبة على عصر الشاعر الفنان يحيى عمر.
____________________________________
من دراستي لديوانه(شل العجب ..شل الدان)
---------------------------------------------------
ليت الهند في يافع!
-----------------------
يا الله يا من على السَّبع السماء رافع
كريم رحمن يا الله يا عظيم الشان
يا عالم الحال جُدْ من كفَّك الواسع
واشفق بمن ذاق أقداح العذاب ألوان
وازكى صلاتي على من هُو لنا شافع
يشفع لنا جنب حُور العين بالرضوان
يحيى عمر قال ليت الهند في يافع
أو ليتكم بأرض يافع يا اهل هندستان
ما كان أنا شي من أهلي والبلد ضايع
وانْ سِبْتُكُم قال لي ذا القلب عُود الآن
وكم وَنَا بالمراكب نازلاً طالع
تلعب بي أمواج بحر اللُّول والمرجان
ما شي لبحر المحبَّه والهوى رادع
لو هاج يسري به العاشق عجب ولهان
به هِمْتْ من صُغر سنّي خط لي جازع
بالحُب رحَّال ما بالحُب شي نُكران
والليله انضقت وأمسى نومها فازع
كيف الخبر كيف يا ذا الهندي النعسان
ذكَرت واشتاق قلبي لا جبل يافع
مُشتاق للأهل والأحباب والخلاَّن
للأرض ذي حلَّهَا كَم مِن نمر شاجع
لضيفها نور أما للعِدا نيران
أهل النِّصَلْ والسَّلب باروتهم والع
لااهتانت الأرض ما من يافعي يهتان( )
وبعد بلّغ سلامي يا قمر طالع
على الجبال العوالي وانزل الوديان
ترى مناظر يعانقها الهواء ساقع
سقاها الله هَطْل الغيث من لمزان
ولو ترى الواد زارع والجبل زارع
ترقُص غصونه على شُبَّابة الرعيان( )
سلام من قلب عاشق مبتلي طامع
لكل غاني موَلَّع سَمْهَلي فتَّان( )
سلام يِمْلاَ البلَدْ ذي حدَّها واسع
من لحج لا أبين ومن ردفان لا ردمان
وقل لهم ما فؤادي منّهُم قانع
راجع إليهم بعونه ذي سُمي رحمَن
محكوم بالهند با شارع وبا مانع
سلُّوا عليَّا وعالهندي قمر شعبان
منين لا قلت شُفني للوطن راجع
كَحَلْ عيونه وسَا نقطه على الأوجان( )
وازكى صلاتي على من هو لنا شافع
يشفع لنا قرب حور العين بالرضوان

*مادة خاصة بصحيفة الحقيقة الورقية