أخبار الإقليم

29 يونيو, 2016 06:56:38 ص

إقليم عدن/خاص:

أكد وزير الإعلام الدكتور محمد القباطي أن الشرعية في صدد الطلب من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة لعودة المسار العسكري في اليمن، خاصة بعد أن وصلت مشاورات الكويت إلى طريق مسدود، فلا بد من العودة للمسار العسكري.

مستشارون إيرانيون وعراقيون ولبنانيون يساندون الحوثي والمخلوع

وحمل القباطي خلال حواره مع "الرياض" المجتمع الدولي ومجلس الأمن المراوغة والمغالطة والعرقلة التي تتم من قبل الطرف الانقلابي، وقال: القرار مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الـ18 ويجب أن يكون لها موقف واضح في تحديد الطرف المعرقل لتنفيذ القرار واتخاذ التدابير التي وعد بها.

وأبدى أسفه عن عدم وجود أي تقدم في مشاورات الكويت، واعتبر أن قرار الهدنة كان خطأ، فالتوافق على وقف إطلاق النار جعل الطرف الانقلابي يستفيد من الهدنة للتوسع بالأرض.

وأشار إلى أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون للكويت قبل يومين لم تضيف أي شيء خاصة وأن الأمين لم يظهر أي جدية في تثبيت ما كنا نتوخاه من أن هناك خطة تم التوافق عليها لتنفيذ القرار 2216.

ورأى أن موضوع تبادل الأسرى فيه الكثير من التلاعب من قبل الطرف الحوثي الذي يصر على تجاهل نص قرار مجلس الأمن الدولي وأشار إلى الإفراج عن المختطفين من قادة الجيش السابق وبالذات الإفراج عن اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل الرجب، واللواء ناصر منصور، وتناولهم القرار بالاسم.

وأضاف وزير الإعلام اليمني أنه لم يعد هناك أي تواجد إيراني بالمعنى المباشر على الأرض، ولكن هناك مستشارون إيرانيون وضباط عراقيون وقوات لبنانية من حزب الله.

وكشف عن مشروع تدريبي جديد يخص أفراد المقاومة ممن تم ضمهم للجيش اليمني، على أن يتم تدريبهم في قاعدة العند ودول مجلس التعاون، ويتم إرسال بعض الضباط والقادة للدول الصديقة غير العربية لتلقي التدريب اللازم.

وفيما يلي نص الحوار:

الأوضاع تتحسن

*بعد مرور عام وثلاثة أشهر على الأزمة اليمنية إلى أين تسير الأوضاع؟

قبل عام وثلاثة أشهر لم يكن هناك موضع قدم للحكومة في اليمن ولا أي تواجد على الأرض، والآن هناك تقدم كبير حصل فيما يخص تثبيت الشرعية واستعادة الشرعية لموقعها داخل اليمن، وأكثر من 80% من الأراضي بيد الشرعية.

كما أننا واجهنا العديد من الحروب والقتال وعانينا من جرائم الحرب والإبادة من قبل الانقلابيين، والحصار وقتل الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين العزل، وبالرغم من كل هذا لازالنا صامدين ومطالبين بتنفيذ قرار 2216 عبر المشاورات السياسية لإيقاف هذا النزف الدموي والبشري والاقتصادي.

سنعمل مع المجتمع الدولي

*بعد شهرين من المباحثات المستمرة مع الانقلابيين في الكويت ماهي النتائج المحققة؟

مسار السلام في اليمن رسم من قبل الأمم المتحدة بإصدارها القرار 2216 تحت الفصل السابع، وهناك العديد من بنود هذا القرار بحاجة إلى مشاورات لتنفيذه وتطبيقه، ومن هذا المنطلق أعلنا صراحة أننا سنعمل مع الأمم المتحدة ومع كافة الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن ودول الـ 18 التي يتواجد سفراؤها في الكويت للمشاركة في هذه المشاورات التي لاتزال قائمة.

مشاورات الكويت فشلت

*هل هناك تقدم؟

للأسف المشاورات لم يحدث فيها أي تقدم، الحديث منذ عام يتكرر حول إيجاد آلية للتنفيذ لكن الواضح أن الطرف الانقلابي يمارس الكثير من الخداع ويوجد العراقيل بشكل متواصل ويحاول تجنب تنفيذ القرار وكل هذا ملحوظ.

أخطأنا في الهدنة

*بعد كل هذه المماطلات هل بقاء الشرعية في الكويت صحيح؟

قضية تنفيذ القرار قد تأخذ طريقين متوازيين، الخطأ هو في أننا توافقنا على إطلاق النار وعلى الهدنة

والطرف الآخر لم يلتزم بها، أما مسار المشاورات فلتجري المشاورات لكن في إطار من عدم إعطاء الفرصة الطرف الآخر لاستغلال الهدنة التي تم التوافق عليها، فباعتقادي أن هذه الهدنة هي الخسارة الكبيرة. بإمكان قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية ليس فقط أن يردوا على الاعتداءات الحاصلة بل الضغط على الطرف الآخر عسكريا والتوسع والتلويح بأن قوات الشرعية بإمكانها إسقاط العاصمة عسكريا.

كيان سياسي للانقلابيين

باعتقادك.. لماذا أعطت الأمم المتحدة الانقلابيين كيانا سياسيا وجعلتهم ندا للحكومة الشرعية؟

فعلا خاصة عندما تناول خطاب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مفردة "طرفي النزاع"، فالقرار يعترف بشكل كامل بأن الحكومة هي الطرف الشرعي والآخر طرف انقلابي.

وهذا لا يعني أن الانقلابيين متساوين معنا بنفس الكفة، فقوات التحالف والجيش اليمني على بعد 40 كيلو من مشارف العاصمة صنعاء، ولكننا فضلنا الهدنة استجابة لضغط المجتمع الدولي، وحتى لا تكون هناك كلفة بشرية واقتصادية نتيجة للعمل العسكري، ولكن بعد كل هذه المماطلات من قبل الانقلابيين أصبح الخيار العسكري هو الحل.

العودة عسكرياً هي الحل

هل يعني بأنكم ستطلبون من التحالف العودة عسكرياً؟

هذا القرار ربما يتخذ قريبا جدا، فالاتفاق كان أن أي محاولة اعتداء من قبل الانقلابيين سيتم التصدي لها وهذا مايتم ولكن في الحدود الدنيا جدا، ولكن بعد أن وصلت مشاورات الكويت إلى طريق مسدود، لا بد من العودة للمسار العسكري، ونحن بالتالي نحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن هذه المراوغة والمغالطة والعرقلة التي تتم من قبل الطرف الانقلابي.

فالقرار مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الـ 18 ويجب أن يكون لها موقف واضح في تحديد الطرف المعرقل لتنفيذ القرار واتخاذ التدابير التي وعد بها في اتجاه تنفيذ القرار ولإعادة الهيبة للقرارات الأممية.

بان كي مون لم يكن جدياً

بعد ثلاث جولات من المشاورات هل باعتقادك أن المرحلة المقبلة ستكون بالرياض؟

المفترض أن تستمر المشاورات على أقصى مدة 60 يوما، بعد ذلك يتم التوقيع على مسار الاتفاق وخارطة الطريق في العاصمة الرياض، ولكن للأسف لم يتم أي شيء من هذا حتى الآن.

هل ساهمت زيارة بان كي مون للكويت بتسريع عجلة المشاورات؟

للأسف وصل بان كي مون قبل يومين للكويت ولم يظهر أي جدية في تثبيت ما كنا نتوخاه من أن هناك خطة تم التوافق عليها لتنفيذ القرار 2216 وبالتالي إلزام الطرف الانقلابي بالرضوخ لها، وللأسف وصول المسؤولين العرب وأمين عام الأمم المتحدة كان يوحي للعالم بأن هناك تحركا إيجابيا، بينما الواقع لم يتغير أي شيء بل أصبح التشاؤم هو الغالب من قبل المراقبين فيما يحصل في الكويت.

الوفد الشرعي سيبقى في الكويت

إلى متى سيظل وفد الشرعية في الكويت؟

لا مانع لدينا من استمرار بقاء الشرعية في الكويت دون تحديد مدة زمنية، لكننا نرفض استغلال الهدنة وفرضها للتوسع في الأرض، فمن الواضح أن الطرف الانقلابي استفاد من الهدنة كي يتمدد ويعتبرها استراحة محارب ويبدأ في التوسع في الأرض على الرغم من أن قوات التحالف ملتزمة لأبعد الحدود في محاولة عدم اختراق الهدنة.

زيف تبادل الأسرى

وماذا عن تبادل الأسرى؟

هذه القضية فيها الكثير من التلاعب، فقرار مجلس الأمن الدولي أشار إلى الإفراج عن المختطفين من قادة الجيش السابق وبالذات الإفراج عن اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل الرجب، واللواء ناصر منصور، وتناولهم القرار بالاسم لكن الانقلابيين ضلوا يتهربون من هذا الاستحقاق ويماطلون، فهذا البند تطبيقه لا يحتاج إلى مشاورات. ولكن ما يحصل من الطرف الانقلابي هو اعتقال عدد من الأطفال والأبرياء ثم الإفراج عنهم كنوع من التمويه عن المعتقلين الأساسيين وأنهم ماضون في تسليم الأسرى، المطلوب تنفيذ القرار وتطبيق البند الخاص بالإفراج عن المعتقلين الرئيسيين الذين نص عليهم قرار مجلس الأمن لإبداء حسن النوايا وهذا لم يتم على الرغم من التوافق على هذا الأمر منذ ديسمبر الماضي في مشاورات جنيف 2.

قاعدة العند بيد الشرعية

بالعودة إلى داخل اليمن، هل صحيح أن الحوثيين نجحوا في الوصول إلى قاعدة العند مرة أخرى؟

يجب التأكيد على أنه لم يتم الاستيلاء على قاعدة العند، هم الآن يحاولون احتلال الجبال المحيطة بقاعدة العند في منطقة القبيطة، أي أنهم هم الآن على مقربة من هذه الجبال المطلة على قاعدة العند وبالتالي القاعدة لم تسقط.

كما يجب إدراك أن سيطرة قوات التحالف والجيش اليمني على الأجواء في هذا الجانب سيطرة لها بعد كبير جدا أي الطلوع على الجبال يعرض هؤلاء الانقلابيين إلى المزيد من الخسائر، وخلال الأسبوعين الماضيين قتل العشرات منهم على جبل جالس قبل أن يصلوا على الجبل الياس.

مستشارون عراقيون وإيرانيون ولبنانيون

هل لازال هناك تواجد إيراني على الأراضي اليمنية؟

تواجد إيراني بالمعنى المباشر على الأرض لا يوجد، ولكن هناك مستشارين إيرانيين وضباطا عراقيين وقوات لبنانية من حزب الله.

تدريب مكثف

ماذا عن ضم الـ 18 ألف من أفراد المقاومة مؤخراً للجيش اليمني؟

هؤلاء من القوات التي نشأت من المقاومة واكتسبت خبرة عسكرية من المجريات الحاصلة على الأرض ولكن بعد تحرير عدن دخلنا في برنامج لاستيعاب قوات المقاومة في إطار الوحدات الجديدة للجيش الوطني اليمني وتدريب قوات في مجال الأمن من أجل إصلاح القطاع الأمني، والكثير من هؤلاء الناس تم تدريبهم وانضمامهم، خاصة من شباب تعز.

وقد تم تدريبهم في فترات سابقة في قاعدة العند ودول مجلس التعاون وتم إرسال بعض الضباط والقادة للدول الصديقة غير العربية.

الاستقرار والعافية

إلى أين تتجه الأوضاع؟

نحن متفائلون بأن النصر سيتم بعد هذه التضحيات من الشعب اليمني الأبي والصمود ولكن واضح أن هذا النصر سيتم بكلفة كبيرة على الصعيد البشري والبنية التحتية والاقتصاد، وثمن النصر نقبله ويقبله شعبنا على أن تستعيد السلطة مكانها لتستعيد عافية الاقتصاد اليمني واليمنيين.

(الرياض)