أخبار الإقليم

25 أبريل, 2016 04:53:16 م

إقليم عدن/خاص:

يأمل اليمنيون أن تكون جولة المحادثات الجارية في الكويت، الرافعة لتنفيذ النقاط الخمس التي تضمنها القرار الأممي، والمتمثلة بانسحاب الميليشيات الانقلابية من المدن والمؤسسات، وتسليم أسلحة الدولة المنهوبة، مع عودة الحكومة الشرعية لممارسة مهامها، واستعادة حضور الدولة وفرض الأمن في كافة أنحاء اليمن، ثم استعادة العملية السياسية من حيث توقفت.

ورغم آمالهم العريضة برضوخ الانقلابيين لإرادة اليمنيين ولما اجمع عليه العالم في القرار الأممي 2216، إلا أن ما يشبه اليقين هو ما يخيم على أذهانهم بعدم نجاح هذه الجولة من المحادثات، وذلك استنادا للخبرة التراكمية السابقة في تعامل ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وعدم التزامها بتاتا بأي اتفاق أو هدنة.

وتبرز أربعة سيناريوهات في حال فشل هذه الجولة من المحادثات. وبحسب مركز أبعاد للدراسات، يتحدد السيناريو الأول باستسلام الانقلابيين وهو السقف المرتفع للشرعية مع ما يعنيه من استسلام الانقلابيين (جماعة الحوثي وصالح) وقبولهم بالنقاط الخمس التي حددتها الشرعية، وتتمثل في تسليم السلاح والانسحاب من المدن وعودة الشرعية الى صنعاء وتنفيذ القرارات الدولية أهمها 2216 والبدء بانتقال سياسي وفق مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.

ويشكل هذا السيناريو انتصارا للشرعية في حالة عودة السيطرة العسكرية الكاملة على الدولة، ألا أن احتمالات تحقق هذا السيناريو ضعيفة جدا خاصة في جوانب السيطرة المستقبلية التي لن تتحقق بدون انتصار على الأرض.

فيما يتمثل السيناريو الثاني بتنازل الشرعية، وهذا هو السقف الذي تحاول جماعة الحوثي وصالح التفاوض تحته ومعناه تنازل الشرعية عن كل مكتسبات الحرب والعودة الى اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه على وقع سقوط العاصمة في 21 سبتمبر 2014.

مع افتراض عودة حكومة خالد بحاح وإلغاء كل تعيينات الرئيس عبدربه منصور هادي واقالة نائب الرئيس علي محسن الأحمر وحكومة أحمد عبيد بن دغر وتسليم سلطات الرئيس هادي للحكومة وعودتها صنعاء تحت حماية الوحدات العسكرية التابعة للانقلابيين.

ورغم ما يعنيه هذا السيناريو من انتصار لجماعة الحوثي وصالح كون أي سلطة ستكون تحت سيطرتهم عسكرياً، الا أن احتمالات تحققه ضعيفة جدا وغير واردة، لأن ذلك سيعد هزيمة عسكرية للشرعية اليمنية وحلفائها في التحالف العربي، وأن الحرب التي شنها التحالف ضد الانقلابيين في مارس 2015م لم تكن مجدية، ومما يؤدي الى عبء مستقبلي على الأمن القومي للخليج عسكرياً وقانونياً.

سقف أدنى

ويشير أبعاد الى سيناريو ثالث (توافقي)، معتبرا اياه السقف الأدنى للانقلابيين، والذي يتمثل بتسليم صنعاء للرئيس هادي وإعلان حكومة جديدة مقابل الغاء قرارات تعيين نائب الرئيس علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر مقابل تقسيم حماية العاصمة بين وحدات عسكرية تابعة للشرعية وأخرى للانقلابيين، ورغم إعطاء هذا السيناريو انتصاراً ظاهرياً للتحالف لكنه على المدى الطويل يمثل انتصارا لجماعة الحوثي وصالح، فقد يؤدي ذلك الى ابتلاع بطيء للدولة، خاصة اذا تمت الموافقة على دمج ميليشيات الانقلابيين دون أي تأهيل وقبل هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية.

وكمصير السيناريوهين السابقين، تبدو إمكانية تحقيق هذا السيناريو منعدمة لانعدام آلية التوافق على مرحلة الانتقال السياسي، وهو ما يجعل الحديث عن هذا السيناريو مؤجلاً الى ما بعد جولة حرب قادمة تحدد الطرف الأقوى.

عودة الحرب

ويفترض السيناريو الرابع (عودة الحرب)، فشل مشاورات الكويت وعودة الطرفين لتحقيق انتصارات ميدانية يستعدان ويخططان لها بعد استغلال جولة المفاوضات لكسب وقت يساعد على إعادة ترتيب قواتهما على الأرض، وهو سيناريو سيصب في مصلحة الجهة الأكثر قوة على الأرض وسيعدل الكفة لصالحها، وقد تؤدي الحرب القادمة إلى مفاوضات استسلام الطرف المنهزم لصالح الطرف الأقوى.

اليمنيون رغم آمالهم متخوفون من عدم نجاح المشاورات

تعنت

أكدت مصادر أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ محبط بسبب تعنت وفد الحوثيين وصالح في المحادثات. وبسبب تعنت وفد الحوثيين رفع المبعوث الاممي جلسة الأمس، رغم محاولاته لانقاذ الجلسة، ونقلت مصادر عن ولد الشيخ احمد قوله قبل رفع الجلسة: نلتفي غداً لمزيد من المشاورات، وإن كان الاحباط سيطر على الفريق الاممي (كما قال)، وشدد على وفد الانقلابيين أن يعودوا الى قيادتهم ويحثوهم على الانخراط بحسن نية في المشاورات.

وقالت المصادر: هذا ماقاله المبعوث الأممي بالحرف للحوثيين عندما اعترضوا على الدخول بجدول الاعمال، "أن الذهاب إلى وقف شامل للحرب يحتاج إلى خطوات شجاعه من أجل السلام وهذا يتطلب منا أن ندخل في القضايا الأساسية للحوار وليس الوقوف عند نقطة واحده مثل متابعة التثبت من وقف اطلاق النار المحدود".