أخبار الإقليم

23 أبريل, 2016 05:54:28 م

إقليم عدن/خاص:

خلافاً للجولتين الأولى والثانية من محادثات السلام اليمنية التي عقدت في سويسرا ولم تحقق أي تقدم فإن جولة محادثات الكويت هذه المرة تبدو الأكثر قدرة على تحقيق اختراق كبير لصالح السلام في اليمن واستعادة الاستقرار وإنهاء معاناة ملايين اليمنيين.

تأتي الجولة الحالية وسط متغيرات ميدانية وإقليمية توفر أجواء ملائمة لفرقاء في اليمن للخروج بتوافقات تنهي آثار الانقلاب وتفتح الباب أمام استئناف المسار السياسي إلا إذا صمم الطرف الانقلابي على اختلاق الأعذار وإيجاد الأسباب التي تعيق التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب واستعادة مؤسسات الدولة والتفرغ لإعادة إعمار ما دمر بسبب المغامرة الانقلابية.

4 شهور

جرى التحضير لهذه الجولة مدة أربعة شهور عبر مناقشات ماراثونية شملت الحكومة الشرعية والطرف الانقلابي، حيث أكد هذا الطرف التزامه بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على عودة السلطة الشرعية والانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة، وهو أمر لم يكن يقر به الإنقلابيون خلال الجولتين السابقتين.

كما أن المحادثات تنعقد هذه المرة وقد أفضت التفاهمات بين المملكة العربية السعودية والانقلابيين إلى وقف القتال على طول الشريط الحدودي في خطوة أساسية نحو إيقاف القتال في كل المناطق في الداخل اليمني، أضف إلى ذلك تشكيل لجنة عليا لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتشكيل لجان ميدانية في كل المناطق التي تشهد المواجهات من أجل معالجة الخروقات والالتزام بوقف إطلاق النار وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل مثل هذه اللجان لضمان صمود الهدنة ومنع انهيارها.

جدول أعمال

وخلافاً لما كان الحال عليه في الجولات السابقة فإن الجولة الجديدة من محادثات السلام تنعقد هذه المرة لمناقشة جدول أعمال متفق عليه يرتكز على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي عبر خمس محددات هي تثبيت وقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة والترتيبات الأمنية مع ملف الأسرى والمعتقلين ومن ثم المسار السياسي.

يضاف إلى ذلك التطورات الميدانية التي شهدتها الساحة اليمنية لصالح قوات الشرعية منذ انتهاء جولة المحادثات الثانية منتصف ديسمبر الماضي إذ تمكنت قوات الشرعية من تحرير مساحات شاسعة من محافظة صنعاء ووصلت إلى أطراف مديرية نهم المدخل الشرقي للعاصمة وأضحت المدينة في مرمى نيران مدفعية قوات الجيش الوطني..

كما أن قوات الجيش الوطني حررت مساحات إضافية من محافظة الجوف ووصلت إلى مشارف مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران التي تبعد عن العاصمة بنحو خمسين كيلو متراً والأمر كذلك في أطراف محافظة مأرب وفي محافظة تعز.

الإنجازات العسكرية الكبيرة لقوات الشرعية امتدت أيضاً إلى الشريط الساحلي الغربي، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير ميناء ميدي العسكري ومديرية ميدي واقتربت من محافظة الحديدة، وحررت مديرية عسيلان النفطية في محافظة شبوة، كما أن المواجهات وغارات طائرات التحالف تمكنت من تدمير أكثر من ثمانين في المائة من ترسانة أسلحة الانقلابين.

دور الكويت

ومن المتغيرات الإيجابية المساعدة على تحقيق نتائج مقبولة لمحادثات السلام اليمنية هو استضافة دولة الكويت لهذه المحادثات بمالها من مكانة وأدوار متميزة في المصالحات التي تمت عبر عقود من تاريخ الصراع الداخلي في اليمن ما سيخلق أجواء مغايرة للمتحاورين ويساهم في تقريب وجهات النظر التي وإن اتفقت على العناوين الرئيسية للحل فإنها تختلف في سبل الوصول إلى تلك الغايات.

ورغم توفير كل عوامل نجاح الجولة الحالية من محادثات السلام إلا أن الخلافات حول آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي قد تؤدي إلى فشلها، فالجانب الحكومي يتمسك بمطلب إنهاء الانقلاب وإزالة كل آثاره وعودة الشرعية لممارسة مهامها قبل استئناف المسار السياسي..

فيما يصر الطرف الآخر على أن الحل السياسي هو المدخل لتنفيذ قرار مجلس الأمن ويتبنون الرؤية المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مهمة استلام المدن ونزع الأسلحة من كل الجماعات واستلام المعسكرات والإشراف على استكمال مناقشات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإقرار الدستور الجديد وصولاً إلى الانتخابات العامة.