أخبار الإقليم

17 أبريل, 2016 04:37:45 م

إقليم عدن/خاص:

خيّم الهدوء النسبي، أمس، على معظم جبهات القتال في اليوم السادس من سريان وقف إطلاق النار، وعشية انطلاق المشاورات بين الأطراف اليمنية في الكويت، برعاية الأمم المتحدة، التي سيشارك فيها طرف سياسي ثالث سيمثل مرجعية للمتحاورين، وتوصلت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في تعز إلى اتفاق لفتح معابر المدينة، ووقف إطلاق النار، في حين قصفت مقاتلات التحالف مواقع لتنظيم «القاعدة» في جنوب اليمن.

وفي التفاصيل، ساد الهدوء النسبي معظم جبهات القتال في اليمن، في اليوم السادس للهدنة بالتزامن مع مشاورات الكويت المرتقبة غداً الاثنين، بين الأطراف اليمنية المتنازعة، وذلك عقب قيام ميليشيا الانقلاب اليومين الماضيين بشن هجمات عنيفة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في مديرية نهم شمال العاصمة، ما أسفر عن استشهاد نحو 35 من قوات الشرعية والمقاومة، وإصابة العشرات بينهم قيادات عسكرية رفيعة.

وكانت ميليشيا الانقلاب قد هدّدت بمقاطعة محادثات الكويت، فيما شككت الحكومة الشرعية بنوايا الانقلابيين إزاء جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، قبيل ساعات من انطلاق جولة المحادثات الجديدة في الكويت غداً، والتي تعد فرصة سانحة لإحلال السلام في اليمن وفقاً لتصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.

في الأثناء، كشفت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية الشرعية لـ«الإمارات اليوم»، عن مشاركة فريق سياسي ثالث في المشاورات المرتقبة في الكويت، سيمثل مرجعية سياسية للمتحاورين، وسيعمل على مدهم بالمشورة والمقترحات التي تعينهم على الوصول إلى اتفاقات وتفاهمات تفضي إلى إيجاد حل لجميع القضايا المطروحة على طاولة المشاورات.

ووفقاً لتلك المصادر فإن الفريق الثالث سيضم سياسيين يمنيين كباراً ينتمون إلى الشرعية والانقلابيين والمستقلين من ذوي الخبرة والثقة في أوساط المجتمع اليمني، وسيمثلون «مستشارين» للمتحاورين، فيما لم تفصح المصادر عن أسماء الفريق الثالث، الذي وصل إلى الكويت أمس السبت.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، طلب من مجلس الأمن، أول من أمس، دعماً دولياً لإنجاح محادثات السلام اليمنية في الكويت، التي وصفها بـ«الحاسمة»، قائلاً «إن السلام في اليمن بات الآن أقرب من أي وقت مضى». وأضاف «هذا الدعم سيمكن اليمن من التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار والعودة إلى مسار سلمي يضمن استقرار البلاد».

وأكد الوسيط الدولي، ان محادثات الكويت هدفها التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الصراع واستئناف حوار وطني جامع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015) وقرارات مجلس الأمن الأخرى ذات الصلة. وقال «سترتكز المحادثات على إطار يمهد العودة إلى انتقال سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني».

وأشار ولد الشيخ إلى انه سيطلب من المتحاورين وضع خطة عملية لكل من نقاط المحادثات «وهي الاتفاق على إجراءات أمنية انتقالية، انسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة؛ تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة؛ إعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع؛ وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين».

ودعا مبعوث الأمم المتحدة، الأطراف اليمنية إلى حضور جلسات المحادثات في الكويت، «بحسن نية ومرونة، من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي للأزمة الحالية»، قائلاً إن «طريق السلام قد يكون شائكاً، ولكنه سالك وممكن».

ميدانياً، توصلت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة تعز جنوب اليمن، أمس، إلى اتفاق مع ممثلين عن الأطراف المتنازعة، لبدء تثبيت وقف إطلاق النار في جميع الجبهات، ورفع الحصار عن المدينة.

وقالت مصادر في المقاومة بتعز ان اللجنة المحلية لمراقبة وقف إطلاق النار اجتمعت، أمس، وتم الاتفاق على تثبيت الهدنة في جميع الجبهات، وفتح الطريق إلى وسط المدينة، ومنها الطريقان الرئيسان الرابطان بين تعز وصنعاء من جهة الشرق، وتعز والحديدة من جهة الغرب، وشارع جمال الرابط بينهما وسط المدينة، كما شمل الاتفاق تسليم كشوف بأسماء الأسرى والمعتقلين من الجانبين إلى اللجنة.

يأتي هذا في الوقت الذي اعلن المجلس العسكري بتعز رصد 493 خرقاً من قبل الميليشيات لاتفاق وقف إطلاق النار، منذ بدء سريان الهدنة الاثنين الماضي، والتي أسفرت عن سقوط تسع شهداء و72 جريحاً، بينهم مدنيون وفقاً للمجلس.

وكانت الميليشيات قصفت، أمس، منشآت سد الجبلين جوار السجن المركزي جنوب غرب تعز، ما تسبب في انفجارات ضخمة بداخلها واحتراق خزان نفط يتبع مؤسسة النفط اليمنية التي تزود المحافظة بالمشتقات النفطية.

وشهدت جبهة حيفان جنوب شرق تعز قصفاً بالمدفعية من قبل الانقلابيين المتمركزة في جبل الهتاري وجبل الجزب، استهدف مناطق ظبي اعبوس، فيما شهدت مناطق الشقب بصبر قصف بالمدفعية من قبل الميليشيات.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تواصلت المعارك العنيفة بين الجانبين في جبهات مديرية نهم المختلفة، وسط تحليق مستمر لمقاتلات التحالف العربي في سماء المنطقة وأمانة العاصمة، دون استهداف أي موقع للانقلابيين.

في الأثناء قامت ميليشيا الانقلاب باعتقال أحد مشايخ محافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء، في مطار صنعاء الدولي عقب عودته من رحلة علاجية بالخارج، وأكد مصدر قبلي قيام الانقلابيين باحتجاز الشيخ وليد شويط احد مشايخ قبائل بني صريم بعمران، الأمر الذي دفع قبائل بني صريم للاحتشاد وإطلاق إنذار أخير للميليشيات بسرعة إطلاق سراح الشيخ شويط.

وفي محافظة الجوب شرق اليمن، قصفت ميليشيا الانقلاب منطقة وقز غرب مديرية المصلوب بعد قصف مناطق معيمرة ومزوية في المتون، ما أدى إلى استشهاد جندي من قوات الشرعية في المنطقة.

وفيما واصلت الميليشيات إرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق متفرقة في الجوف، استهدفت مقاتلات التحالف بغارات متفرقة تلك التعزيزات في مناطق المصلوب والغيل والعقبة غربي محافظة الجوف.

وفي محافظة مأرب شمال اليمن، استمرت الميليشيات في خروقات الهدنة ووقف إطلاق النار، وقامت بقصف مدينة مأرب من مواقعها في محيط المشجح وهيلان.

وفي محافظة حجة شمال غرب اليمن، استشهد ثلاثة جنود من قوات الشرعية في محيط مدينة ميدي عن طريق القنص الذي تقوم بها ميليشيا الانقلاب المتمركزة في محيط المدينة.

وفي محافظة الضالع وسط اليمن، أكد مصدر في المقاومة الشعبية أن ميليشيا الانقلاب تواصل خروقاتها للهدنة باستهدافها قرى مناطق حمك ويعيس وأطراف مديريتي دمت ومريس بالمدفعية الثقيلة والرشاشات المتوسطة، فيما عززت من وجودها في محيط تلك المناطق باليات عسكرية ثقيلة وتعزيزات بشرية قدمت من إب وذمار، وفقاً للمصدر.

من جهة أخرى، كشف تقرير حقوقي في الضالع عن ارتكاب ميليشيا الانقلاب 6174 انتهاكاً في المحافظة منذ اقتحامها العام الماضي.

وفي محافظة أبين جنوب اليمن، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع مواقع تنظيم «القاعدة» في مديريات زنجبار وجعار وخنفر، حيث شاركت في القصف مروحيات الأباتشي، التابعة للتحالف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر «القاعدة».