أخبار الإقليم

08 أبريل, 2016 04:19:28 م

إقليم عدن/خاص:

تسلمت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح من الأمم المتحدة مسودة اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض بدء تنفيذه نهار الأحد المقبل، وأكد الحوثيون وحزب صالح أنهم قدموا ملاحظاتهم علي المسودة وأن النقاش ما زال جارياً في شأنها، في حين قال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي «إن هناك توافقاً نهائياً حول المسودة».

في غضون ذلك، جددت السلطات اليمنية اتهام إيران باستمرار التدخل في الشؤون الداخلية لليمن وأكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر خلال لقائه في الرياض أمس، السفير الأميركي لدى اليمن ماتيو تولر، أن الميليشيا الانقلابية ما زالت تنشط وتعمل على تهريب الأسلحة إلى اليمن، «وتلك مؤشرات لا تنبئ برغبة حقيقية لديهم في السلام، في حين أن الجانب الحكومي جاهز للسلام». وأكد بن دغر وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أن الحكومة الشرعية تحرص على إحلال السلام الدائم في اليمن ووقف إطلاق النار، وذلك من خلال مفاوضات الكويت المزمع عقدها في 18 نيسان (أبريل) الجاري. وطالب المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغط على الانقلابيين من أجل تنفيذ الالتزامات التي يفرضها القرار الأممي 2216.

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير صعوبة إقامة علاقة طبيعية مع إيران في حال استمرت في سياستها العدوانية. وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على هامش اجتماع خليجي في المنامة أمس: «نستنكر محاولة إيران تهريب أسلحة للحوثيين باليمن وإلى دول أخرى في المنطقة».

من جانبه، دعا كيري إيران إلى أن «تثبت للعالم أنها تريد أن تكون عضواً بناء في المجموعة الدولية وتساهم في السلام والاستقرار وتساعدنا على إنهاء الحرب في اليمن وسورية وليس تصعيدها». وأدلى كيري بتصريحاته في المنامة التي يزورها للاجتماع بنظرائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون.

من جهة أخرى، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد عن انزعاج القاهرة حيال التقارير التي تحدثت عن ضبط شحنات أسلحة إيرانية أثناء تهريبها إلى اليمن على مدار الأسابيع الماضية، خصوصاً في الوقت الذي تُبذل فيه جهود إقليمية ودولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال أبو زيد إن استمرار تهريب السلاح إلى اليمن يثير علامات استفهام حول التناقض بين المواقف الرسمية الإيرانية وممارساتها الفعلية التي لا تسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتقوض التطلعات لإعادة بناء جذور الثقة بين إيران وجيرانها.

ميدانياً، اشتدت وتيرة المعارك بين المتمردين الانقلابيين، وبين قوات الجيش والمقاومة في جبهات تعز ومأرب والجوف، كما كثف طيران التحالف غاراته على مواقع المتمردين في صنعاء ومحيطها ومحافظات حجة ومأرب والجوف وتعز وعمران.

وأوضحت مصادر ميدانية من المقاومة والجيش لـ «الحياة» أن المواجهات تجددت فجر أمس، بتبادل القصف المدفعي في جبهة مديرية «نهم»، الواقعة بين صنعاء ومأرب، بعد ساعات من وصول تعزيزات للقوات الشرعية التي تسعى للوصول إلى مناطق جديدة قبل إقرار وقف إطلاق النار.

وقالت المصادر إن مقاتلات التحالف نفذت في صنعاء غارة استهدفت جبل «عطّان»، حيث يقع مقر قيادة ألوية الصواريخ الباليستية غرب العاصمة، بعد غارتين أمس استهدفتا معسكراً في منطقة «سنحان» بأطراف صنعاء الجنوبية.

وأكدت مصادر المقاومة أن أكثر من 30 متمرداً قتلوا إلى جانب عشرات الجرحى في قصف لطيران التحالف استهدف مواقعهم وآلياتهم في مديرية «حريب القراميش» غرب مأرب، وأضافت أن معارك عنيفة احتدمت في مناطق مديرية نهم قتل فيها ثمانية متمردين على الأقل، وذلك غداة وصول تعزيزات ضخمة للجيش والمقاومة في هذه الجبهة المتاخمة للأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة.

وفي محافظة تعز، قالت مصادر المقاومة والجيش إن قواتهما صدّت هجوماً للحوثيين في جبهة الضباب غرب مدينة تعز، وأضافت أنها سيطرت على عدد من التلال المطلة على الطريق الرئيس، بعدما نجحت في كسر الهجوم.

إلى ذلك، قال شهود إن غارات لطيران التحالف جددت استهداف مواقع المتمردين في مديرية الوازعية في الريف الغربي لتعز، وطاولت تجمعات لهم في مناطق «التعزية» ومناطق متفرقة من تعز، كما امتد القصف إلى محافظة حجة الحدودية.

في غضون ذلك، تواصلت المواجهات المسلحة والغارات في أطراف محافظة مأرب، وأفادت جهات مقربة من المقاومة بأن قوات الشرعية بدأت عملية لإكمال السيطرة على المناطق التي ما زالت بأيدي الحوثيين في مديرية صرواح غرب المحافظة.

وصرواح هي آخر وأهم مناطق مأرب، التي يسيطر الحوثيون والموالون لعلي صالح على أجزاء كبيرة منها، وتشهد غارات شبه يومية منذ أشهر. ودانت منظمة الصحة العالمية قصف مسلحي الحوثيين مستشفى مدينة مأرب الأحد الماضي، والذي أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طبيب، بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين.

(الحياة)