أخبار الإقليم

20 مارس, 2016 02:23:31 م

إقليم عدن/خاص:

حرر الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية في البلاد، أمس السبت، أجزاء واسعة من بلدة عسيلان التي تعد وبلدة بيحان المجاورة آخر معاقل المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محافظة شبوة جنوب غرب البلاد. وقالت مصادر محلية وأمنية في شبوة لـ«الاتحاد»، إن قوات من الجيش الوطني مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية، شنت صباح السبت هجوماً واسعاً لدحر المليشيات المتمردة من بلدة عسيلان، شمال شرق المحافظة التي استعادت الحكومة الشرعية السيطرة على معظم مناطقها في أغسطس الماضي. وذكرت المصادر أن اللواء 19 مشاه واللواء 21 ميكا يقودان الهجوم الواسع لتحرير بلدة عسيلان المرتبطة بحدود برية مع محافظة مأرب التي تخضع منذ أكتوبر لسلطة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في شرق البلاد، مشيرة إلى أن طيران التحالف العربي ساند تقدم القوات الحكومية وقصف مواقع وتجمعات للمليشيات في عسيلان وبيحان المحاذية لمحافظة البيضاء (وسط) التي يسيطر عليها الحوثيون منذ نوفمبر 2014.

وقال سكان ووسائل إعلام محلية، إن طيران التحالف شن أكثر من 20 غارة على مواقع المتمردين في عسيلان، ونفذ 15 غارة أخرى على بيحان استهدفت تجمعات وإمدادات عسكرية، كانت في طريقها إلى عسيلان، حيث طوقت قوات الشرعية مساء أمس منطقة «النقوب»، وهي مركز المديرية ومركز تجاري مهم. وقال قائد المقاومة المحلية الداعمة للجيش الوطني في عسيلان، علي حجري، لـ«الاتحاد»: «سيطرت قوات الشرعية على أجزاء واسعة من عسيلان، وباتت على وشك تحريرها، والنصر حليفنا»، موضحاً أن قوات الجيش والمقاومة حررت جبل شميس ومنطقة العلم، وتحاصر حالياً المتمردين في منطقتي حيد بن عقيل ومفرق الحمى.

وأكد مقتل 12 من متمردي الحوثي وصالح و6 من عناصر المقاومة الشعبية في الاشتباكات التي استخدمت فيها المدفعية والرشاشات الثقيلة، واندلعت في وقت مبكر السبت، واستمرت حتى وقت متأخر مساء أمس. وقال إن قتلى من المتمردين سقطوا في ضربات جوية استهدفت تعزيزات لهم كانت في طريقها إلى عسيلان قادمة من بيحان، حيث أفاد شهود برؤية سيارات محملة بجثث حوثيين ومتجه نحو محافظة البيضاء التي تشهد إضرابات واشتباكات في مناطق متفرقة منذ شهور. وأفادت مصادر في البيضاء أمس بسقوط قتلى وجرحى في اشتباكات بين المتمردين وعناصر من المقاومة الشعبية في بلدة الزاهر وسط المحافظة، فيما استمرت المواجهات بين الطرفين في بلدة حزم العدين في محافظة إب المجاورة، وسط أنباء عن إحراز جماعات المقاومة تقدماً على الأرض.

وعلى صعيد متصل، تواصلت المعارك العنيفة في تعز ثالث مدن البلاد، حيث تقدمت قوات الجيش الوطني والمقاومة بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وحررت مناطق واسعة في المدينة الاستراتيجية جنوب غرب اليمن. وقال مسؤول في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الاتحاد»، إن الاشتباكات استمرت السبت في العديد من المناطق، خصوصاً في الجبهة الشرقية، فيما شهدت الجبهة الغربية المحررة قصفاً مدفعياً متبادلاً، خلف قتلى وجرحى من الجانبين. وذكر أن مليشيات الحوثي وصالح قصفت بالمدفعية معسكر اللواء 35 مدرع في غرب المدينة الذي سيطرت عليه القوات الحكومية في العاشر من مارس الجاري، موضحاً أن القصف أسفر عن مقتل أركان حرب اللواء 35 مدرع، العميد محمد العوني، وإصابة عدد من الجنود. وأعلن المجلس العسكري في تعز «استشهاد البطل العميد محمد العوني أركان حرب اللواء 35 أثناء قيادته المواجهات مع مليشيا التمرد والانقلاب في غرب المدينة» المنكوبة جراء استمرار النزاع الدامي منذ نحو عام. ونعى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي القائد العسكري، مشيداً «بالمواقف التي جسدها العوني في التصدي للمليشيا الانقلابية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار الوطن من خلال ما تقوم به من أعمال تتنافى مع قيمنا الإنسانية والأخلاقية في محافظة تعز بشكل خاص، ومحافظات الجمهورية بشكل عام».

وأضاف هادي في برقية عزاء، أن «هذه العصابة الإجرامية أوشكت نهايتها على أيدي أبطال قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والشرفاء من أبناء الشعب اليمني الرافضين لوجودهم وأعمالهم الانتقامية». وأفشلت قوات الشرعية أمس محاولات عديدة للمتمردين لاستعادة مواقع وتباب في منطقة الربيعي في وادي الضباب غرب مدينة تعز، حيث أغارت طائرات التحالف على تجمعات للميليشيات هناك، وفي بلدة جبل حبشي المجاورة على الطريق الرئيس المؤدي إلى محافظة الحديدة الساحلية غرب البلاد. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع المتمردين في شرق مدينة تعز، حيث ترابط ألوية عسكرية وأمنية موالية للمخلوع. واستهدفت الغارات القصر الجمهوري وحديقة الحيوان ومحيط مركز الإصدار الآلي في منطقة الحوبان، ما أسفر عن تدمير دبابة وعربات عسكرية.

كما دمرت غارة جوية على محيط معسكر الدفاع الجوي في شمال غرب المدينة مركبتين للمتمردين، وقتلت أعداداً منهم، في حين قتل وجرح آخرون في قصف طال موقع الحصين في شارع الخمسين شمال تعز. وفي سياق متصل، جدد الطيران العربي غاراته على مواقع وتجمعات مليشيات الحوثي وصالح في أطراف محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء. وتركزت الضربات الجوية على محيط بلدة صرواح (غرب) آخر معاقل الحوثيين في مأرب، واستهدفت جيوباً لهم في بلدتي حريب (جنوب) ومجزر (شمال غرب).

ونفذ التحالف العربي غارات على صنعاء مستهدفاً قواعد عسكرية وتجمعات مسلحة للمتمردين في بلدة خولان (شرق)، ومواقع للمليشيات في بلدة نهم (شمال شرق) التي تشهد معارك منذ ديسمبر عندما تقدمت قوات الشرعية وحررت لاحقاً أجزاء واسعة من البلدة التي تبعد 40 كيلومتراً عن عاصمة البلاد. وأصابت غارتان، ليل الجمعة، السبت، المجمع الرئاسي ومعسكر النهدين المطل عليه جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

وأكد قائد المنطقة الخامسة في الجيش اليمني، اللواء الركن علي القشيبي، أمس السبت، عزم الجيش الوطني على مواجهة الانقلابيين حتى تحرير اليمن كاملاً. وقال القشيبي بمناسبة الذكرى الخامسة لانضمام الجيش الوطني للثورة الشعبية في 2011: «نجدد العهد باسم المنطقة العسكرية الخامسة لشعبنا اليمني العظيم والقيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بأن نظل على العهد، ونمضي على درب تحرير الوطن من الانقلابيين المغتصبين له الذين عاقبوا الشعب على خياراته التحررية الوطنية».

وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام، أن الجيش الوطني «هو جيش الشعب وليس جيش العائلة (..) وسوف يتبنى خيارات الشعب اليمني في كل الأحوال والظروف».

(الحياة)