أخبار الإقليم

15 مارس, 2016 04:17:01 م

إقليم عدن/خاص:

فيما أعلنت قيادة التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية في اليمن أمس، استشهاد طيارين اثنين من دولة الإمارات بعد تحطم مقاتلتهما بسبب عطل فني، أكد مسؤول يمني أن بلاده بصدد توقيع اتفاقات عدة في المجال الصحي خلال الأيام المقبلة مع دول مجلس التعاون الخليجي، تتجاوز قيمتها 300 مليون دولار بينما كشفت مصادر أمنية في عدن أن القوات الحكومية نجحت أمس في تأمين مقر المجلس المحلي بمديرية المنصورة شمال المدينة.

وأشار المستشار الصحي بالسفارة اليمنية بالرياض الدكتور محمد السعدي في تصريح لـ«الحياة»، إلى أن المملكة كسرت بعض البروتوكولات الموقعة سابقاً مع اليمن من أجل تسهيل علاج اليمنيين الموجودين على أراضيها، الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص، وتقديم الخدمة الصحية لهم كالمواطن السعودي، إذ تستقبل الملحقية الصحية بالسفارة اليمنية بالرياض ما بين 20 إلى 25 حالة مرضية يومياً، مقدماً شكره للمملكة لما تقدمه من تسهيلات، فيما نوّه إلى أن هناك بعض التفاهمات مع بعض المستشفيات في الرياض وجدة وجنوب المملكة لاستقبال الكثير من الحالات بمنح علاجية.

وبحسب السعدي، بلغ عدد الجرحى اليمنيين الذين استقبلتهم المستشفيات السعودية حتى الآن نحو 4152 جريحاً من أفراد الجيش والمقاومة اليمنية، إضافة إلى المدنيين المصابين جرّاء قصف الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مشيراً إلى أن أغلب الجرحى يتعالجون في مستشفيات نجران وجازان وشرورة، فضلاً عن وجود مستشفى ميداني بمنفذ الوديعة الحدودي يقدم العلاج للجرحى والمرضى، بجانب سيارات إسعاف تستقبل الجرحى ونقلهم مباشرة للمستشفيات، مؤكداً أن عدد الجرحى يزداد يومياً. وكان المسؤول اليمني ناقش أمس (الإثنين) مع مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج الدكتور توفيق خوجة، دور المكتب في مساعدة اليمن الذي يمر بمراحل صعبة، وتم الاتفاق على تفعيل ثمانية برامج كانت مجمدة متعلقة بالملاريا، وحمى الضنك، وتأهيل كوادر أقسام الطوارئ، وطب الأسرة، والتحصين خصوصاً شلل الأطفال، وعدد من البرامج المتعلقة بالطب الوقائي، في حين يتم الترتيب الآن لوضع البروتوكول اللازم لتوقيع هذه الاتفاقات وتفعيلها قريباً. وذكرت مصادر عسكرية يمنية لـ «الحياة»، أن المقاتلة الإماراتية-وهي من نوع «ميراج»- اصطدمت بأحد الجبال في مديرية البريقة بمحافظة عدن بعد تنفيذها ضربات على مواقع لمسلحي تنظيم «القاعدة». وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات «استشهاد زايد علي الكعبي ومحمد عبيد الحمادي من جنودها البواسل ضمن قواتها المشاركة في عملية «إعادة الأمل».

وقال مسؤولون يمنيون إن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما تحطمت لدى اصطدامها بجبل بعد أن نفذت غارات في منطقة البريقة. وقال هاني اليزيدي مدير عام مديرية البريقة، إن السلطات عثرت على حطام الطائرة بعد أن اصطدمت بالجبل. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الإمارات عن فقدان إحدى طائراتها الحربية في اليمن منذ بدء عمليات التحالف أواخر آذار (مارس) من العام الماضي. في غضون ذلك، أكدت مصادر أمنية في عدن أن القوات الحكومية نجحت أمس في تأمين مقر المجلس المحلي بمديرية المنصورة شمال المدينة بعد يومين من بدء عملية عسكرية مدعومة بطائرات «أباتشي» لطرد مسلحي «القاعدة» من الأطراف الشمالية والغربية لمدينة عدن. وتقدمت القوات الحكومية في مديرية المنصورة وأعادت فتح الطرق الرئيسة بين شمال عدن وجنوبها وأعلنتها مناطق آمنة ابتداء من «جولة كالتكس وعلى طول خط التسعين وصولاً إلى جولة السفينة». وأشارت المصادر الأمنية إلى أن طائرات حربية تابعة للتحالف حلقت بكثافة فوق سماء عدن فجر أمس، تزامناً مع تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من تنظيم القاعدة».

إلى ذلك، أكدت مصادر الجيش اليمني أن قواته أحبطت أمس هجوماً لمسلحي «القاعدة» كان يستهدف قاعدة العند الجوية شمال محافظة لحج، وأسفرت هذه العملية عن مقتل مسلّحين اثنين وتوقيف أربعة آخرين وتدمير سيارة وأربع دراجات نارية.

وعلى صعيد المعارك التي تخوضها القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش اليمني في جبهات محافظة تعز ضد مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، أكدت مصادر ميدانية أن القوات المشتركة واصلت أمس التقدم شمال مدينة تعز وغربها، في ظل مقاومة شرسة من المتمردين. وسيطرت قوات الشرعية على موقع «الدفاع الجوي» التابع للواء 35 مدرع في الجبهة الغربية من المدينة بعد معارك عنيفة، وذلك استمراراً للانتصارات المتسارعة التي كانت أسفرت قبل أيام عن فك الحصار الحوثي عن وسط تعز وطرد الحوثيين من المطار القديم ومقر اللواء 35. وتجاوزت قوات الجيش والمقاومة أمس مدينة النور ومنطقة البعرارة في تعز، وسيطرت على مدرسة «أبو عبيدة»، ومقر البريد في منطقة عصيفرة، كما بدأت بتطويق شارعي الستين والخمسين واقتربت من السيطرة على مفرق «شرعب». في السياق نفسه، أغار طيران التحالف على مواقع المتمردين وتعزيزاتهم في نهم وأرحب والطيال شمال صنعاء وشرقها وجنوبها الشرقي، وسط أنباء عن تدمير آليات لهم ومقتل وجرح العديد من المسلحين. سياسياً، اعترف رسمياً ولأول مرة، رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد، وهو ثاني شخصية في الجماعة بعد زعيمها عبدالملك الحوثي، بوجود «تهدئة» على الحدود بين اليمن والسعودية، كاشفاً عن وجود ما وصفها بـ «التفاهمات الأولية» مع الجانب السعودي. وقال الصماد في تصريح بثه على صفحته الرسمية على «فايسبوك»: «لن ندير ظهورنا لأي تفاهمات أو مبادرات قد تفضي إلى وقف الحرب، من أي طرف كان».

(الحياة)