لا شك أن تنظيم القاعدة في اليمن يعيش آخر مراحله العمرية، وأصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة في حضرموت التي تم تطهيرها من عناصره بقوات من الجيش الوطني وعناصر من القوات الخاصة السعودية والإماراتية بإسناد من طائرات التحالف، وتعدّ عملياته الغادرة في المكلا دليل على احتضاره وإن كانت ببصمات داعش، شقيقة القاعدة وأحد أوجهها القبيحة.
يتوهم الانقلابيون الحوثيون وأذناب المخلوع صالح،بأن ورقة الإرهاب ستكون هي الرائجة في المناطق المحررة ومحافظات البلاد الغنية التي تخلصت من دنس الانقلابيين، لحصد ثمار ذلك دوليا وتسويقه على أن التخلص من مليشياتهم يعني زرع بيئة خصبة للإرهاب، وهي فعلا ما زرعها المخلوع طوال عقود لتصبح صورة نمطية عن اليمن، وهو ما جعله يعتقد أن بإمكانه استغلال ذلك في الوقت الحالي، على الرغم من الفارق الشاسع بين الظرفين.
بات ما يصنعه الانقلابيين في محافظات الجنوب إرهاب وترويع نكالا ووبالا عليهم، وها قد أصبحت ورقتهم الأخيرة هدفا معلنا لقوات التحالف العربي المشترك بقيادة المملكة العربية السعودية، والتحالف الإسلامي، ليصبح الانقلابيين وسط كماشة ونهاية محتومة لا بد منها، ما دفعهم إلى إعلان عدم موافقتهم على إصدار بيان يؤكد دعمهم للعمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، فلم يعد هناك مجالا لتورية ذلك، وأصبحوا يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أوراقهم السياسية القذرة.
للإرهاب وجوه متعددة، لكن الحوثيين والموالين للمخلوع جمعوا معظم وجوه الإرهاب هذه، فمارسوا الإرهاب السياسي والإرهاب المجتمعي والإرهاب المذهبي ويواصلون شتى صنوف ذلك على اليمنيين بتواطؤ من المجتمع الدولي، ولو لا أن تفطنت دول الإقليم لذلك لأصبح اليمن إيراني يعبث بدول الجزيرة العربية من عدة اتجاهات.
التحالف العربي أعلن مؤخرا انطلاق عملياته العسكرية المشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وأسفرت عملية حضرموت العسكرية عن مقتل أكثر من800 عنصر من عناصر القاعدة وقياداتهم، لتؤكد للعالم جديتها في البحث عن الاستقرار في اليمن، بعيدا عن الحروب والصراعات الداخلية والمآسي الإنسانية، على عكس ما يروج له أعداء السلام والرخاء والاستقرار وخصوم التنمية.
لم يعد هنالك مجال للانقلابيين ومليشياتهم ومشروعهم الإيراني لإيجاد مخرج من ورطتهم التي أوقعوا أنفسهم فيها بمشورة من طهران، وبات المجتمع الدولي يحاول إيجاد مخرج للأزمة اليمنية على طاولات الحوار، لكن فرصتهم هذه تتلاشى شيئا فشيئا أمام تعنتهم وتكرار أخطائهم السابقة، وهو ما قد يدفع التحالف العربي المشترك إلى خوض معركة صنعاء بعد ان ترك مجالا للحلول السلمية التوافقية التي يرفضها هؤلاء عبر مماطلتهم وتجاوزاتهم وخروقاتهم المستمرة، ويضع حدا لطموحاتهم المراهقة، ويدفع اليمن نحو الاستقرار والبناء والتنمية.