كتابات وآراء


03 يوليه, 2015 11:25:00 م

كُتب بواسطة : فراس اليافعي - ارشيف الكاتب


تواصلعدن وإلى جوارها مدن يمنية أخرى، نزيف دماء أبناءها ثمنا لمخطط دولي كبير يرمي إلىخلق شرق أوسط جديد مشغول بصراع ذاته، بتسهيل من أكبر منظمات العالم التي غالبا ما تنظرإليها دول العالم الثالث كنصير دائم لقضايا الضعفاء، غير أنها استمرأت الخضوع للهيمنةالدولية.

يومابعد آخر، يجرع المتمردون الحوثيون ومن خلفهم قوات المخلوع علي عبدالله صالح المدنيينفي عدن ويلات جرائمهم المتتابعة، ويقصفون المدن المتبقية المكتظة بعشرات الآلاف منالنازحين على مرأى ومسمع العالم، في حين يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد طاولة مشتركةلمن أسماهم ب"الأطراف اليمنية" دون تعريج على الجرائم ضد الإنسانية وجرائمالحرب التي ينتهكا المراهق عبدالملك والمراوغ صالح بحق المدنيين العزل.

هل يعقلأن ينجح الوغدان، صالح والحوثي، في مراوغة أكبر قوة في العالم، من خلال إطالة أمد المشاوراتاليمنية التي تسبق أي اتفاق إلى حين تحقيق أكبر مكاسب على الأرض؟ كما فعلوها في محافظةالجوف، وكما يفعلونه ألان في سعيهم الحثيث إلى تشكيل حكومة كأمر واقع تضطلع لاحقا بالمفاوضاتالمقبلة كند للحكومة الشرعية..

ظننافي بداية الأمر أن صفحة "جمال بنعمر" قد طويت ليبدأ العهد الجديد للعصا الدوليةفي قمع الأيادي المتطاولة في اليمن، لكن ذلك لم يكن سوى سطر جديد في ذات الصفحة. عُين"ولد الشيخ" كمبعوث أممي إلى اليمن ليواصل ما بدأه "بن عمر"..لا شيء جديد هنا!!.

تجسددور "ولد الشيخ" بالإخفاق الذي مُني به مؤتمر جنيف الذي منح المتمردين الحوثيينوحليفهم صالح اعترافا دوليا كطرف شرعي، ليؤكد عدم امتلاك الأمم المتحدة رؤية لحل معضلةاليمن، إلى جانب إرسالها وسيطا ذو قدرات (إغاثية) محدودة، لملف بالغ التعقيد كالملفاليمني، كأول ملف سياسي يتلقاه رجل لا يمتاز بالحنكة السياسية التي يجب توافرها فيالوسيط الأممي.

يبدوواضحا وجليا دور الأمم المتحدة المشبوه في اليمن، كغيرها من الدول العربية الشقيقة،فمسألة تخليها ﻋﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺒﻨﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ 2216 ﻛﺄﺭﺿﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ كانت شاهدا كبيرا إلى جوار شواهد أخرى عديدة، لم تستثن منها عمليات الإغاثةالإنسانية.

حيناتفق اليمنيون على مخرجات مؤتمر الحوار وفقا للمبادرة الخليجية التي تمثل المخرج الوحيدللأزمة اليمنية، كان يفترض بالأمم المتحدة أن يكون لها دورا إيجابيا في دعم ذلك، لاأن يترك وجه إيران في اليمن يطل بتجاعيده من جديد ليخلق أزمة جديدة ينفرط بعدها عقدالأزمة بينما وسيطها الدولي يبحث عن الفاعل على الرغم من مشاركته مأدبة الغداء في صعده!!.

وحينأمن صالح والحوثيين مكر المجتمع الدولي وقواته العظمى، ارتكبوا وسيظلون يرتكبون أبشعالجرائم المروعة بحق المدنيين الآمنين بمنازلهم دون حسيب أو رادع دنيوي، طالما أن العصاالدولية الرخوة لن تطالهم، بل تشجعهم ضمنيا على فعل ذلك، والظروف الرخوة دوليا .

باتتالمخاوف اليوم من تكرار صالح بمساعدة حلفاءه المراهقين من تكرار قبحه الماضي قبل21 عاما، بإسقاط عدن وما جاورها مرة أخرى في السابع من يوليو، كما فعل في عام 1994م،فاستهداف مدن عدن الأخرى في هذا التوقيت وبهذا الشكل مؤشر خطير على نيته تكرار فعلتهمجددا، يزرع بقذائفه الرعب في قلوب الآمنين، ويترك لهم عشرات الشهداء كأنموذج لما هوآت ليجبرهم على مغادرة مدنهم والنزوح مرة أخرى، تمهيدا لاجتياحها ليسقط عدن كليا..وأتمنى كل التمني أن لا يتحقق توقعي هذا.

فحالةاليوم شبيهة بما حدث في 1994م، حين كان صالح يبدي استعداده لتنفيذ قرار مجلس الأمنالداعي إلى وقف لإطلاق النار، ليذهب هو في اتجاه استجماع القوة العسكرية وحشدها علىأبواب عدن ليصدر القرار فيما قوات صالح تجتاح مدينتي عدن والمكلا وسيطرت عليهما.