كتابات وآراء


08 فبراير, 2015 02:16:00 م

كُتب بواسطة : عبد السلام بن عاطف جابر - ارشيف الكاتب


ليس من العجيب أن تجد شعباً يسب من خدمه ويمدح من هدمه ؛ فالرأي العام مبني على المزاجية ؛ وتستطيع أن توجهه إلى حيث تريد بالكذب المنظم المتتابع ، فهكذا كانت استراتيجية النازي جوبلز . . . 
و السياسي الانتهازي يبحث عن هؤلاء "الفاشل والعاجز" ، فهم النوع الذي يستطيع إدارته والتعايش معه . لاتهمه الثورة ، ولايهمه الشعب ولا الوطن ؛ فهدفه الأول بناء المجد السياسي الفردي ، والكسب الشخصي مادياً ومعنوياً  ؛ ولم يعد عليه أي ضغط أخلاقي أو وطني أو ديني ؛ فالشعب قد شرعن لهم مطالبة المجتمع الدولي بتحرير الجنوب...!!!  أي أنَّ المسؤلية تقع على عاتق المجتمع الدولي .
السياسيون والسياسيات والناشطات والناشطون والقائدات والقائدون  وكل نملة تلعق التراب السياسي يطالب المجتمع الدولي بضرورة تحرير واستقلال  الجنوب...!! وبالتالي فهم غير مطالبين بتحريره أو القيام بأي فعل ثوري حقيقي لتحرير الجنوب .
وهذا يسميه علماء الفسفة "الاستحمار المباشر" .    
أيُّها الناس ؛ إنَّ الجنوب وطننا وليس وطن السعودية ولا دول الخليج ولا المجتمع الدولي حتى نطالبهم بتحريره . . . نحن المعنيون بتحريره  ؛ والعالم كله سيكون خلفنا إذا بدأنا فعلاً بالحركة المخططة على الأرض لفرض تحريره رغم أنف الغزاه ، الذين أصبحوا فاقدين للمشروعية الدولية والأخلاقية والدينية ، ولم تعترف دولة واحدة في العالم بدولتهم اليوم باستثناء إيران . 
ولكن كيف نحرره إذا كنا ندور في نفس الحلقة .
في كل جولة نضالية أو دورة سياسية في كل أنحاء العالم تتنحى قيادات وتتقدم قيادات أخرى لقيادة المرحلة لعلَّها تكون أكثر كفاءة وقدرة من التي سبقتها إلَّا في الجنوب لايحدث ذلك...!!! بل يُعاد انتاج الفاشلين والفشل بمسميات جديدة .
في الجنوب لدينا حوالي ١٠٠ إسم تجدهم في جميع المكونات يتنقلون من مكون إلى آخر ؛ من لجنة إلى أخرى . . . لم يتركوا لجنة ولا قيادة إلَّا كانوا فيها . . . لم يتركوا منظمات المجتمع المدني  إلَّا دخلوها . . . حتى مشيخة القبائل أخذوها . . .  إذا جاءت قناة فضائية تبحث عن إعلاميين كانوا هم الإعلاميون ؛ وإذا بحثت عن محللين سياسيين كانوا هم ؛ وإذا بحثت عن قيادات كانوا هم ؛ وإذا بحثت عن مواطنين كانوا هم....! .  
على أنَّهم لايلامون في ذلك ؛ فاللوم اليوم يقع على الشعب الذي فشل في ثورته ضدهم في اعتصام خورمكسر ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ عندما أعطاهم مهلة "ثلاثة أيام" يتحدوا أويسقطوا ويتم تشكيل قيادة من الساحة" . . . فنسي المعتصمون سبب اعتصامهم ، وسلَّموا رقابهم لنفس القيادة ، واصبح المعتصمون البقرة الحلوب التي تدر على القيادات الأموال من كل مكان .
والشعب الذي يعجز عن اسقاط المستحمرين والمستبقرين لايستطيع اسقاط المستعمرين .
عندما أخلوا مع نفسي ؛ أشعر أني في مصنع تدوير المخلفات والنفايات "أنا عملت في إدارة منشأة لتدوير المخلفات" كنت ازدري المخلفات ؛ مع أنني أنتجت أشياء كثيرة منها تخدم البشرية . . . لم أشعر بخطورة المخلفات كما شعرت بها اليوم في المخلفات السياسية الجنوبية التي يُعاد تدويرها من جديد ؛ من مكون إلى مكون ؛ ومن هيئة إلى هيئة . وكلَّما فشلوا في جولة نضالية ، تركوا الشعب الجنوبي وراء ظهورهم  "على قارعة الطريق" وقفزوا إلى جولة جديدة تعيد إنتاجهم كقيادة للجنوب...!!!  
هل يعقل أن من فشل في إدراة قطعة أرض مساحتها ٢ كيلو متر مربع  -اعتصام خورمكسر- يستطيع أن يدير هيئة تقود ثورة على أرض مساحتها ٣٣٥ ألف كيلو متر مربع....؟ .. هذا مستحيل .
أمَّا غير هؤلاء ال١٠٠ شخص ؛ فلا تستطيع البقاء في الساحة السياسية الجنوبية إلَّا في حالتين ؛ إمَّا أن يكون مصدر للمال أو مصدر للأفكار ؛ يتعامل معهم المهيمنون على القرار الجنوبي  سواءً حديثو النضال أو المعاد تدويرهم  من برج عالي ، وكأنهم الملوك ونحن الاتباع ندفع لهم أموالنا وأفكارنا ، ولا يمكن القبول بنا كشركاء في القيادة والقرار . . . وهذا مالايقبله أي شخص يحترم نفسه ويعرف واجبه نحو هذا الشعب الصابر . 
أيُّها الناس ؛ إنَّنا في هذه الأيام الحاسمة بحاجة إلى مزيد من الصراحة والصدق ؛ وعلى كل مواطن أنَّ يسأل نفسه ما نتيجة شعارات وتصريحات وبيانات فلان وعلَّان ؛ طبعاً فلان وعلَّان قد يكون رئيس سابق أو قيادي أو ناشط أو ضابط أو مكون سياسي أو جماعة مسلَّحة....؟  .. سوف يجد النتيجة " صفر " بل حتى الصفر لايستحقونه فالصفر "رقم" غيَّر مجرى تاريخ علم الرياضيات منذ اكتشافه .
عموماً ؛ أتمنى أن ينجح المسؤول على إدارة تدوير النفايات السياسية الجنوبية هذه المرَّة  ؛ فهو رجل جيد ويمتلك خبرات وكفاءة لايستهان بها ؛ رغم ذلك وقع في خديعة من يشرعن الآخر ؛ هل هم من يمنحه مشروعية نضالية أو هو من يمنحهم مشروعية قيادية جديدة...؟ 
الإجابة على القارئ . 
والله أعلم .