أخبار الإقليم

08 أكتوبر, 2015 01:38:16 ص



اقليم عدن/خاص:

فيما تمسكت الحكومة اليمنية بالبقاء في عدن وعدم مفارقتها، على الرغم من الهجمات التي استهدفت مقرها في فندق القصر وسط المدينة، أول من أمس وأدت إلى استشهاد 15 جنديا، بينهم أربعة إماراتيون هم: أحمد الحمادي ومحمد السيابي وعلي الكتبي ويوسف الكعبي، وسعودي هو هادي محنشي، طالب يمنيون بضرورة تشديد الرقابة الأمنية في عدن وبسط الأمن ولو عن طريق القوة، واجتثاث الجماعات التي يمكن أن تثير الإشكالات لاحقا.

وقال مجلس الوزراء اليمني، بعد جلسة طارئة في عدن أمس، إن كل المحاولات الرامية إلى دفع الحكومة الشرعية لمغادرة البلاد "مصيرها الفشل"، وجددت تحميلها للمتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح مسؤولية الهجمات، مشيرة إلى أن صالح اعتاد تحريك الحوثيين والقاعدة لتحقيق أهدافه الخاصة، وها هو اليوم يستخدم تنظيم داعش.

محاولات عبثية

ووصف المجلس الهجمات بأنها "محاولة يائسة وعبثية"، مجددا "تصميمه على إنقاذ اليمن من الفوضى التي يريدها أعداؤه ومن يعملون لحسابهم من قوى إقليمية. وأنه عازم على مواصلة دوره الوطني والتاريخي، في هذه المرحلة الاستثنائية من عدن، حتى استكمال تحرير جميع مناطق البلاد، وإعادة الشرعية الدستورية ودولة المؤسسات، وإنهاء جميع مظاهر الانقلاب لميليشيات الحوثي وصالح".

ومضى المجلس قائلا في بيان عقب الاجتماع، إن الدولة والحكومة ستتحملان كل مسؤولياتِهما في الإغاثة وإعادة الأعمار، بمعاونةِ بقية الدول والمنظمات الداعمة لليمن، مشيرا إلى أن السلطات المحلية لن تدخر جهدا في عمل كل ما يلزم لإعادة الأوضاع وحفظ الأمن والاستقرار في اليمن، بالتنسيق مع المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي. مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لإسناد الجهود التي تقوم بها في مجال الإغاثة وإعادة الإعمار وتحرير بقية أجزاء البلاد من سيطرة ميليشيات الانقلاب.

بسط الأمن

إلى ذلك، دعا مصدر أمني، رفض الكشف عن هويته، في تصريحات إلى "الوطن"، إلى تشديد القبضة الأمنية على مدينة عدن، مشيرا إلى وجود مجموعات مسلحة تثير الفوضى في المدينة، وقال: "الحكومة الشرعية تتعامل بنوع من التفهم، وربما كان هذا مفهوما في البداية بعد الأيام التي تلت تحرير المدينة، رغبة منها في عدم استعداء المواطنين، ومراعاة الوضع الذي كانوا يعيشونه خلال فترة الاحتلال الحوثي، لكن بعد أن استقرت الأحوال وعادت الحكومة الشرعية، ينبغي التعامل بحسم مع كل مظاهر الفوضى، واجتثاث جيوب التمرد والفوضى، وحصر السلاح بيد الجيش والأجهزة الأمنية والمقاومة الشعبية، حتى لا تضيع المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية، بتضحيات الثوار ودعم التحالف".

وقال المصدر "هناك مجاميع مسلحة تثير الفوضى، سبق لها أن اعتدت على مرافق حيوية، مثل المطار ومقر الحكومة، كما أن هناك من يبتزون المواطنين، بذريعة دعم الثوار، وهو ما نفته قيادة المقاومة، وأكدت عدم وجود أي صلة لها بهؤلاء. بل إن الأمر وصل إلى درجة اغتيال شخصيات قومية فاعلة، كان لها دور كبير في تحرير المدينة، إذ قتلوا برصاص مجهولين، بينهم شخصيات عسكرية. لذلك أرى أنه لا بد من حملة تمشيط ضخمة تقوم بها قوات التحالف والمقاومة الشعبية لنزع السلاح وحصره بيد الدولة، وتوقيف كل المشبوهين".

قرقاش: شهداؤنا يحمون المنطقة من الفتن

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات، أنور قرقاش، أن الهجوم الذي تعرض له فندق القصر في عدن، أول من أمس، وأودى بحياة أربعة جنود إماراتيين، يؤكد أن أيام الانقلاب الحوثي باتت معدودة، وأن النصر الحاسم سيتم خلال أيام معدودة، مشيرا إلى أن الجنود الذين استشهدوا في ذلك الهجوم قدموا أرواحهم فداء لدينهم وبلادهم. وقال في تصريحات صحفية "تضحيات أبنائنا وشهدائنا مصدر اعتزاز، وضرورة لمن يريد أن يحمي المنطقة على مدى العقدين المقبلين من شرور الفتن التي يثيرها من لا يريد لها ألا تتمتع بأمنها واستقرارها، ولمن يريد لدولنا أن تسقط كما سقط غيرها. ودخولنا اليمن قرار استراتيجي لم يكن سهلا، هل نواجه الخطر الأصغر اليوم أم الأكبر بعد عشرة أو 15 عاما؟

وأضاف قائلا؛ "أعتقد أننا أمام مشهدين: الأول، هو أن التمرد اليوم في وضع صعب، بعد الانتصار الكبير في مأرب، والخاطف في باب المندب. وأصبحنا نرى مؤشرات بتداعي جبهة التمرد وتداعي التحالف بين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح. ندرك ذلك من خلال رغبة المخلوع في المغادرة، بينما العمليات العسكرية تسير سيرا حسنا، وتقدمنا يعوقه وجود آلاف الألغام التي زرعها المتمردون دون أي مراعاة لما بعد فترة الأزمة.

وتابع: "المشهد الثاني، هو وجود كبير في فترة ما قبل الأزمة لعناصر متطرفة تكفيرية تعاونت مع صالح في السابق، واستعملها حين أراد، واستغلت الفوضى والفقر في اليمن، خاصة في الجنوب، وهي نتيجة لما شهدته المنطقة لأكثر من عقدين من دعوات تطرف".

معاذ يفجع أقاربه وجيرانه

أثار خبر اشتراك الشاب معاذ المكنى بـ"أبو سعد العدني" ضمن الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم أول من أمس على فندق القصر بعدن، صدمة كبيرة في أوساط المدينة، خصوصا الذين يعرفونه، إذ أكدوا أن معاذا لم تظهر عليه أي علامات تشير إلى التحاقه بالمتشددين، وأنه كان طوال حياته مضربا للمثل في التواصل والتراحم وحسن التعامل مع جميع جيرانه.

وقال الشاب الجامعي سعيد منصور، إنه يعرف معاذا منذ فترة طويلة، ورافقه لسنوات في المراحل الدراسية، وقال "معاذ كان صديقي، وزاملته في الدراسة  لسنوات عدة، لم أعرف عنه سوى أنه شاب ودود مسالم، قليل الكلام. كان مشهورا بحسن خلقه. لذلك كانت صدمتي كبيرة عندما سمعت خبر مقتله في الهجوم، وأنه كان يقود إحدى السيارات المفخخة التي هاجمت الفندق، ويبدو أنه تعرض لعملية غسل دماغ مكثفة، حولته في وقت وجيز من شاب مفعم بالحياة إلى شخص يائس يبحث عن الموت، لنفسه وللآخرين".

من جانبه، أشار الموظف بدائرة الأحوال المدنية سالم العلمي إلى أنه يسكن جوار أسرة معاذ، ولم يكن يتوقع في يوم من الأيام أنه سيتحول إلى إرهابي يقود سيارة مفخخة لقتل الآخرين.

وأضاف قائلا لـ"الوطن"، "مشكلة معاذ مشابهة لمشكلات غالبية الشباب في اليمن، وعدن على وجه الخصوص، وفي مقدمتها تضاؤل الأمل في الحصول على عمل يوفر له مستقبلا كريما، ويبدو أن المتشددين باتوا يركزون على استغلال هؤلاء، ويستقطبونهم عبر الأكاذيب والأماني البعيدة عن الحقيقة، لذلك أطالب بالتركيز على إبعاد الشباب عن براثن الإرهابيين، حتى لا يتحولوا إلى قنابل موقوتة".

(الوطن)