أخبار الإقليم

22 سبتمبر, 2015 03:02:11 ص

أقليم عدن/خاص:

اتفق محللون يمنيون على أن قيام جماعة الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح بقصف مخزن الأسلحة في صافر الذي راح ضحيته عشرات الجنود الإماراتيين، هو خطأ استراتيجي كبير اقترفته الجماعة المتمردة، من شأنه أن يعجل بزوالها، ويسرع من الخطوات التي يتخذها التحالف لتحرير العاصمة صنعاء وبقية محافظات اليمن، مستدلين بالأعداد الضخمة من الجنود التي يعكف التحالف العربي الذي تقوده المملكة على حشدها، استعدادا لإعلان عملية التحرير.

حماقة التمرد

قال الأستاذ بجامعة الحديدة ناصر العمراني إن المتمردين ارتكبوا حماقة كبرى دون أن يحسبوا عواقبها، وإن الصاروخ الذي فجروه في مقر جنود التحالف سيرتد عليهم بالآلاف، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "بهذه الخطوة الحمقاء وضع المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح نقطة في آخر سطر عدوانهم الغاشم على الشعب اليمني، وكتبوا آخر فصول مأساتهم، فها هم آلاف الجنود يحتشدون من دول التحالف العربي كافة لإسقاطهم، وها هي المدرعات والآليات الضخمة ومختلف المعدات الحربية الضخمة تعبر الحدود للمشاركة في ملحمة النصر الكبير، ولا أجاوز الحقيقة إذا قلت إن عمر التمرد لن يتجاوز أياما معدودة، وسوف يرتاح الشعب أخيرا من كابوسهم الذي جثم على صدرهم طيلة الفترة الماضية". وتابع العمراني بالقول "الحرب لم تعد مجرد عمليات عسكرية غير محسوبة، بل صارت علما دقيقا يحسب فيه كل طرف حسابات الربح والخسارة لأي خطوة، قبل الإقدام على اتخاذها. إلا أن الجماعة المتمردة التي لم تعرف طوال تاريخها سوى العشوائية والارتجال كان بعيدة كل البعد عن إدراك هذه الحقائق البديهية، وظنت أن اعتداءها على جنود التحالف سيمر دون عقاب، وها هي تفتح على نفسها أبواب الجحيم، وتكتب بنفسها آخر سطورها".

تسريع الحسم

بدوره، قال المحلل السياسي ناجي البيحاني إن الجريمة التي اقترفها المتمردون في صافر أثارت عاصفة كبرى بوجه قوى الانقلاب التي تعرضت خلال الفترة الماضية إلى ضغط عسكري غير مسبوق، عبر قصف عنيف ومكثف لطيران التحالف العربي ونشاط المقاومة على الأرض، ما أوقع في صفوفها خسائر كبيرة.

وأشار إلى أن عبور أعداد كبيرة من قوات النخبة السعودية إلى اليمن أول من أمس يعد تطورا مهما، سوف يكون له تأثير كبير في مسار الحرب، حيث ستعمل هذه القوات المتجهة إلى مأرب على تقوية الجبهة هناك.

وأشاد البيحاني بخطوة التحالف الأخيرة الرامية إلى تسريع حسم المعركة في اليمن، بعد أن كانت أقوال بعض المحللين تشير إلى أن الحادث سيؤدي إلى إبطاء الوتيرة، وأن دول التحالف سوف تعمد إلى مراجعة خططها، وتابع بالقول "تسريع الإجراءات يؤكد على قوة الالتزام الخليجي بتخليص اليمن وإنقاذه من الانقلاب، ومن التدخلات الخارجية، وهو ما عبَّر عنه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد صراحة، حينما قال إن أبناء القوات المسلحة في ميادين المعركة زادت عزيمتهم وتصميمهم بعد الحادث الأليم، على تحرير وتطهير اليمن. كما أن استشهاد الجنود الخليجيين زاد من حجم التعاطف مع قوات التحالف، وزاد من التلاحم والتأييد الشعبي لعمليات إعادة الأمل".

(الوطن)