أخبار الإقليم

19 سبتمبر, 2015 01:22:36 م

إقليم عدن/خاص


روى قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن أحمد سيف المحرمي، في مقال مطول، كيف تم تحرير عدن، ثم قرى ومدن الجنوب عقب احتلالها من قوات الرئيس اليمني المخلوع "علي عبدالله صالح"، ومليشيات الحوثي.   وتضمنت مقالة المحرمي أحداثاً مثيرة، تنشر لأول مرة.   وقالت مصادر مقربة من اللواء المحرمي إنه تحفظ عن ذكر تفاصي أخرى، أكثر إثارة بوصفها "أسرار عسكرية، لم يحن وقت نشرها".   عدن مونيتور ينشر قصة التحرير كما رواها قائده.   قصة تحرير عدن، والجنوب   بعد تحالف الحوثيين وعلي عبدالله صالح اعتبرت الجنوب وعدن بحكم كثافة القوة العسكرية المتمركزه فيها (9 ألوية مدرعة وميكا 10 الف امن مركزي) ساقطة بيد الانقلابيين، وقد وصل المحتلون الی قصر الرئاسة في المعاشيق خلال يومين وسيطروا علی مطار عدن ومينائها.   انقض الشباب والسكان وعسكر خليك بالبيت وشكلوا مقاومة في جبهات متعددة، كريتر، المعلا، خورمكسر، الممدارة، الشيخ الدويل، دارسعد، البساتين، جعولة، بيراحمد، وكل مدن وقرى الجنوب، وعدن، ومع قوة الضربة المعادية وقلة الامكانيات استطاع المحتل تجزئة الجبهات والفصل بين بعضها.   وبالعمليات القتالية النشطة احتل العدو مطار عدن وميناءها وتمسكت المقاومة بميناء النفط وشركة بي بي واصبحت عدن مناصفة بين المقاومة والمحتلين من حيث الجغرافيا وثلثين بثلث من حيث اهمية المنشات (الميناء - المطار) مع المحتلين وضغط العدو المقاومة في هلال ضيق طرفه من الغرب، مدينة الفردوس عمران، ومن الشرق جزيرة العمال.   مع حصول المقاومة علی الاسلحة والذخائر وزيادة النشاط الجوي لقوات التحالف بدأت المقاومة تفكر في عملية هجومية لكسر الهلال الذي يكونه العدو، وقد بدأت في عملية هجومية محدودة في جولة السفينة، دارسعد، طريق عدن-تعز، تكللت بالنجاح بفك الحصار الذي اراد العدو ان يفرضه علی مديرية دارسعد وهي من انشط جبهات المقاومة، رقم كلفة النجاح الكبيرة.   بدأ التفكير في تحرير المطار وحصل تباين في وجهات النظر بين من يريد تحرير عدن ومن ضمنها المطار في عملية هجومية جريئة، ومن يريد كمرحلة اولی تحرير المطار كعمل اعلامي وانجاز امام القيادة والراي العام.   تفوق الرأي الثاني وتمت اكثر من عملية تهدف الی تحرير المطار ولم يكتب لها النجاح، عندها اعدت خطة تحرير عدن كالتالي:   يتم الدفاع بثبات علی جبهة بئر احمد، جعولة، البساتين، دارسعد، الممدارة، علی ان تقوم القوات الريسيه بالهحوم بثلاث شعب:   1- شعبة باتجاه جزيرة العمال تصل الی جولة 26 سبتمبر في خور مكسر وتقطع الطريق بين خور مكسر والمعلا كمهمة مباشرة ومهمة تالية تواصل الهجوم للسيطرة علی ميناء المعلا والمعلا، 2- شعبة اتجاه المطار تهاجم باتجاه المطار جولة الرحاب بمهمة مباشرة هي السيطره علی جولة الرحاب المطار واستعادة خور مكسر، ومهمه تالية تواصل الهجوم للسيطرة علی كريتر، 3- شعبة ثالثة تهاجم باتجاه العريش ساحل ابين بمهمة فصل عدن عن ابين ولحج ومنع امداد القوة المحتلة عن طريق ابين او لحج وكذلك منع انسحاب القوات المحتلة لعدن وتدميرها او استسلامها.   حتی نهاية اليوم الثاني للعملية يتم استكمال استعادة خور مكسر، المعلا، كريتر، ودخول التواهي ومع نهاية اليوم الثالث يتم تحريرعدن كاملا.   وقد لقيت هذه الفكرة استحسان فخامة الاخ الرئيس حيث ابلغته بها شخصياً وصادق عليها، عند تقدير قوات المحتلين في عدن وجدنا ان استخدام السلاح الثقيل داخل المدينة سيؤدي الی زيادة التدمير والخسائر لذلك فكرنا بالبدء في كسر الطرف الغربي لهلال التطويق في منطقة عمران ونهدف من هذا العمل الی:   - اختبار قدرات قواتنا القتالية - اخراج جزء من قوات المحتل من عدن لتعزيز عمران. - فتح الحصار لدخول مقاومة الصبيحة الی عدن.   فعلا كان لنا ما اردنا فقد ثرثرنا في التلفون كثيراً عن عمليات عمران مع علمنا ان تلفوناتنا مراقبة.   بدأنا نستلم معلومات من مقاتلينا في جبهات عدن عن تحرك دبابات واطقم من امامهم باتجاه المؤخرة.   كما وصلتنا معلومات من جبهة عمران عن وصول تعزيزات للعدو الی الحبهة، اذا نجحت الفكرة.   وكانت فكرة تحرير عمران كالتالي: ينطلق الهجوم من فقم بشعبتين، 1- علی طول الشريط الساحلي عمران. 2- علی طول الطريق المسفلت -الفردوس ثم قطع طريق الوهط -عمران ومنع انسحاب القوات المحتلة من عمران باتجاه الوهط لحج وكذلك قطع الامداد علی هذه القوات،حتی نهاية اليوم يجب علی قواتنا المهاجمة بشعبتيها اكمال مهامها باحتلال عمران وفتح الطريق با تجاه المندب، وكانت المفاجأة المذهلة هي:   مع بداية الهجوم تدفق الالاف من الشباب والمواطنين علی سياراتهم وعلی الموترات وعلی سيارات القلابات حضر الشخصيات الاجتماعية، والمسؤولين، واساتذة الجامعات، وأئمة المساجد والاطباء والممرضات واذا بنا امام حشد جماهيري غير متوقع وكاننا ذاهبين الی احتفال او الی ملعب كرة قدم. المفاجأة الاخرى كان حجم الغذاء والعصائر والماء الواصل الی المقاتلين في الجبهة لاحدود له من كل بيت من كل بقالة من كل مطبخ وصلت الوجبات والعصاير.   تم تنفيذ المهام حسب الخطة ومع نهاية اليوم تم استعادة عمران وقطع طريق الوهط-عمران واسر الوحدات المحتلة والاستيلاء علی عتادها.   الإقدام - الجرأه والاستبسال الذي سجلوه مقاتلو المقاومة الجنوبية وكذلك الأسلحة والذخائر المستولى عليها عززت ثقت مقاتلينا بالنصر.   لذلك بعد يوم من تحرير عمران بدأت عملية تحرير عدن حسب الخطة حيث اندفعت قوات المقاومة الجنوبية في وقت واحد ومن الثلاثة الاتجاهات الرئيسية المحددة بالخطة وخلال النصف الاول من يوم العملية الاول تم خرق دفاعات العدو وفصل قواته الرئسية عن مؤخرتها وكذلك حرمان العدو من الانسحاب او المناورة بالقوة والوسائل، وخلال ثلاثة أيام من العمليات الهجومية النشطة تم استكمال تدمير واستسلام القوات المحتلة واستعادة كامل محافظة عدن بمطارها ومينائها، لم يؤدي تحرير عدن الی تامين مينائها ومطارها من صواريخ الكاتشا (اورجان) بعيدة المدا، لذلك بدأنا بعمليات قتالية نشطة لتحرير العلم علی ساحل ابين، ومنطقة الوهط وصبر في لحج إلا أن شبكة الدفاع التي بناها المحتلون كانت محكمة اذ تتكون من حقول الألغام م/د، وم/الأفراد ومقاطع كبيرة من الأسوام والحفر المحمية بالألغام وشبكة نيران محكمة قوامها نيران الأسلحة الفردية والمتوسطة والهاونات المحمولة والثقيلة مدعومة براجمات الصواريخ المحمولة، وقد ألحقت هذه المعارك دماراً كبيراً علی طول عدن-لحج المأهولة ذات المباني العالية، كما ان مزارع جعولة، بئر احمد، قد خلقت بيئة دفاعية مناسبة تعيق الاعمال الهجومية لقواتنا ووفرت الاشجار الكبيرة ومزارع الاغنام التي استولوا عليها وكانوا يديرونها عمال تابعين للامن المركزي اويملكونها ضباط امنيين استولوا عليها بعدحرب 94.   كان الالتفاف هوا الحل، وكانت فكرة العمليات الهجومية كالتالي:   تقوم القوات الرئيسية بالتحرك علی خط صلاح الدين-الوهط-الفرشة-وادي عابرين قاطعة مسافة 240 كم، تخرج في مؤخرة المحتلين وتفاجئ العدو في الهجوم علی قاعدة العند الجوية، والبرية، من الخلف، مع استمرار العمليات القتالية من الجبهة في حدود محافظة عدن مع لحج باتجاه المدينة الخضراء مدينة الفيصل، الحوطة عاصمة لحج؛ العلم- الحسيني.   بعدوصولنا الی مؤخرة العدو اعتمدت منطقة حشد وفي صباح اليوم الثاني للتحرك انتقلتوالقوة الی الهجوم،   كانت قاعدة العندالجوية هي الهدف الرئيسي مع تخصيص قوتين:   1- لقطع طريق الإمداد علی القوات المحتلة التي لازالت تقاتل في الحدود بين محافظة عدن ولحج ومنعها من الا نسحاب. 2- لمشاغلة قاعدة العند البرية وعدم السماح لها قواتها في القاعدة الجوية.   كانت النتيجة مبهرة، مع نهاية اليوم الأول للهجوم تم استكمال استعادة قاعدة العند الجوية، وقطع طريق الإمداد اوالانسحاب علی القوات المقاتلة في لحج وخلق ذعر وانهيار في قوات العدو المدافعة في لحج خوفاً من التطويق.   وفي نهاية اليوم الثاني للعملية تم استعادة قاعدة العند البرية وانهيار دفاعه وقواته المقاتلة بين العند، وحدود محافظة عدن.   في صباح اليوم الثالث للعملية الهجومية التقت في قاعدة العند قوات المقاومة المتقدمة من اتجاه لحج الحوطة، والمتقدمة من اتجاه العلم - الحسيني مع القوة الرئيسية التي قامت بالالتفاف، ثم توجهت القوة لتحرير مثلث العند - يافع - الضالع - تعز، واللقاء مع قوات المقاومة المدافعة في بله وتحرير معسكر الشهيد لبوزة.   وبهذه العمليات الهجومية تم تحرير عدن ولحج وفتح طريق طريق العند - ردفان - يافع - الضالع، كما فتحت لحج وعدن امام سكان هذه المناطق.


  اللواء ركن/ أحمد سيف محسن المحرمي (اليافعي)