أخبار الإقليم

17 سبتمبر, 2015 01:02:11 م

أقليم عدن/خاص:

دفع تمركز القناصة وصواريخ قذائف الميليشيات الحوثية، في أحياء خور مكسر في مدينة عدن أهالي شهداء المقاومة والمدنيين إلى قبول دفن ذويهم في حديقة كلية الطب، وطبقاً لرواية حارس مجمع الكليات الطبية حسن الصبيحي، فإن المقبرة تضم الآن رفات 27 شهيداً، بينهم امرأتان.

وأكد أن هذه المقبرة ليست الوحيدة، حيث هناك قبور أخرى لشهداء المقاومة، تم دفنهم بصورة جماعية في حديقة ثانية صغيرة تابعة لمستشفى الجمهورية. وأخرى في كلية العلوم الإدارية، وهو الأمر الذي تأكدت منه "الوطن" ميدانياً.

قبل أيام قليلة من استكمال ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع صالح سيطرتها على مديرية خور مكسر بمحافظة عدن، تعرضت أحياء المديرية لعمليات قصف عشوائي مكثف، من الدبابات وصواريخ الكاتيوشا التي كانت تطلقها الميليشيات من الجهتين الجنوبية والغربية للمطار، وفرض حصار شامل على تلك الأحياء، ومنع أي عمليات للدخول والخروج منها، حتى إن ذلك الحصار طال سيارات الإسعاف والفرق الطبية التابعة للهلال والصليب الأحمرين اللذين كانا يحملان الجرحى والجثث، ما دفع الأهالي والمقاومة إلى دفن الجثث في حدائق مستشفى الجمهورية وكلية الطب.

قصف عشوائي

في تلك الأيام، اشتد القصف الذي تعرضت له الأحياء السكنية، وتزايدت عمليات القنص التي نفذها مسلحو الميليشيات، والمواجهات التي اندلعت في الطرقات الداخلية لمديرية خور مكسر، باتجاه دوار تقاطع الجمهورية، وعلى حي السفارات ومبنى هيئة البريد العام، ما تسبب في سقوط عشرات الشهداء من المدنيين ومقاتلي المقاومة، وكان أولئك الضحايا ينقلون إلى مستشفى الجمهورية، أكبر مستشفيات المدينة، والمستشفى الوحيد الذي كان لا يزال حينها يعمل في خور مكسر، قبل أن تقتحمه الميليشيات بعد ذلك وترتكب بداخله مجزرة بشعة بحق الجرحى. راح ضحيتها العشرات، معظمهم من المدنيين. فيما قالت مصادر عاملة في المستشفى إن حصيلة اقتحام المستشفى والأحياء المجاورة له وصلت إلى 70 قتيلا.

وذكر حارسان في المستشفى الذي لا يزال مغلقا حتى الآن، في تصريحات إلى "الوطن" أن سيطرة الميليشيات على المستشفى والأحياء المجاورة، واندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيات في محيط مجمع كليات الطب والصيدلة والأسنان، المجاورة للمستشفى، دفع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى سحب مخيمها الطبي الذي أقامته في ساحة المستشفى، قبل أن تقوم بإجلاء ما يمكن إجلاؤه من الجرحى والجثث في المستشفى الذي اقتحمه المتمردون فيما بعد وحولوه إلى ثكنة عسكرية.

مقبرة داخل الجامعة

في السياق ذاته يقول حارس مجمع الكليات الطبية، حسن علي الصبيحي، إن انتشار القناصة في أحياء خور مكسر دفعهم إلى قبول دفن بعض الشهداء في حديقة المجمع، "لأن إكرام الميت دفنه"، حسب تعبيره.

وأضاف الصبيحي "خلال تلك الأيام العصيبة تحولت حديقة كلية الطب إلى مقبرة لدفن شهداء المقاومة، وحتى المدنيين الذين كانوا يقتلون نتيجة سقوط الصواريخ والقذائف على منازلهم، وكذلك بسبب إصابتهم برصاص القناصة، مؤكدا أن المقبرة تضم الآن رفات 27 شهيدا، بينهم امرأتان.

وعن دوافع اختيار حديقة الكلية كموقع لدفن جثث الشهداء، أضاف أن السكان لم يجدوا خيارا بديلا، خصوصا بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية على مستشفى الجمهورية، ونزحت الأطقم الطبية منه، في ظل الحصار الخانق على أحياء المدينة، مؤكدا أن هذه المقبرة ليست الوحيدة من نوعها، بل أشار إلى وجود قبور أخرى لشهداء المقاومة، تم دفنهم بصورة جماعية في حديقة أخرى صغيرة تابعة لمستشفى الجمهورية. وأخرى في كلية العلوم الإدارية، وهو الأمر الذي تأكدت منه "الوطن" بزيارتها تلك المواقع.

نصب تذكاري

ولم يبد طلاب كلية الطب أي اعتراض على وجود تلك القبور داخل كليتهم، مشيرين إلى أنهم يعتزون بأصحابها، ويقول الشاب قاسم الشعيبي، الطالب في المستوى الرابع بالكلية، إنهم يتعاملون مع تلك القبور على أنها نصب تذكاري لشهداء المقاومة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل بلادهم، ما يذكرهم بتلك التضحيات.

كما دعا طلاب آخرون إلى حماية تلك القبور وتسويرها، وعمل لوحات توضح أسماء أصحابها وتواريخ استشهادهم، وتابع الشعيبي بالقول "تلك القبور ستظل بمنزلة شاهد يروي بشاعة ما ارتكبته الميليشيات بحق المدينة وسكانها. ورفضنا بشدة مقترحا بنبش تلك القبور وتحويل الرفات إلى أماكن أخرى، وطالبنا بتسويرها وتشجيرها.

(الوطن)